البرلمان الهولندي يجدد ثقته في رئيس الوزراء بعد استقالة وزير الخارجية

  • 2/15/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

جدّد البرلمان الهولندي أمس (الثلثاء)، ثقته برئيس الوزراء مارك روته إثر استقالة وزير خارجيته هالبي زيلسترا، غداة إقراره بأنه كذب في شأن حضوره اجتماعاً مثيراً للجدل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل سنوات. وتم التصويت على سحب الثقة من الحكومة، بعد إعلان الوزير خلال جلسة برلمانية طارئة استقالته من الحكومة. وقال الوزير البالغ 49 سنة: «لا أرى أي خيار آخر اليوم غير تقديم استقالتي إلى جلالة الملك». وعيّن زيلسترا وزيراً للخارجية قبل أربعة أشهر فقط، وأتت استقالته قبل ساعات من زيارة كان مقرراً أن يقوم بها إلى موسكو للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف. ولم يعرف على الفور مصير الزيارة. وأضاف زيلسترا خلال الجلسة البرلمانية التي حضرها رئيس الوزراء: «هذا أكبر خطأ ارتكبته في مسيرتي على الإطلاق»، مشدداً على أن «صدقية وزير الخارجية يجب أن تكون بعيدة عن الشكوك، داخل وخارج البلاد». وإثر ذلك، فرض غريم رئيس الوزراء النائب اليميني المتطرف غيرت فيلدرز، تصويتاً على سحب الثقة من الحكومة، بعد سلسلة أسئلة وجهها النواب إلى رئيس الوزراء. واعتبر فيلدرز فضيحة زيلسترا «غير مقبولة»، فيما سأل النواب روته لماذا لم يخبر البرلمان في وقت مبكر عن كذب وزير خارجيته في شأن الاجتماع مع بوتين، على رغم أنه علم بحقيقة الأمر في 29 كانون الثاني (يناير) الماضي.   وأجاب روته «كان هذا خطأ في التقدير من جانبي»، متابعاً «لم أعتقد أن هذا الأمر سيؤدي إلى عواقب سياسية. استهنت بتأثير هذه الكذبة». لكن في التصويت حصل روته على غالبية كبيرة، فمن أصل 150 نائباً صوّت 101 نائب ضد مذكرة حجب الثقة عنه، مقابل 43 نائباً فقط أيدوا سحب الثقة. ويقود روته البلاد في ولايته الثالثة كرئيس الوزراء، بعدما فاز حزب «الشعب الليبرالي» المحافظ بانتخابات آذار (مارس) 2017، لكن من دون تأمين دعم كاف ليحكم بمفرده. وأتت استقالة زيلسترا غداة إقراره بكذبه في شأن حضوره اجتماعاً في منزل بوتين قبل 12عاماً حضره أيضاً المدير التنفيذي السابق لشركة «شل غيروين» فان دير فير. وكان الوزير المستقيل قال أمام مؤتمر لحزب «الشعب الليبرالي» المحافظ الحاكم في آيار (مايو) 2016 إنه كان موجوداً «في المقاعد الخلفية مساعد» خلال الاجتماع الذي تحدث فيه بوتين عن تعريف «روسيا الكبرى». وأبلغ زيلسترا الحضور حينها «سمعت بوضوح ما قاله بوتين عن فهمه لما تعنيه روسيا الكبرى». ودافع زيلسترا عن نفسه قائلاً «كان خياراً خاطئاً أردت أن أروي القصة في شكل مقنع من دون الكشف عن مصدري. لم يكن حرياً بي فعل ذلك». وأثار تعيين زيلسترا دهشة في هولندا، بسبب تواضع خبرته الديبلوماسية. وذكرت صحيفة «دي فولكسكرانت» المنتمية إلى يسار الوسط الإثنين الماضي أن «مستشاري» زيلسترا استغلوا قصة حضوره الاجتماع مع بوتين «لدحض الانتقادات في شأن افتقاده الخبرة الديبلوماسية».

مشاركة :