الحريري: المزايدون يعملون فعلياً عند «حزب الله»

  • 2/15/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أطلق رئيس الحكومة اللبنانية في الذكرى الثالثة عشرة لاغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري سلسلة مواقف ضمنها ثوابت وطنية وسياسية داخلية وإقليمية، شدد فيها على أن «الطائف خط أحمر لا يخضع للتعديل والتبديل ولن أبيع الأشقاء العرب بضاعةً سياسيةً لبنانيةً مغشوشة»، رافضاً التدخل في شؤون البلدان العربية، ومؤكداً أن من وقع قرار النأي بالنفس عليه احترامه. ولفت إلى أن «الأحكام التي ستصدر عن المحكمة الدولية الخاصة في لبنان تعتبر ملزمة للسلطات اللبنانية بتوقيف المتهمين». وإذ أكد أن «المواجهة السياسية الانتخابية الحقيقية هي بين تيار المستقبل وحزب الله»، قال: «موعدنا في 6 أيار/ مايو مع الانتخابات، وموعدنا في 7 أيار، معكم جميعاً». وكانت قاعة «بيال» التي شهدت الاحتفال الذي أقامه «تيار المستقبل»، فاضت بحضور سياسي رسمي وديبلوماسي وحزبي وشعبي ملأ المكان والأدراج والمداخل. وارتفعت شاشات عملاقة في القاعة ولوح الحضور برايات «التيار» وصفقوا وهتفوا طويلاً لحظة دخول الرئيس الحريري إليها، بعدما كان توقف عند الضريح وتلا الفاتحة وإلى جانبه المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. ومثل الوزير سليم جريصاتي رئيس الجمهورية ميشال عون ومثل النائب ميشال موسى رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وحضر الرئيس السابق للحكومة تمام سلام، وتمثل «التيار الوطني الحر» بعدد لافت من قياداته كما تمثل حزب «القوات اللبنانية» بوزرائه ونائب رئيس الحزب جورج عدوان، وتمثل الحزب التقدمي الاشتراكي بوفد وزاري وحزبي تقدمه تيمور وليد جنبلاط، وحضر وزير الثقافة السابق روني عريجي ممثلاً «تيار المردة». كما حضر الوزير السابق ألان حكيم ممثلاً حزب «الكتائب اللبنانية» وقائد الجيش السابق العماد جان قهوجي والممثل المصري حسين فهمي. وصافح الحريري مقدم الحضور وتبادل الحديث مع السفير السعودي وليد اليعقوب. وكان «تيار المستقبل» وجه دعوات إلى جميع الشخصيات والأحزاب اللبنانية باستثناء «حزب الله». وقال الحريري خلال الاحتفال: «13 سنة وأنت معي، على الحلوة والمرة. رفيق الأيام الصعبة، وما أكثرها علينا وعلى البلد والمنطقة. 13 سنة، وكلما احتاج إليك تقول لي: استمر يا سعد. قضيتنا أكبر من الكلام. وليس هناك أمر يجب أن يجعلك تتراجع، نحن نذرنا أنفسنا لخدمة بلدنا. هذا هو قدرنا واستقرار لبنان أهم رصيد في حياتنا». وأضاف: «13 سنة والمنطقة تغلي. ثورات وحروب وفتن ونزوح. سورية طحنتها المعارك، وصارت حقل تجارب للجيوش والميليشيات من كل الجنسيات. والعراق ما زال أسير الصراعات، وخراب الموصل صار توأماً لخراب البصرة. اليمن السعيد صار أتعس بقاع الأرض، وليبيا أصابتها لعنة الإرهاب، واللعنة تتحرك من بلد لبلد. أطمئنك، لبنان ما زال في منطقة الأمان. لأن روح رفيق الحريري ما زالت معنا، ولأن الشاب الذي كان يضع دمه على كفه ليعمل على وقف إطلاق نار في بيروت، لا يمكن أن يقبل بتسليمها للحرب الأهلية من جديد. ولأن من يعمل على اتفاق الطائف، لا يمكن أن يقبل بكسر العيش المشترك، ولأن من يخرِّج ٤٠ ألف طالب جامعي، مستحيل أن يرضى بتخريج ميليشيات مسلّحة». وتابع: «عملنا بوصيتك، اخترنا أن نسير على طريقك، لتبقى هناك دولة ومؤسسات وشرعية في لبنان، وليعرف كل الناس أن تضحيات الشهداء لا نقبل أن تضيع بانهيار البلد. من يقولون غير ذلك يشنون حرباً على الورق. أبعدنا الحريق السوري عن البلد، على رغم وجود أكثر من مليون ونصف مليون نازح من إخواننا السوريين. وطردنا «داعش»، ولم يتمكن الإرهاب من أن يجد أي بيئة حاضنة في بلدنا. وصار لدينا جيش وقوى أمنية نفتخر بها. وهذا فرع المعلومات الذي أسسه حبيبك وسام (الحسن)، واقف بالمرصاد مع كل الأجهزة الأمنية، في وجه الموساد والإرهاب. لدينا مشكلات اقتصادية واجتماعية، وخلافات سياسية، صحيح، ولكن لدينا بلد ودولة ومؤسسات وشرعية وحكومة ومعارضة وحرية وإعلام، في زمن تتساقط دول ومؤسسات وجيوش ومعارضات». وزاد: « 13 سنة، وما زلنا مصممين على العدالة. لن نيأس، ولن ننسى، ولن نساوم. البعض يرى أن العدالة السماوية تتحقق في مكان ما. لكن عدالة المحكمة الدولية آتية لأنها مفتاح الحقيقة، والمفتاح أمانة شهداء ١٤ آذار لدينا جميعاً، وخصوصاً عند تيار المستقبل». وإذ أشار إلى أن «أول الكلام كان مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء، الذين نجتمع على الوفاء لنضالهم، في مواجهة أسوأ حقبات الوصاية في تاريخ لبنان»، قال: «يشرفني أن أعلن الاحتفال بذكرى 14 شباط لهذا العام، مناسبة لتحية القدس الشريف. من روح الرئيس الشهيد، وكل الذين يجتمعون على تكريم شهداء الحرية والاستقلال. شهداء 14 آذار». ودعا الحريري «الجميع من أجل القدس عاصمة فلسطين الأبدية، إلى الوقوف دقيقة تضامن، تصفيقاً للقدس وصمود شعب فلسطين». وخاطب الجمهور بقوله: «صمودكم، اعتدالكم، عروبتكم، صبركم على الأذى، رفضكم الفتنة، وإيمانكم بالعيش المشترك، كانت وستبقى السلاح الأمضى في أيدينا لمواجهة التحديات. وسيكتب التاريخ أنكم جيش الاعتدال الذي حمى لبنان من السقوط في مستنقع الفتن والتطرف، وأن حماية الوطن عندكم أنبل من أي مشاركة في حروب الآخرين. هذا هو نهجنا وقرارنا. لكن، في المقابل، هناك من يعزف يومياً لحن المزايدة على تيار المستقبل. ولذلك فليعلم الجميع، أنني أرفض رفضاً قاطعاً، قيادة هذا الجمهور الوفي النبيل إلى الهاوية، أو إلى أي صراع أهل. وليعلم الجميع أيضاً، أنني لن أبيع الأشقاء العرب، بضاعةً سياسيةً لبنانيةً مغشوشة، ومواقف للاستهلاك في السوق الإعلامي والطائفي. نحن لسنا تجار مواقف وشعارات، نحن أمناء على دورنا تجاه أهلنا وأشقائنا، وسأخوض معكم التحدي في كل الاتجاهات، ولن أسلِّمَ بخروج لبنان عن محيطه العربي، ولا بدخول لبنان في محرقة الحروب العربية». وأكد أن «قرار النأي بالنفس، هو عنوان أساس من عناوين التحدي، وتثبيت لبنان في موقعه الطبيعي، دولةً تقيم أفضل العلاقات مع الدول العربية وترفض أي إساءة لها. والقرار لم يُتخذ ليكون حبراً على ورق، من يوقع قراراً تتخذه الدولة عليه احترام هذا القرار».   تقارير ضد الحريري ولفت الحريري إلى أن «الإبداع الفكري وصل ببعض المزايدين، إلى المناداة بتسليم البلد إلى حزب الله، لتحميله مسؤولية التداعيات التي ستحصل بعد ذلك، ثم روجوا لفكرة أن الانتخابات ستسفر عن مجلس نيابي يتولى تشريع سلاح الحزب. هذا نموذج عن آراء لأشخاص كانوا في عِداد الأصدقاء، لكنهم ضلَّوا سبيل الصداقة، إلى دروب البحث عن أدوارٍ في الداخل والخارج، وتسطير المواقف والتقارير ضد سعد الحريري والتيار». وقال: «هؤلاء يعلمون جيداً أن كل ما يقومون به لن يمكّنهم من الحصول على ذرة واحدة من رصيد حزب الله وحلفائه في الانتخابات. لكنهم يراهنون على أن يتصيدوا فتات الموائد في تيار المستقبل، ليجعلوا منه وجبة انتخابية يستفيد منها مرشحو الحزب وحلفاؤه. أي أن من يزايدون علينا ويراهنون على شعور الغضب هؤلاء هم أصلاً من يعملون فعلياً عند حزب الله. هذه ظواهر صوتية لن تصل إلى شيء». وإذ أكد أن «اتفاق الطائف خط أحمر. لا يخضع للتعديل والتبديل والتفسير والتأويل. وهو ليس إطاراً لأي ثنائيات أو ثلاثيات أو رباعيات»، مشدداً على «أننا في تيار المستقبل، لن نغطي أي سياسة تعمل على خرق وثيقة الوفاق الوطني وتجديد الصراع الأهلي. انتهى زمن الوصايات. و١٤ آذار 2005 علامة فارقة لن تمحى من تاريخ هذا البلد». وتوجه إلى شباب «تيار المستقبل»، قائلاً: «أسابيع قليلة تفصلنا عن الانتخابات، التي نراهن على أن تكون نقطة تحول في حياتنا البرلمانية. المستقبل يستعد لخوض الانتخابات في كل لبنان. وخلال أيام سنعلن عن أسماء المرشحين، وندخل حلبة الانتخابات تحــــت مظـــلة الرئيس الشهيد. وبرنامجنا هو إعادة الاعتبار لزمن رفيق الحريري، محررين من ضغوط الوصاية ومن المتسلقين على أكتاف الدولة والقانون». وتناول الحريري الشأن الوطني والسياسي، وقال: «هناك ثوابت لا يمكن البلد أن يستقر ويتقدم من دونها، ولا يمكن أن نتخلى عنها تحت أي ظرف. اتفاق الطائف ومقتضيات الوفاق الوطني خط أحمر. التزام الحوار في مقاربة الخلافات السياسية. حماية لبنان من ارتدادات الحروب في المنطقة. رفض التدخل في شؤون البلدان العربية. اعتبار الأحكام التي ستصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ملزمة للسلطات اللبنانية بملاحقة المتهمين وتوقيفهم. تأكيد حصرية السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية. تفعيل قدرات الجيش والقوى والأمنية لتمكينها من بسط السلطة والدفاع عن السيادة ومكافحة الإرهاب. التزام القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701، وتأكيد موجبات التضامن الوطني لمواجهة الأطماع الإسرائيلية بمياهنا الإقليمية. إنهاء ملف عودة النازحين السوريين إلى بلادهم ورفض كل أشكال التوطين. حماية المجتمع الإسلامي من تسلل التنظيمات الإرهابية، والعمل على إصدار عفو عام يشمل الموقوفين الإسلاميين الذين لا دماء على أيديهم. وتابع: «نحن مصممون على مواصلة مكافحة الفساد، وملتزمون تحسين الشفافية في كل أعمال الدولة. لكننا لن نقبل الافتراء اليومي والممنهج بإلصاق تهم الفساد وغياب الشفافية بأي خطوة بناءة أو إنتاجية». وقال: «البلد كان متوقفاً ومعطلاً بفعل ثلاث سنوات من الفراغ في رئاسة الجمهورية. ووضعنا حداً له. وأنجزنا قانون انتخاب، وأقررنا سلسلة رتب ورواتب، وأنجزنا تعيينات، وفي الأسلاك الأمنية والقضائية والديبلوماسية كانت شاغرة. وأقررنا أول موازنة منذ 12 سنة، وعشرات القوانين التي كانت نائمة في أدراج البرلمان، وأهمها الشراكة بين القطاع العام والخاص، والنفط والغاز. ووضعنا خطة متكاملة لمشكلتي الكهرباء والنفايات، إضافة إلى الاتصالات والإنترنت». وزاد: «كما وضعنا أول خطة متكاملة لمواجهة أعباء النزوح السوري، وسنذهب بها إلى مؤتمر بروكسيل بعد شهرين. وبعد شهر إلى روما لنجيّش الدعم الدولي للجيش والقوى الأمنية، وبعد شهر ونصف إلى باريس لنأتي بتمويل لـ250 مشروعاً بقيمة 16 بليون دولار على 10 سنين». ولفت إلى أن السؤال الحقيقي لكل اللبنانيين في هذه الانتخابات، هو: هل تريدون لهذا البرنامج أن يستمر؟ أم تريدونه أن يتوقف؟ إن كنتم تريدونه أن يستمر فعليكم أن تصوتوا. عدم المشاركة تصويت، ربما ليس للائحة معينة أو مرشح معين، ولكن في النتيجة تصويت لوقف مشروع النهوض بالبلد». وقال: «كنّا حجر الأساس في هذا المشروع، وما زلنا حجر الأساس لإطلاق أكبر مخطط استثماري يشمل كل لبنان. ونحن ذاهبون إلى الانتخابات بِنَفَس رفيق الحريري. الانتخابات ستحصل في موعدها. وهي فرصة لنا جميعاً». ورأى أن «هناك من لا يريدون انتخابات. هؤلاء سيخيبون، وهناك من يريد أن يخطف صوتكم بالمزايدات وبالهوبرات والشعارات الفارغة الرنانة، ليقدموه هدية للمشروع المناقض لمشروعكم، والمناقض للديموقراطية والحرية والاعتدال والأمل. هؤلاء أيضاً سيخيبون».   لا مال لدينا للانتخابات وتابع: «نسمع منذ أشهر عدة نظريات في البلد. هناك من يقول إن تيار المستقبل متجه نحو تحالف خماسي جديد، مع التيار الوطني الحر والاشتراكي وأمل وحزب الله. وهناك من يقول إن التيار عائد إلى تحالف مع القوات والكتائب والأحرار والمستقلين. وهناك من ينظّر بأن التيار سيكون الخاسر الأكبر وربما الوحيد! وحين تسألونهم لماذا؟ يقولون: لأنه مفلس! ليس معه المال. هذه أكبر إهانة لكم. لجمهور رفيق الحريري، وتعبير وقح عن تفكير يقول إن ناخبي تيار المستقبل ورفيق الحريري أصواتهم تُباع وتُشرى، لا يصوتون عن قناعة، ولا عن قرار ديموقراطي حرّ ولا عن تمسك بمشروع أمل ونهوض وعروبة وحرية وسيادة وكرامة بلبنان. يصوتون فقط من أجل المال». وقال: «إذن، هل هذا هو التحدي؟ قبلنا التحدي. أنا وأنتم قبلنا التحدي! نعم، نحن ليس لدينا مال للانتخابات! هل هذا جيد؟ ونحن تيار يرفض أي تحالف مع حزب الله. جيد؟ ونحن تيار لا يقبل أن يضعه أحد في علبة طائفية أو مذهبية ويقفل عليه ويرمي المفتاح! نحن تيار عابر للطوائف والمذاهب والمناطق لأننا تيار اعتدال كل اللبنانيين». وأكد «أننا سننزل إلى الانتخابات بلوائح للمستقبل وبمرشحين من كل الطوائف! جمهور المستقبل، جمهور رفيق الحريري في كل لبنان، سيريكم أن أصواتهم لا تُباع ولا تُشرى، لا بالمال ولا بالبهورة ولا بالمزايدات. واللبنانيون، سيجعلونكم ترون من هم الأوادم والوطنيون والمتمسكون باستقرار لبنان، المستعدون دائماً لحمايته والمستمرون، اليوم وكل يوم ليتحقق مشروع رفيق الحريري، مشروع الأمل والنهوض والاستقرار لكل لبنان وفي كل لبنان».

مشاركة :