عمان - ترتفع يوميا إيرادات فيلم الإثارة الرومانسي "خمسون ظلا طليقا" بشكل غير متوقع منذ بدء عرضه في صالات السينما العالمية في العاشر من فبراير/شباط الجاري. والفيلم الجريء ثالث نسخة سينمائية مقتبسة من ثلاثية روائية ناجحة للكاتبة للبريطانية إ. ل. جايمس، يؤدي البطلان اللذان يجسدهما جايمي دورنان وداكوتا جونسون، دوري عروسين جديدين يمضيان في مغامراتهما الجنسية، غير أنهما يواجهان مشكلات تتهدد سعادتهما الزوجية. وتدور أحداث الرواية التي صدرت عام 2011 حول العلاقة بين المليادير الذي يبلغ من العمر 27 عاماً كريستيان غراي وبين الطالبة الجامعية أناستازيا ستيل التي قامت بدورها في الفيلم النجمة الشابة داكوتا جونسون. وأثارت الرواية "50 ظلا للرمادي" ضجة كبيرة لطبيعة موضوعها المرتبط بعلاقة جنسية سادية ومازوشية بنفس الوقت فالبعض أعجب بها والبعض الآخر وصفها بالإباحية. وأتبعت الكاتبة أي ال جايمس الكتاب الذي أثار نقدا كبيرا بجزءين يكشفان عن تطور وعمق العلاقة بين أبطال الرواية وتمت ترجمة هذه الثلاثية إلى أكثر من 50 لغة في جميع أنحاء العالم منذ صدورها وحتى الآن وباعت أكثر من 130 مليون نسخة حول العالم بالنسخة الالكترونية والمطبوعة مما يجعلها واحدة من أسرع سلسلة الكتب تحقيقاً للمبيعات على الاطلاق. ودر "خمسون ظلا طليقا" الذي أخرجه جيمس فولي ايرادات قدرها 38,8 مليون دولار في الأيام الأولى لعرضه، ما يمثل انطلاقة "صلبة" بحسب المحلل في "كومسكور" بول دير قره بيديان في بيان. وأشار المحلل إلى أن الجزء الأول من الفيلم حصد 85,2 مليون دولار مع خروجه إلى الصالات في عيد الحب سنة 2015 فيما لم ينجح الجزء الثاني في احتلال المرتبة الأولى ونال المركز الثاني مع بدء عرضه في 2016 محققا 46,6 مليون دولار. وقد درت هذه الأفلام ايرادات تفوق مليار دولار من مبيعات التذاكر حول العالم وفق دير قره بيديان. وطرح الجزء الثاني من الفيلم المثير للجدل الذي صدر عام 2016 تحت عنوان "خمسون ظلا أغمق" مسألة خضوع المرأة للرجل ضمن العلاقة الخاصة الحميمية بينهما. وأثار الفيلم الثاني نقاشا بسبب موضوعه حيث يعاني البطل الثري من مشاكل نفسية جراء تعرضه للاغتصاب والذي يملك جانبا مظلما من شخصيته إضافة إلى أسلوبه المنحرف في التعبير عن الحب. وكان الجزء الأول من الفيلم الصادر عام 2014 قد لاقى ردود أفعال متباينة بسبب المشاهد الإغرائية المباشرة واللقطات الإباحية المتجسدة في العبودية والانضباط والخضوع والسادية ضمن العلاقة الحميمية بين الرجل والمرأة، والتي بلغت نسبتها خمس مدة الفيلم. وأشارت الإحصائيات التي أجريت حول الفيلم إلى أن 26% فقط من المشاهدين والنقاد معجبون بالفيلم على عكس الباقي الذي انتقد الفيلم على انه جريء ويمثل علاقة جنسية "سادية" غريبة الأطوار. فقد قال الناقد كينيث توران، من صحيفة "لوس انجلوس تايمز" إن: "الفيلم وبكل الأحوال أفضل من سرد الرواية للأحداث،" إلا أنه لم يستلطف حذف الفيلم للحوار الداخلي الذي يمر في بال الشخصيات، والذي ورد في الرواية. وذكرت الناقدة ليزا شوارتزبوم من "انترتيمنت ويكلي" ان: "سيناريو الفيلم عرض بطريقة أفضل من صياغة الرواية ذاتها، وأنه يعرض الفكرة الأساسية من الفيلم بشكل راق." وأشار إي أو سكوت من "نيويورك تايمز" بأن: "الفيلم يختلط بالكوميديا الرومانسية والميلودراما، وهناك أمر واحد لن يصل إليه هذا الفيلم، فهو لم يعرض الفكرة التي تتمحور حولها الرواية، وهي الإباحية." وأيد عدد من النقاد، فكرة واحدة هي أن رواية "50 ظلا للرمادي" والأفلام المبنية على قصتها، متناسقة مع الفكرة العامة للسلسلة الروائية والفيلمية "توايلايت"، بأن شخصية الفتاة البريئة تنقاد نحو عالم مظلم وغامض.
مشاركة :