كيف اصبحت الكويت مثالا يحتذى لدول العالم، وكيف وصلت الكويت هذا البلد الصغير بمساحته الى هذه المكانة الرفيعة بين دول العالم؟! عندما كانت تخطو بسرعة في سكة التقدم والازدهار وبناء الدولة، نظراً لدخلها الذي ينمو سريعاً واقتصادها الذي يتوسع، فما إن وصلت الى المرحلة التي يمكنها ان تزدهر في مؤسساتها داخلياً وخارجياً حتى جاءها التهديد المباشر من الجار نظام المقبور الجائر. فغزت هذه الجارة جارتها الصغيره المسالمة التي حرمت على نفسها الهجوم والحروب، وكتبت على نفسها المساعدات ومشاركة الأمم خيراتها. فدُمرت هذه البلدة الصغيرة وسقطت مؤسساتها واحتلت في غزو غاشم غادر لا يعرف رد المعروف ولا الإحسان. فتغيرت الحال في أهل الكويت حتى قاوموا ودافعوا عن هذه الارض الطيبة وبلد الخير، فاستشهدوا بشرف حتى تعجب العدو كيف لهذا المجتمع الصغير أن يحمل روح المقاومة والبطولة من مشاركة نسائية ومواقف بطولية مشرفة لرجال ونساء الكويت. فعادت الكويت وعادوا الكويتيون ليبنوا وطنا من جديد، بينما يعانون المشاكل البيئية واكثرها جرماً ينحصر في حرق الآبار عوضاً عن الخسائر المادية. الفقرة السابقة كانت جزءاً من حديثي مع صديق من كوريا الجنوبية، كان يحدثني عن علاقة كوريا الجنوبية باليابان، فيقول عندما كانت اليابان الامبراطورية الامبريالية العدوانية غزت كوريا الجنوبية مرات عديدة، وفي كل مرة تدمرها ويقتل أبناؤها ويؤسرون ويستغلون ليعملوا في المشاغل والمعامل والمصانع بلا مقابل. وأنهم في كوريا الجنوبية، ورأيت ذلك بعيني، يتظاهرون يومين في الاسبوع أمام السفارة اليابانية لطلب الاعتذار عن افعالها تجاه كوريا الجنوبية، في السابق، وقد طالب الشعب الحكومة الكورية بنصب تمثال لفتاة كورية أمام السفارة اليابانية لتعبر عن افعال اليابانيين تجاه الفتيات الكوريات أثناء الحرب، لتذكرهم كل يوم بأفعالهم تجاههم. حتى انهم بدأوا الآن بنشر هذه التماثيل في الباصات وأماكن أخرى. وما تزال المطالبات بالاعتذار وغيرها من التعويضات الى يومنا هذا. سردت له قصة غزو العراق للكويت بما فيه الفقرة الاولى التي ذكرتها في مقالي هذا، حتى أكملت بأنني حتى انا لدي اخ استشهد اثناء هذا الغزو الغاشم، ومع ذلك نحن لا نحمل الاحقاد تجاه الشعب العراقي. وبالإضافة الى كل هذا فالكويت ساهمت في بناء العراق مرات عديدة وأعطت مئات الملايين لمساعدة العراق والاعمار وبناء المدارس والمستشفيات. هذه هي الكويت البلد الصغير الذي يفوق كل دول العالم بسماته وكرمه، اليوم يعلن استضافة مؤتمر إعمار العراق. أليس هذا هو السمو والحجم الذي لم يستطع أي بلد في العالم ان يصله؟! عبدالرحمن الهداد الشمري
مشاركة :