سياسة حسن الجوار

  • 2/13/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الكويت في جانبها الانساني لها جولات وصولات منذ تأسيسها الى اليوم.. فالكويت، افرادا وجماعات وشعبا، جُبلت على التعاون وحب الخير وتقديم المساعدة للقريب والبعيد، للسائل والمتعفف.. وهذه الخصلة الطيبة عُرفت عن أهل الكويت قديما، وترجمها الدستور الكويتي نصوصا تدعو الى التكافل والتآخي ومساعدة المحتاج، وطبقها الكويتيون مشاريع ومساعدات واعمال خير في كل ارجاء العالم. ويذكر تاريخهم تعاونهم معا ايام الجوع والهيلق وسيول الامطار والهدامة ومحنة الغزو حين ينسون اختلافاتهم ويقفون معا في المحن.. وكذلك يعرفهم في المحن اهل الجزائر واهل الخليج واليمن ودول افريقيا وآسيا واميركا الجنوبية، ولعل الصندوق الكويتي للتنمية خير شاهد على ذلك.. وكذلك كانت حالها منذ الزمن الاول في قيامها بمد يد العون للمحتاج والمعسر في وقفات شهدت لها منابر جامعة الدول العربية وهيئة الامم المتحدة وغيرها من المنظمات الانسانية. لذا، فان «حسن الجوار» حين دخل السياسة الدولية في القرن العشرين، واصبح مبدأ عاما في القانون الدولي ذا بعد سياسي، كانت الكويت من اولى الدول التي ايدته قبولا وتطبيقا، حيث انه كان ديدنها منذ زمن. وتعزز ذلك بعد بروز المشاكل البيئية والتي تتطلب من الدول المجاورة التعاون المشترك لحلها، فأصبحت الكويت مقرا للاتحادات البيئية الاقليمية المشتركة. من هنا، فان اختيار الكويت لتكون مكانا لاجتماع الدول الداعية لاعادة اعمار العراق، وهو الدولة التي عانت منها الكويت الامرّين في عهد المقبور الدكتاتور صدام حسين الذي انتهى عهده بنظام جديد، بدأ العالم يساعده لاقامة ديموقراطية جامعة ترضي كل الاطياف العراقية من دون تفرقة او غبن بينها، هو اختيار ذو مغزى.. تبنّي الكويت هذا المؤتمر من خلال غرفة تجارة وصناعة الكويت مشاركة مع الهيئة الوطنية للاستثمار العراقية والبنك الدولي والصندوق الكويتي للتنمية تحت عنوان «استثمر في العراق»، وبضمانة من البنك الدولي، لهو دليل على فهم الكويت الشامل لمبدأ «حسن الجوار». وستشترك عدة شركات محلية واقليمية ودولية، وبالاخص من القطاع الخاص، للتنافس على ٦٠ مشروعا بتكلفة ٨٥ مليار دولار في تظاهرة اقتصادية واستثمارية يأمل الجميع ان تعود بالفائدة على كل المنطقة، وترسم املا جديدا لمستقبل مشرق فيها. ولعل قيادة الكويت لهكذا تعاون بين دول المنطقة، عملت على ترسيخ عملي لمطلب دولي بدعوة الدول لتكريس مبدأ «حسن الجوار» قولا وعملا، كما هو ديدن الكويت دائما حكومة وشعبا. وحسنا ان تتبنى الحكومة ومجلس الامة سياسة استراتيجية بعيدة المدى لتقوية حسن الجوار، من خلال اقامة المشاريع الاقتصادية الضخمة، وبالاخص مع العراق الذي يتطلع الى علاقات ايجابية مع دول الجوار ايضا. عبدالمحسن يوسف جمال ajamal2@hotmail.com

مشاركة :