المشاركون في مؤتمر الحسبة يشكرون خادم الحرمين على دعمه للعلم واهتمامه بشعيرة الحسبة

  • 2/15/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

رفع المشاركون في المؤتمر العلمي للحسبة "انتماء وطني أمن فكري", الذي نضمه المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجامعة أم القرى في ختام أعمالهم, شكرهم وامتنانهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله -على دعمهما الكبير، وعنايتهما الفائقة بالعلم والعلماء، والجامعات والبحث العلمي، ومؤازرتهما لأعمال الحسبة المنتجة أمناً فكرياً وانتماءً وطنياً، مقدمين شكرهم لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية على دعمه واهتمامه ومباركته لإقامة هذا المؤتمر. وأكد المشاركون خلال الجلسة الختامية لأعمال المؤتمر التي رأسها معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس على اللحمة الوطنية الواجبة بين ولي الأمر والرعية المبنية على البيعة الشرعية المنبثقة من مبدأ السمع والطاعة في المنشط والمكره، والتأكيد على محبة ولاة الأمر، والدعاء لهم، والتزام طاعتهم بالمعروف، وحرمة الخروج عليهم، والنصح لهم وفق ضوابطه الشرعية من العلماء المؤهلين والموثوقين في ذلك دون غيرهم، والتأكيد على أن اجتماع الكلمة والألفة بين الراعي والرعية سبب لخيرية الأمة، ونشر الود والتآلف واستقرار الدولة وانتشار الأمن في ربوعها ودفع عجلة التنمية الاقتصادية وقوة مؤسسات الدولة، والبعد بالمجتمع عن الفرقة والشقاق والخلاف. وأوصى المشاركون باتخاذ شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبادة وقربة وطاعة لله تعالى وفق النصوص الشرعية والمقاصد المرعية، والنأي بهذه الشعيرة في أن تستغل في أعمال المظاهرات أو الاعتصامات أو الخروج على الحكام أو تعريض السلم والأمن المجتمعي للخطر، وغيرها من المنكرات مما هو من منهج الخوارج داعين إلى الاهتمام بشعيرة الحسبة، ودعم برامجها ومناشطها التي تؤدي إلى تحقيق الأمن الفكري والانتماء الوطني، والإفادة من تجربة المملكة العربية السعودية الناجحة في هذا المجال وإبراز تميزها في تطبيق هذه الشعيرة، بصفتها أنموذجاً يُحتذى أمام المجتمعات الإسلامية الأخرى لكلِّ دولةٍ تود أن تكون قويةً، تحافظ على دعائم بقائها، وسرّ تمكنها وعزِّها. وأكدوا على ضرورة تضافر جهود العلماء والدعاة والموجهين والمربين والإعلاميِّين لرفع وعْيِّ أفراد المجتمع بحاجتهم إلى الحسبة الفاعلة المنتجة للأمن والاستقرار في المجتمع، مما سيثمر بتوفيق الله وعونه ديناً وسطاً، وفكراً سليماً، وأمناً وارفاً، وتنميةً اقتصاديةً نافعةً، وقوةً مجتمعية متماسكة، متى التزم المحتسبون بواجبهم المناط بهم من الدولة، وتعاون الجميع معهم لأداء واجبهم علاوة على دعم برامج الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والمعاهد والمدارس والمساجد والمؤسسات التعليمية والتربوية والمؤسسات المجتمعية والأُسْرة لتوجيه الطلاب والطالبات وعموم الناس إلى كلِّ ما ينفعهم وينفع مجتمعهم؛ كتحري الأصدقاء، وحسن اختيار البرامج النافعة، وتوجيههم نحو التصفح الشبكى الآمن في صفحات "الانترنت"، والتوظيف الأمثل لوسائل الإعلام المختلفة، في بيان ونشر أحكام الحسبة الواردة في الكتاب والسنة، وبيان فوائدها وآثارها، وإبراز دورها في تعزيز الانتماء الوطني وتحقيق الأمن الفكري وكلُّ ما من شأنه توطيد العلاقة، وترسيخ التعاون والترابط بين أفراد المجتمع. ودعوا إلى زيادة التعاون المثمر البناء وتفعيله بين الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين كل من المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكليات الدعوة والاحتساب، وكرسي الملك عبدالله للحسبة، والجمعية العلمية السعودية للحسبة، ومراكز البحوث في الجامعات السعودية لتوضيح أهمية شعيرة الحسبة، وما لها من آثار عظيمة في حياة الفرد والمجتمع، وبيان دورها العظيم في حماية العقيدة الصحيحة، والتحصين من نواقضها كالشرك والسحر، وتصحيح العبادة، ونشر الفضيلة، والأخلاق الحميدة الحسنة، وتحقيق أمن وسلامة المجتمع، وحمايته من الانحراف الفكري المؤدي إلى الغلو و التطرف لافتين أنَّ الحسبة مسؤولية عامة أفراد المجتمع فيمن تقع مسؤولياتهم عنه من الأسر والأبناء، ومسؤولية رسمية بالمحتسبين خاصة فيمن تكلفهم به الدولة وفق صلاحياتهم المحددة بنظام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المثمر حث الناس على فعل المعروف وترك المنكرات بالحكمة والموعظة الحسنة، لحفظ الأمن والنظام العام للمجتمع، والتقيد بالضوابط الشرعية والتوجيهات النظامية في رعاية حقوق أفراد المجتمع، والتزام الآداب بينهم. ودعوا إلى توسيع نشاط الحسبة لتشمل شبكة التواصل الاجتماعي، حيث إنها من بين السّبل التي قد تُسهم في تطوير نشاط أعمال الحسبة إلى الاحتساب الإلكتروني عبر صفحات الإنترنت وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتأكيد على توسيع دائرة الحث على العمل بالمعروف وحث الناس عليه، ودعم وتشجيع إشراك العاملين في أعمال الحسبة من فئات أخرى كالنساء، وبعض مؤسسات المجتمع النظامية المختلفة، والعناية بالوسائل الحديثة والمبتكرة في الأداء الاحتسابي مطالبين بالارتقاء بأعمال ومهام الحسبة وأدائها بما يسهم في الأمن الفكري ويحقق الانتماء الوطني، مشيدين بالدور الكبير والبناء لمركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع، ومركز اعتدال، ومركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، وإدارة الأمن الفكري بوزارة الداخلية، وجهاز رئاسة أمن الدولة، وهيئة مكافحة الفساد، ومصلحة الجمارك، ونحوها من الجهات المختلفة ، والتأكيد على ضرورة عمل دراسات علمية جديدة تستشرف مستقبل الحسبة وتطبيقه، تعتمد على الاستقراء والاستنباط والتحليل وعمل ميثاق شرف بين علماء الحسبة ونخبة من الخبراء، لتحقق تطلعات الأمة في الاقتصاد المعرفي والتنمية المستدامة، ومعالجة المشكلات الفكرية و الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية. كما أوصى المشاركون بإنشاء مركز تميز بحثي تتبناه جامعة أم القرى، ممثلة في المعهد العالي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لخدمة شعيرة الحسبة، بهدف استثمار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما يتوافق مع برنامج الدولة للتحول الوطني 2020 ، ورؤية المملكة 2030 والارتقاء بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدراسات الحسبة المعاصرة وفق المستجدات ، والإسهام في تحقيق الأمن الفكري والانتماء الوطني، وإعداد كوادر بحثية متخصصة لتعميق البحث العلمي في دراسات الحسبة، وتفعيل مقاصد الشريعة المحققة لذلك، موصين بأن يكون هذا الملتقى المبارك هو باكورة لغيره من المؤتمرات التالية له والمستمرة في معالجة ما يستجد من قضايا الحسبة وشؤونها، وأن يكون دولياً حتى يعم النفع.

مشاركة :