الأزمة بين نظام الملالي ورجب طيب أردوغان تتصاعد على المستوى السياسي والاقتصادي حتى وصلت للنشاط الثقافي والجامعي، إذ اتّخذت إدارة جامعة "شهيد مدني" الإيرانية، قرارًا بمنع تدريس اللغة التركية في كلياتها. ونشرت صحفة حقوق الإنسان في إيران فيديو على صفحتها الرسمية بموقع "تويتر" وثّق وقفة احتجاجية لعدد من الطلاب، بعد أن كتبت: احتجاج طلبة جامعة "شهيد مدني" على عدم موافقة الجامعة على تدريس اللغة التركية. ويظهر في الفيديو احتجاج الطلبة بشكل سلمي مرددين هتافات تدين منعهم من تعلم اللغة التركية، مشيرين إلى تراجع الرئيس الإيراني "حسن روحاني" عن تعهداته بضمان حرية التعلم وعدم تدخل السلطات والجهات السياسية في شؤون النشاط العلني والجامعي، حيث هتفوا: روحاني يا روحاني.. أين تعهداتك؟ يُذكر أن العلاقات بين إيران وتركيا قد شهدت أزمة وتوتر غير مسبوق بعد التدخل العسكري التركي في سوريا، حيث وصل الأمر إلى حد اتهام طهران لنظام أردوغان بدعم الإرهاب وخلق الفوضى الأمنية في الأراضي السورية، واعتبر المتحدث باسم الخارجية "بهرام قاسمي" التحركات العسكرية التركية في مدينة "عفرين" تعزِّز من أنشطة الجماعات الإرهابية. كذلك أعرب عدد كبير من نواب البرلمان الإيراني (أبرزهم الأكراد)، عن رفضهم التامّ للتدخل العسكري التركي في سوريا، بعد أن أرسلوا خطابًا للأمم المتحدة تنديدًا بهذا التدخل، واصفين النظام التركي بـ"الفاشي" والرئيس أردوغان بـ"مجرم حرب". وكانت وزارة النفط الإيرانية قد أعلنت مؤخرًا وقف تصدير الغاز الطبيعي لتركيا بالمجان، وبدء مرحلة جديدة من التعامل بين البلدين، يتوجب فيها على أنقرة دفع مبالغ مقابل استيراد الغاز، في خطوة اعتبرها محللون ضربة اقتصادية من الملالي لأردوغان.