عيد القصة عيد الحب بقلم: عواد علي

  • 2/16/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القصة القصيرة نوع سردي مهم لها جمالياتها الخاصة، وتمتلك تقاليد راسخة، وبنية شديدة الإحكام، ولها كتّاب أبدعوا ولا يزالون يبدعون فيها.العرب عواد علي [نُشر في 2018/02/16، العدد: 10902، ص(14)] هل هي صدفة تزامن الاحتفال باليوم العالمي للقصة القصيرة مع عيد الحب في يوم واحد هو 14 فبراير؟ أم أن الأمر مقصود لتحبيب هذا الشكل الأدبي إلى القراء، ردّا على ما طاله من تهميش غير متعمّد، وبعد تراجع إقبال دور النشر، إلى حد ما، عن نشره أمام سيل الرواية الجارف وظهور جوائز مغرية مخصصة لها؟ شخصيا أميل إلى التفسير الثاني، خاصة أن منابر ثقافية عديدة في العالم أخذت تنشط لإعادة الاعتبار لفن القصة بوسائل وفعاليات مختلفة، لعل أبرزها منح جائزة نوبل للآداب عام 2013 للقاصة الكندية أليس مونرو، على اعتبار أن القصص القصيرة التي تؤلفها هي من بين الأفضل في العالم حاليا. وقبلها بسنة أنشأت مؤسسة ثيسار إخيدو سيرّانو الإسبانية مسابقة متحف الكلمة الدولية للقصة القصيرة جدا. وفي منطقتنا العربية أطلقت الجامعة الأميركية بالكويت، بالشراكة مع الملتقى الثقافي الكويتي، جائزة سنوية باسم “جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية” عام 2016، تحفيزا للإبداع القصصي، وتحقيق بعض التوازن بين الاحتفاء بالرواية (جائزة البوكر، وجائزة كتارا) والاحتفاء بهذا النوع السردي. وفي هذا السياق جاءت مبادرة مجلة “الجديد” الثقافية العربية الشهرية، التي تصدر في لندن، بإصدار عدد خاص عن القصة القصيرة لـ99 كاتبة وكاتبا من 15 بلدا عربيا، وثلاثة ملفات تضمنت 71 نصا قصصيا من العراق واليمن والمغرب العربي لأجيال مختلفة من كتّاب القصة. إن القصة القصيرة نوع سردي مهم لها جمالياتها الخاصة، وتمتلك تقاليد راسخة، وبنية شديدة الإحكام، ولها كتّاب أبدعوا ولا يزالون يبدعون فيها، كما أن لها شريحة واسعة من القرّاء الذين يستمتعون بها، ويفضّلونها على الرواية لأسباب مختلفة. لكن رغم ذلك لم تحظ إلاّ بالقليل من الاهتمام في نظريات السرد والتاريخ الأدبي مقارنة بفن الرواية. ومن بين النقاد القلائل الذين نظّروا لهذا الفن الأدبي الناقد الأميركي شارلز ماي، الذي ركز في دراسته “التحفيز الاستعاري في القصة القصيرة”، المنشورة ضمن كتاب “نظرية القصة القصيرة في مفترق طرق”، على جوانب مهمة ميّزت شعرية القصة القصيرة منذ نشأتها في بداية القرن التاسع عشر، من خلال تحليله لنماذج قصصية ترجع إلى مرحلة النشأة. يقصد شارلز ماي بالقصة ما حدده الشكلانيون الروس، أي أنها متوالية من الأفعال السابقة في وجودها والمستقلة عن أي تقديم كلامي للأحداث، وبهذا يجري تمييزها عن الحبكة والخطاب. وهو يستخدمها إجرائيا بطريقتين مختلفتين، وإن كانتا مرتبطتين: طريقة تاريخية ليشير بها إلى أسبقيتها كأسطورة على كونها خطابا، وطريقة نظرية ليستغل الأسبقية المعروفة لها كمتوالية على الخطاب كتقديم بلاغي. كما يستخدم الاستعارة، أيضا بطريقتين مختلفتين: الأولى ليشير بها إلى “الظاهرة الدينية-الأسطورية”، والثانية بالمعنى الجمالي. أما التحفيز فيقصد به الفكرة العامة عما يصنع فعلا شخصيا بطريقة خاصة ويستخدمه أيضا بالمعنى الجمالي لدى الشكلانيين الروس، وذلك لكي يشير به إلى شبكة التقنيات الأدبية التي تسوغ تقديم الموتيفات (التحفيزات) الفردية أو الجمعية في عمل ما. ويتفق شارلز ماي مع إيخنباوم – أحد أقطاب الشكلانية- على أن القصة القصيرة شكل أساسي أولي، بل إنه يراها شكلا له صلة وثيقة بالسرد البدائي، الذي يجسد التصور الأسطوري ويلخصه، والذي يكون من سماته التكثيف لا التوسع والتركيز لا التشتت. كاتب عراقيعواد علي

مشاركة :