الشراكة السعودية ـــ الروسية في مجال الطاقة

  • 2/13/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أصبحت الشراكة السعودية ــ الروسية في مجال الطاقة ممتدة ومتكاملة يوميا، بعد اتفاقهما التاريخي بتثبيت وخفض إنتاج النفط الخام في بداية 2016، وبخفض 1.800 مليون برميل يوميا ما بين أوبك ودول من خارجها، وأولها وأكبرها روسيا، والتزام روسيا، ولأول مرة في تاريخها النفطي، بخفض إنتاجها لتستمر وتقود وتؤكد التزامها، ولتصبح جزءاً من أوبك وصلابتها. وفي الأسبوع الماضي، ومع افتتاح مشروع «سابيتا» في شمال روسيا لإنتاج الغاز الطبيعي المسال بكلفة 27 مليار دولار، تم اتفاق آخر بين قطبي منتجي النفط في العالم، والبالغ 21 مليون برميل في اليوم، ويعادل حوالي %21 من اجمالي الإنتاج، والبالغ تقريبا 100 مليون برميل، وقعت ارامكو ووافقت روسيا على تزويدها بالغاز، ولتوفر المملكة كميات تقدر بأكثر من 2.5 مليون برميل من النفط لتزود بها العالم، بدلا من استهلاكها محليا، وتوفر القيمة المضافة ما بين سعري الغاز والنفط. والشراكة الاستراتيجية بدأت مع النفط الصخري الأميركي، ومع انهيار أسعار النفط، ولم يكن لدى أوبك خيار سوى زيادة إنتاج النفط التقليدي، ومحاولة إجبار منتجي النفط الصخري على خفض الإنتاج، والحد من انخفاض سعر النفط، ونجحت أوبك عند حد معين، وكان لابد من إيجاد منتج وشريك يشارك أوبك التضحية أو بالأحرى منتج يشارك المملكة العربية السعودية في التضحية، وعلى المدى الطويل، وقوي. والشراكة مستمرة والخفض مستمر وممتد حتى نهاية العام الحالي، ولكن مهما حدث فإنهما سيستمران في تكوين جبهة واحدة محافظة، وشراكتهما ستغطي مجالات أخرى غير النفط والغاز، ولكن بخطوات ثابتة، لأن الماضي لم يكن سهلا والملفات شائكة ومعقدة وأغلبها متناقضة. ونحن في الكويت لا نمتلك المؤهلات في إيجاد البدائل، ومنها الغاز المطلوب محليا، وفي مجالات وقطاعات مختلفة، حيث احتياجاتنا منخفضة مقارنة بالمملكة العربية السعودية، لكننا محاطون بدول تمتلك ثروات واحتياطيات من الغاز الطبيعي، وحرق واستهلاك الغاز محليا في توليد الكهرباء والماء والغاز بالتعاقد مع مصدر منتج، مثل قطر والعراق وايران، أو بالاستحواذ وشراء حقول غاز، والتخلص من استثماراتنا في النفط، وما نمتلكه محليا كاف ولسنوات كثيرة قادمة. الشراكة الاستراتيجية السعودية ــ الروسية قد تكون في بدايتها، لكن المملكة العربية السعودية لن تكون وحيدة في تقديم التضحيات من اجل المحافظة على سعر البرميل. كامل عبدالله الحرمي naftikuwaiti@yahoo.com

مشاركة :