دخلت قافلة مساعدات إنسانية إلى الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق أمس، هي الأولى منذ أشهر، وتأتي بعد الغارات الدموية التي استهدفت المنطقة، الأسبوع الماضي، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في سوريا في تغريدة على موقع تويتر: «عبرت أول قافلة مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري خطوط النزاع تجاه النشابية في الغوطة الشرقية». وتقل القافلة وهي الأولى التي تدخل المنطقة منذ اواخر نوفمبر «مواد غذائية ومستلزمات صحية لـ7200 شخص» محاصرين.معاناة المدنيين وتعرضت الغوطة منذ مطلع الأسبوع الماضي وعلى مدى خمسة أيام متواصلة لتصعيد في الغارات التي شنتها قوات نظام الأسد، ما تسبب بمقتل 250 مدنياً وإصابة أكثر من 775 آخرين بجروح. ويأتي إدخال المساعدات بعد دعوة الأمم المتحدة في 6 فبراير الحالي إلى «وقف فوري للأعمال العدائية لمدة شهر كامل» في جميع أنحاء سوريا، «للسماح بإيصال المساعدات والخدمات الإنسانية، وإجلاء الحالات الحرجة من المرضى والجرحى». ومنذ العام 2013، فرض الأسد حصاراً محكماً على الغوطة التي تعد راهناً آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق. ألم وفواجع ولم يتخيل سمير سليم المتطوع مع ثلاثة من أشقائه في صفوف «الخوذ البيضاء» أنه قد يجد نفسه يوماً عاجزاً عن سحب والدته من تحت الركام، بعدما أمضى السنوات الأخيرة يطارد الغارات لإنقاذ مدنيي الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق. ويقول سليم (45 عاماً) لوكالة فرانس برس بينما تغرورق عيناه بالدموع: «كان الموقف صعباً جداً بالنسبة لي، من المؤلم أن يكون لأم أربعة أبناء متطوعين في الدفاع المدني ولا يتمكنون من إنقاذها». ويضيف الشاب: «كانت أمي فخورة جداً بنا وبعملنا». ومنذ العام 2013، تشابهت يوميات سليم على غرار كافة المتطوعين في «الخوذ البيضاء»، في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، يلاحقون الغارات التي لا ترحم سكان الغوطة. تحت الركام لكن الخميس الماضي تغير كل شيء، حين وجد المتطوع سليم نفسه عاجزاً عن إنقاذ والدته اثر غارة لقوات الأسد استهدفت منزلهم في مدينة مديرا. وفي مقطع فيديو متداول، تظهر والدة سليم مرتدية حجاباً أسود اللون ومعطفاً رمادياً وهي تحني جسدها كما لو أنها تغفو متكئة على كنبة، فيما سقط الجدار بأكمله على ظهرها ورأسها وتغطي الدماء احدى يديها. ويسمع في الخلفية بكاء سليم وهو يناشد أحد زملائه احضار معدات لسحب والدته قبل أن يقول «أنقذ الناس يا أمي ولا أتمكن من انقاذك، ماذا أفعل يا أمي؟ حسبي الله ونعم الوكيل».
مشاركة :