استيقظ خليل دخي (67 عاما) صباح الخامس من شباط/فبراير في منزله ببلدة جنديرس في عفرين على أصوات القذائف الآتية من بعيد جراء القصف التركي على وحدات حماية الشعب الكردي في المنطقة. شيئا فشيئا يرتفع صوت المدفعية، وهو ما دفع خليل الذي كان يعمل سائقا قبل اندلاع الحرب في سورية إلى الخروج مع زوجته وابنته وحفيده محمد، باتجاه أحد الملاجئ الذي يبعد نحو 100 متر عن محل سكنهم. أثناء سيرهم سقطت قذيفة بالقرب منهم. لكن أحدا لم يصب بأذى. يقول خليل لـ"موقع الحرة: "ارتعبنا من الصوت، حفيدي لم يكف عن البكاء". وتشن تركيا وقوات سورية موالية لها عملية عسكرية في عفرين ضد وحدات حماية الشعب الكردي منذ الـ20 كانون الثاني/يناير. وقصفت الطائرات التركية مواقع الوحدات في ناحية جنديرس غربي عفرين، بالإضافة إلى مواقع أخرى مثل شيخ الحديد وناحية بلبل. في القبو وصل الأربعة إلى الملجأ/القبو فوجدوا نحو 25 شخصا هناك يحتمون من القصف التركي. يترك الرجال نساءهم وأطفالهم داخل القبو، ويضطر بعضهم إلى البقاء بالخارج بسبب ضيق المكان. في القبو، لا توجد دورات مياه، ولا إناره ولا تدفئة، فهو مكان غير مهيئ للسكن. يقول خليل: "كنا نحضر القليل من الطعام من أقرب منزل للأطفال". ظلت العائلة في القبو عدة أيام، وهم يسمعون أصوات المدفعية والقذائف التركية التي أسقطت العديد من المدنيين. وتشير إحصاءات القتلى من المدنيين في عفرين إلى وصول عددهم، الخميس، إلى 78 منذ بدء العملية العسكرية التركية من بينهم 21 طفلا. خرج الرجال لتفقد الوضع وتركوا نساءهم وأطفالهم داخل القبو لليوم التالي لحمايتهم. وعندما تيقنوا من هدوء الأوضاع، عاد خليل دخي وعائلته إلى منزلهم، آملين ألا تتكرر التجربة مرة أخرى في اليوم التالي.
مشاركة :