أفرجت السلطات التركية عن ألماني تم اعتقاله في تركيا الأسبوع الماضي، حسبما أعلن متحدث باسم الخارجية الألمانية اليوم في برلين، فيما باتت العلاقات بين برلين وأنقرة موضوعا أساسيا في الحملة الانتخابية الألمانية. قال متحدث باسم الخارجية الألمانية اليوم (الاثنين الرابع من سبتمبر / أيلول 2017) في برلين إن محامي الألماني المعتقل ذكر أن موكله تم الإفراج عنه بدون شروط. وكانت السلطات التركية ألقت يوم الجمعة الماضي القبض على ألمانيين في مطار مدينة أنطاليا الساحلية لأسباب سياسية. ولا يزال المعتقل الثاني يقبع في الحبس. وبوجه عام، لا يزال هناك 11 ألمانيا يقبعون في السجون التركية عقب محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في صيف العام الماضي. ويواجه هؤلاء اتهامات سياسية، من بينها دعم إرهابيين. وكانت الحكومة الألمانية أعلنت تغيير سياستها تجاه تركيا عقب القبض على الناشط الحقوقي الألماني بيتر شتويتنر في منتصف تموز/يوليو الماضي، وشددت إجراءات السفر إلى تركيا، التي يفضل الكثير من الألمان قضاء عطلاتهم فيها. كما تدرس الحكومة الألمانية اتخاذ المزيد من الإجراءات لممارسة ضغوط على تركيا للإفراج عن الألمان المعتقلين هناك. من جهته، اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ساسة ألمان بـ "الانغماس في الشعبوية" بعد أن قالت المستشارة أنغيلا ميركل إنها ستسعى لإنهاء محادثات انضمام أنقرة لعضوية الاتحاد الأوروبي لكنه عبر عن أمله في تحسن العلاقات المتوترة. وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم أردوغان على تويتر "نأمل أن تنتهي الأجواء الصعبة التي جعلت من العلاقات بين تركيا وألمانيا ضحية لهذا الأفق السياسي الضيق". وأدلت ميركل بالتصريحات التي أظهرت تغيرا واضحا في موقفها من مسعى تركيا الانضمام لعضوية الاتحاد خلال مناظرة تلفزيونية مع منافسها لاشتراكي مارتن شولتس أمس الأحد قبل الانتخابات العامة الألمانية التي تجري في 24 سبتمبر/ أيلول. وأضاف كالين أن تجاهل المشكلات الأساسية لألمانيا وأوروبا ومهاجمة أردوغان وتركيا بدلا من ذلك "يعبر عن قصر النظر في أوروبا". وكان زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، شولتس، قال أيضا خلال مناظرته مع ميركل إنه يعتزم وقف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي حال فوزه بمنصب المستشارية. ومن جانبها، طالبت ميركل بتجميد مساعدات الانضمام التي تحصل عليها تركيا من الاتحاد الأوروبي، والتي تقدر بالمليارات. كما أعلنت ميركل أنها ستزيد الضغط الاقتصادي على تركيا حتى يتم الإفراج عن الألمان المعتقلين هناك لأسباب سياسية. وذكر كالين أن عدم تحدث ميركل أو شولتس عن تنامي العنصرية في ألمانيا أمر ملفت للانتباه، متهما ألمانيا مجددا بحماية إرهابيين منحدرين من تركيا. وأضاف كالين أن ألمانيا لا تدافع عن الديمقراطية، بل عن "إرهابيين وانقلابين"، وكتب في تغريداته التسعة: "أي الأحزاب سيفوز في الانتخابات بألمانيا ليس أمرا ذا أهمية بالغة، لأنه اتضحت الآن العقلية التي ستفوز". تجدر الإشارة إلى أن الانتخابات التشريعية في ألمانيا ستجرى في 24 أيلول / سبتمبر الجاري. ح.ز/ و.ب (رويترز/ د.ب.أ / أ.ف.ب)
مشاركة :