التعددية والحوار بين شاطئي البحر المتوسط

  • 2/14/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشبكة الدبلوماسية الإيطالية تنفذ برنامجا ثقافيا كبيرا في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يحمل عنوان “إيطاليا والثقافة وحوض المتوسط.العرب  [نُشر في 2018/02/14، العدد: 10900، ص(15)]إيطاليا تنظم برنامجا ثقافيا كبيرا في بلدان الشرق الأوسط عمّان – تنفذ الشبكة الدبلوماسية الإيطالية، خلال العام الحالي، برنامجا ثقافيا كبيرا في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يحمل عنوان “إيطاليا والثقافة وحوض المتوسط”، ويقوم على التعددية والحوار بين شاطئي البحر المتوسط. وهو حوار قائم على تبادل وتعزيز الهويات الثقافية والاجتماعية المختلفة التي تجمع بين التقاليد والابتكار والإبداع. وفي سياق هذا البرنامج أطلقت السفارة الإيطالية في العاصمة الأردنية عمّان الأحد 4 فبراير الجاري مجموعة فعاليات ثقافية، افتتحت في “ملتقى طلال أبوغزالة المعرفي” بكلمات كاتب الأغاني والموسيقي الإيطالي إيوجينيو بناتو، التي تقول “فليكن البحر الأبيض المتوسط حصنا خاليا من الأبواب، حيث يستطيع الجميع أن ينهل مما يحمله الآخرون من غنى، كل شخص ببريقه في ليلة مباركة من الله، وكل شعب مع إلهه الذي يرافق كل البحارة، ومع تلك الأمواج التي لا تهدأ أبداً”. وتمهيدا لهذه الفعاليات أشار جيوفاني براوزي السفير الإيطالي في الأردن في كلمة له إلى “أن الوجود الإيطالي في الأردن مرادف للحوار البنّاء وتبادل القيم المشتركة. فقد كانت منطقة البحر الأبيض المتوسط دائما المكان المفضّل لنقل الرسائل المشتركة التي تعتبر فيها الثقافة اليوم، كما كانت في الماضي، واحة متميزة للاستقرار والسلام”. وأضاف براوزي أن السفارة “وضعت تصوراً خلال عام 2018 لمسار مثالي يساهم في تسليط الضوء على الثروة التي يتمتع بها هذا الإرث، إذ أن الفعاليات التي ستقام في الأردن هي جزء من أكثر من خمس مئة مبادرة ستقام على مستوى الإقليم”. المبادرة الأولى في البرنامج هي المعرض المميز لفن الكتابة الخطية الذي يحمل عنوان “كتابة الكوميديا الإلهية”، وقد افتتح يوم الخامس من فبراير في معرض “ارتيزانا غاليري 14”، حيث قامت مجموعة من الفنانين، الذين ينتمون إلى مدرسة التقاليد العظيمة في الخط اللاتيني والعربي والصيني، بإحياء الـ21 بيتًا الأولى من رائعة دانتي اليغييري “الكوميديا الإلهية”، التي يقول في مفتتحها: “في منتصف طريق حياتنا، وجدت نفسي في غابة مظلمة، إذ ضللت سواد الليل. آه، ما أصعب وصف هذه الغابة الموحشة الكثيفة القاسية، التي تجدد ذكراها لي الخوف! إنها شديدة المرارة حتى لا يكاد الموت يزيد عنها، ولكن لكي أتناول ما وجدت هناك من خير، سأتكلم عن أشياء أخرى رأيتها فيها”. وفي إطار الفنون البصرية، ستشمل مبادرات أخرى معرضا لرسومات الفنان والمهندس المعماري الأردني كامل محادين لموقعي البتراء في الأردن ومدينة ماتيرا (جنوب إيطاليا) المدرجتين ضمن قائمة اليونسكو، ومعرضين فوتوغرافيين عن مسيحيي المشرق المعاصرين بعنوان “نوستالجيا”، وفندق فيلادلفيا التاريخي في عمّان، الذي تأسّس بين المدرج الروماني والساحة الهاشمية سنة 1925، واحتضن الاجتماعات واللقاءات بين رجال الحكم عند نشأة المملكة في عشرينات القرن الماضي، وشهد استضافة العديد من الشخصيات السياسية العربية والأجنبية التي زارتها. وهو المكان الذي استضيفت فيه السفارة الإيطالية بالأردن أول مرة. وثمة جزء مهم آخر من البرنامج هو مشروع مرئي للفنانة مارغريتا موسكارديني (المولودة في مدينة دونوراتيكو سنة 1981)، بعنوان “المخزون، نوافير الزعتري”، إضافة إلى المزيد من الفعاليات التي ستحتضن العروض الحية والموسيقى والمسرح. وسيتم تخصيص جزء من البرنامج الثقافي للأب وعالم الآثار الإيطالي ميشيل بيشيريلو، بعد مرور عشر سنوات على رحيله، كونه عالم آثار ورجل دين، على حد سواء، يشكّل مرجعية في هذه المنطقة، منفتحا دائما على الحوار مع الأديان الأخرى، فقد ترك وراءه إرثا بشريا وعلميا سيتم تطويره في مختلف الاحتفالات، والتي ستختتم بـ”المؤتمر الدولي حول التاريخ وعلم الآثار في الأردن” المقرر عقده في فلورنس في شهر يناير 2019. إن محور “إيطاليا والثقافة وحوض المتوسط”، كما يقول السفير براوزي، “سوف يكون مصدر إلهام لبعض الفعاليات السنوية، كأسبوع اللغة الإيطالية، وأسبوع المطبخ الإيطالي، والتي هي بالفعل جزء من الإرث الإيطالي الحي في الأردن”. وسيشكل الحوار والاستماع والفنون مصدر إلهام للبرنامج تود إيطاليا أن ترسّخ خلاله نهجا تعاونيا من شأنه العمل على تشجيع تبادل الأفكار مع الجهات الفاعلة المحلية والفنانين والعلماء والعامة.

مشاركة :