رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم الأربعاء للمرة الأولى أنه "يأمل" في الإفراج "قريبا" عن الصحافي الألماني من أصل تركي دنيز يوجيل المعتقل في تركيا منذ سنة وذلك في أوج عملية تقارب بين برلين وأنقرة. ويشكل الاعلان التركي إشارة واضحة على الاتجاه للتهدئة مع ألمانيا لتخفيف حدة التوتر الذي طبع العلاقات بين البلدين لأكثر من عام على خلفية منع مدن ألمانية وزراء أتراك من القاء خطابات أمام الموالين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال حملة واسعة نظمتها الحكومة التركية في مايو/ايار 2017 لتمرير استفتاء على تعديل الدستور لتوسيع صلاحيات أردوغان. وكان الرئيس التركي قد شن هجوما لاذعا على برلين في أكثر من مناسبة ووصف قرار المنع بأنه "ممارسة نازية" كما هاجم بشدة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ووصفها بعبارات قاسية. وقال يلديريم في مقابلة مع شبكة "آ ار دي" تبث مساء الأربعاء "آمل في أن يُفرج عنه قريبا. برأيي سيحصل تطور قريبا". لكن رئيس الوزراء التركي أضاف "لست أنا من يتخذ القرار"، مشددا على أن هذا الأمر من اختصاص المحاكم، مؤكدا أن تركيا "دولة قانون". ودنيز يوجيل الصحافي في صحيفة "دي فيلت" الألمانية موقوف في سجن في اسطنبول منذ 14 فبراير/شباط 2017. وتنوي ألمانيا أن تقيم في هذه "المناسبة" مجموعة من الأنشطة، منها موكب سيارات يعبر شوارع برلين وسهرة مع الممثلة حنة شيغولا تضامنا مع يوجيل. وسيلتقي بن علي يلديريم الخميس في برلين المستشارة الألمانية انغيلا ميركل. ويعد اللقاء مرحلة مهمة في جهود التقارب بين البلدين الشريكين بعد أكثر من سنة من الخلاف والتوترات. ودأبت السلطات الألمانية على المطالبة بالإفراج عن هذا الصحافي المعتقل بسبب ما تقول أنقرة إنها "أنشطة إرهابية". ولم توجه السلطات التركية بعد أي اتهامات لدنيز يوجيل (44 عاما) الذي وضع في السجن على سبيل الاحتياط. وقال المتحدث باسم ميركل في تغريدة إن "الحكومة تتابع جهودها من أجل الافراج عنه وعن الرعايا الألمان الآخرين المسجونين في تركيا لأسباب غير مفهومة". واعتبرت صحيفة دي فيلت أيضا أن تصريحات يلديريم مؤشر "بالغ الأهمية" على أن "تركيا تريد أيضا إصلاح علاقتها مع ألمانيا". ومنذ عمليات التطهير في تركيا التي تلت الانقلاب الفاشل على الرئيس رجب طيب أردوغان في يوليو/تموز 2016، تزايدت الخلافات بين البلدين. لكن أنقرة خففت منذ بداية السنة من حدة مواقفها وتحاول اعادة العلاقة مع برلين، بينما تبقي على الاعتقالات ورقة لمساومة شركائها الغربيين ولترهيب خصوم الرئيس التركي في الداخل.
مشاركة :