المطلوب هو إصلاح وتعديل الهرم المقلوب !!

  • 2/16/2018
  • 00:00
  • 75
  • 0
  • 0
news-picture

قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :حرض بنيك على الآداب في الصغركيما تقر بهم عيناك في الكبروأيضا له عبارة تقول (لا تقسروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم) وهنا التركيز هو على التربية قبل التعليم ولذلك أطلق على الوزارة وزارة التربية والتعليم ولكن نقول وبكل أسف إن الوزارة تدهور فيها التعليم وكذلك التربية فهي اليوم فشلت في غرس القيم والمبادئ وحتى تعاليم الإسلام في نفوس النشء وكذلك فشلت أيضا في الارتقاء بالمستوى العلمي والفكري للطلبة والطالبات فنجد أن مخرجات التعليم ضعيفة فالطالب يواجه صعوبة شديدة في تكملة دراسته في الجامعة وخاصة في الجامعات الأجنبية نظرا للضعف الشديد في اللغة الإنجليزية وحتى العربية فهناك تدهور في مستوى التعليم في المدارس الحكومية لأن هناك ضعف في مستوى الهيئة التدريسية وفي طريقة التدريس التي تعتمد على التلقين وليس البحث العلمي . هناك ظاهرة منتشرة في مدارس الكويت منذ زمن وهي ظاهرة العنف بين الطلاب أنفسهم وأيضا أحيانا تتطور الأمور ليشمل العنف المدرسين وذلك بسبب ضعف وسوء الإدارة في المدارس وكذلك عدم تعاون أولياء الأمور مع إدارة المدرسة فهم غالبا ما ينحازون لأبنائهم ضد الهيئة التدريسية مما يزيد الطين بلة ويشجع على انتشار العنف في المدارس فليس هناك تعاون بين أولياء الأمور وإدارة المدرسة . حادثة وفاة الطالب عيسى البلوشي التي هزت المجتمع الكويتي كشفت جانبا آخر من الضعف والقصور في الهيئة التدريسية فهناك تعسف وعنف يمارسه المدرس أو المدرسة ضد الطلبة رغم أن هناك قانونًا يمنع استخدام الضرب والعنف ضد الطلبة ولكن هناك سوء اختيار وأيضا عدم متابعة ومراقبة لأداء الهيئة التدريسية مما يتسبب في ضعف مستوى الطلبة وكذلك عدم رغبة الطلبة في الدراسة نظرا للمعاملة السيئة من المدرسين للطلبة مما يؤثر على تحصيلهم العلمي وفشلهم في الدراسة . الدكتور أحمد الربعي رحمه الله كان وزيرا سابقا لوزارة التربية والتعليم وأطلق على الوزارة اسم الهرم المقلوب وهذا الهرم لازال مقلوبا لأنه ببساطة تحولت الوزارة إلى حقل تجارب فكل فترة يطبق نظام جديد ورغم الميزانية الضخمة للوزارة والتي تقدر بملياري دينار إلا أن هناك تكدس للطلبة في الفصول الدراسية مما يؤثر على قدرة الهيئة التدريسية في القيام بواجباتها ناهيك عن التعاقد مع مدرسين ومدرسات من دول أخرى وغالبا مايكون هؤلاء غير مؤهلين وتم اختيارهم بطرق ملتوية ومشبوهة وأيضا ليس هناك متابعة لأداء هؤلاء مما يتسبب في مشاكل وأحيانا كوارث مثل كارثة وفاة الطالب عيسى البلوشي فقد تسببت المعاملة السيئة للمدرسة في تدهور صحته حيث إنه مريض بالقلب وكان المفروض أن تكون له معاملة خاصة ولكن غياب دور الأخصائي الاجتماعي في المدارس يعرض حياة بعض الطلبة المرضى أو ذوي الاحتياجات الخاصة للخطر بسبب أن الهيئة التدريسية غير مؤهلة للتعامل مع هذه الحالات. من المفيد القول إن منذ أكثر من نصف قرن كان هناك معهد لتخريج المدرسين والمدرسات وأيضا هناك كليات التربية في جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي لتخريج المدرسين والمدرسات ورغم ذلك لازالت الوزارة سنويا تتعاقد مع مدرسين ومدرسات من الخارج والمفروض أن يكون هناك اكتفاء ذاتي في مجال التدريس ولكن نجد أن هناك فائض في مدرسي المواد الأدبية ونقص شديد في مدرسي المواد العلمية وهذا يدل على سوء التخطيط في توفير احتياجات الوزارة من المدرسين. إن المفروض أن تكون هناك خطة لتشجيع التخصص في تدريس المواد العلمية وسد النقص في هذا المجال وذلك بصرف حوافز لمدرسي المواد العلمية لأنه في حال الاكتفاء الذاتي في المدرسين والمدرسات لن تحتاج الوزارة للتعاقد مع مدرسين من الخارج غير مؤهلين للتعامل من الطلبة مما يولد ويخلق مشاكل بين الطلبة والمدرسين وأيضا سوف تختفي ظاهرة الدروس الخصوصية التي ترهق جيوب أولياء الأمور وتحول التعليم إلى تجارة ومصدر للكسب السريع.إن التعليم قد تطور كثيرا فلم يعد كتب ومواد يتم تلقينها للطالب فهناك ثورة تعليمية في استخدام التكنولوجيا والتعلم عن بعد بدون الاحتكاك بين المدرس والطالب ولعل من أهم أسباب تفوق دولة مثل فنلندا وحصولها على المركز الأول في العالم في تطور التعليم أن الطالب يدرس فقط 3 ساعات في اليوم والباقي أنشطة تنمي مواهبه وقدراته ويفرغ فبها طاقته وأيضا منع الواجبات الدراسية التي يقوم بها الطالب في البيت أو مايسمى home work وقد كانت النتائج باهرة لأن هناك تركيز على إبداع الطالب وتنمية مواهبه وليس فقط حشو المنهج وتلقين الطالب وتدريبه على حفظ المادة فقط. الجدير بالذكر أن الطالب في المدارس الحكومية يكلف الوزارة 5 آلاف دينار سنويا ولو تم خصخصة التعليم وأقصد هنا المدارس الأجنبية ذات الكفاءة العالية والسمعة العلمية الجيدة لكانت النتائج أفضل بكثير ولأمكن إصلاح الهرم المقلوب وتعديله ولكن هذا الهرم سيبقى مقلوبا طالما بقيت نفس العقلية هي التي تدير الوزارة فهناك جيش من الموظفين والمسؤولين وليس هناك أخصائيون لتطوير المناهج والتعليم ورفع مستوى وأداء الهيئة التدريسية ومتابعة التحصيل العلمي للطالب فهناك اهتمام فقط بالحفلات التي تقيمها المدارس خاصة في الأعياد الوطنية وحفلات التخرج على حساب تطوير المناهج وتطوير أداء المدرس والطالب .أحمد بودستور

مشاركة :