جدليات فنية تتناول ذاكرة الماضي وحداثة المستقبل في البحرين بقلم: زكي الصدير

  • 2/14/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

جدليات فنية تتناول ذاكرة الماضي وحداثة المستقبل في البحرينانطلق في الـ17 من يناير الماضي، مستمرا حتى 8 مارس القادم، معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية في عامه الرابع والأربعين بمشاركة كوكبة من الفنانين والفوتوغرافيين والنحاتين والخطاطين البحرينيين والمقيمين، الذين قدّموا تجاربهم المختلفة في قلعة عراد التاريخية بمدينة المحرق، التي تحتفي باختيارها عاصمة الثقافة الإسلامية لهذا العام، متّخذين لفضاءاتهم الحرة مناطق لاشتغالاتهم التي تنوّعت بين المفاهيمية والواقعية والتركيبية والتجريدية والانطباعية.العرب زكي الصدير [نُشر في 2018/02/14، العدد: 10900، ص(16)]فضاء يتيح للمتلقي التفاعل المحرق (البحرين) - يحتفي معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية في دورته الـ44 التي تستمر حتى الثامن من مارس القادم في قلعة عراد التاريخية بمدينة المحرق، بالابتكار والإبداع لفناني البحرين، وكما في كل عام، يتجمع المجتمع الفني المحلي ليقدم أفضل ما لديه من أعمال، غير مقيد بموضوع أو فكرة معينة، ما ينتج طيفا واسعا من الأساليب والتقنيات من خلال مختلف وسائل التعبير. واستطاع معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية (منذ نسخته الأولى عام 1972) أن يجمع مختلف المدارس والتوجهات الفنية للاحتفاء بالفن والفنانين من خلال تقديم آخر اشتغالاتهم في فضاء يتيح للمتلقي التفاعل معه بمعرفة مناخات الفن في البحرين، وعلى مدى 44 عاما متواليا كان هذا المعرض شاهدا على تطوّر ونضج الحركة الفنية الحديثة والمعاصرة في البحرين، فقد استطاع بعد كل هذه السنين أن يكون المنصة الأبرز والأهم لعرض تجارب الفنانين البحرينيين والمقيمين. ويقدم المعرض في نسخته الحالية أعمال 43 من الفنانين المحليين والدوليين المقيمين في البحرين، حيث يشتركون في تقديم مجموعات مصغّرة لإنتاجهم الفني، ورغم تفاوت التجارب والأجيال المشاركة في المعرض، الذي تشرف عليه سنويا هيئة البحرين للثقافة والآثار، إلاّ أن جميع الفنانين استطاعوا تقديم تصوّر عن الحالة الفنية العامة للمشهد الثقافي التشكيلي البحريني. وتلخصّت شروط المشاركة للفنانين في أن لا يقل عمر المتقدم عن 18 عاما، وأن تكون الأعمال أصلية، ومن أحدث ما أنتجه الفنّان المشارك، بحيث لا يتجاوز عمرها السّنة، كذلك فإن على كل فنان مشارك أن يتقدّم بثلاثة أعمال كمجموعة متكاملة ضمن اشتراطات تفصيلية تخص الحجم، ما عدا الأعمال التركيبية والفيديو، والتي يتقدّم فيها الفنان بعمل واحد، ويتحدّد قبول الأعمال بناء على قرار لجنتي الفرز والاختيار. وعلى هامش المعرض، كرّمت هيئة البحرين للثقافة والآثار النحّات المصري- العالمي آدم حنين الرئيس الفخري للسمبوزيوم لهذا العام والعديد من الفنّانين المشاركين في المعرض، حيث كرّمت الفنانين الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى بجائزة الدانة، وهم الفنان علي حسين ميرزا في المركز الأول، ومروة آل خليفة في المركز الثاني، وزينب السباع في المركز الثالث، فيما تكوّنت لجنة التحكيم من الفنان البحريني راشد آل خليفة والفنانتين الإيطاليتين باتريسيا ساندريتو وماريا تيريزا روبرتو. ويقول علي حسين ميرزا عن تجربته “وجهة نظر” الحاصلة على المركز الأول “وأنا أرسم بعض الأشياء، أتساءل إن كان من واجبي أن أجعل الحياة جميلة للناس، وأقنعهم بأن فيها ما يستحق أن يعاش؟ لست متيقنا، أدرك أنه مهما تعدّدت التوجهات الفنية والفلسفية فإن الحياة وحدها هي الواقع، هي الحقيقة التي نعيشها رغم اختلاف وجهات النظر، وأي شيء دون ذلك، هو مساحة للبحث والتجربة بالنسبة للفنان”. وعن حصوله على الجائزة يحدث “العرب” قائلا “الجائزة هي المسؤولية الإضافية، هي الحمل الإضافي، فأن أحصل على هذه الجائزة وأنا في عمر الثلاثين يجعلني أفكر أكثر حول كم قطعت من مسافة وأنا أحاول وأجرّب وأبحث، وأنظر إلى الأمام، لا نهاية للطريق، والجائزة هي جرعة يجب أن تنشط فكرك وفنّك وتنطلق بقوة أكبر”. وحرصت البحرين منذ سنة 1972 على اجتذاب الوجوه التشكيلية لفنانين مخضرمين وفئات عمرية شابة أيضا، ضمن إطار معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية لتقديم أعمالهم بهدف إيجاد جدليات فنية معاصرة تتناول ذاكرة الماضي وحداثة المستقبل.

مشاركة :