مثقفون لـ سبق: الجنادرية حركة فكرية احتضنت الهوية الثقافية العربية

  • 2/16/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكّد عددٌ من المثقفين والأدباء أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 32" يشكل عرساً ثقافياً وتراثياً مزج الماضي بالحاضر، وحافظ على أصالة وهوية الثقافية العربية التي تشهد حملةً شرسةً لتشويهها ومحاولة طمسها. وأوضحوا أن المهرجان استطاع أن يكون بوتقة فكرية يصهر فيها المشهد الفكري العربي ليستبعد ما يشوبه من أفكارٍ دخيلة على المثقف العربي، ويحافظ على الأصالة بكل ما تحتويه. وقال الدكتور علوان؛ من جامعة الجزائر؛ أحد المشاركين في المهرجان، لـ "سبق": عندما نتكلم عن الجنادرية، فإننا نتكلم عن مهرجان يملك قدراً فريداً في المنطقة من ناحيتَي القيمة والتنوّع. وأضاف: هذا الاهتمام والدعم الكبير من قيادة هذه البلاد المباركة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بهذا المهرجان دليلٌ كبيرٌ على ما يحمله من أهداف ثقافية وفكرية وتنويرية تخدم العالمين العربي والإسلامي. وأردف: المطلع على مهرجان الجنادرية سيجد ما يحمله من غنى ثقافي تحمله المملكة من منبعها الإسلامي والعربي التي تربط مختلف الدول العربية والإسلامية. وتابع: مهرجان الجنادرية هو تواصل بين مختلف شرائح المجتمع وهو يوم لقاء المثقفين العرب الذين تتلاقح أفكارهم التي تهتم بتحديثها أيّ تحديث فنوننا. وقال الدكتور عبدالرحيم العطري؛ أستاذ علم اجتماع من المغرب، لـ "سبق": تمكّن مهرجان الجنادرية طيلة السنوات الماضية من ترسيخ اسمه كمهرجان قادر على تحقيق إشعاع ثقافي هائل، والسؤال هنا: ما مصادر نجاح هذا المهرجان؟ وما نقاط القوة في هذا المهرجان؟ ولماذا تحوّل مهرجان الجنادرية إلى قبلة ثقافية ومعرفية اتجه نحوها جميع المثقفين من كل أصقاع العالم؟ وأضاف: الأمر كله راجع إلى هوية هذا المهرجان ومرجعيته الثقافية؛ حيث جعل من الثقافة مرتكزاً أساسياً لاشتغاله، ومن الاهتمام بالتراث وثقافتنا الشعبية المدخل الأساسي لهويتنا الثقافية، وهذا راجعٌ لاعتقاد مركزي هو أن الشعوب لا يمكن أن تبني مستقبلها دون أن تصالح ماضيها ولا يمكن للشعوب أن تعبر إلى جسر المستقبل دون تأكيد العلاقة الجيدة مع هذا الماضي القوي. وأردف: لهذا فالمهرجان له دور أساسي في حماية الهوية الثقافية العربية وتحصينها بتركيزه على الموروث والاستثمار في الموروث الثقافي؛ حيث إن كل ما يحيل إلى الماضي يحيل إلى التقدم والحضارة العميقة والهوية المركزية. وتابع: "الجنادرية" أصبح اليوم أيقونة بارزة في المشهد العربي الاسلامي نتيجة إسهامه القوي في تحصين هذه الهوية الثقافية؛ حيث إننا اليوم في حاجة إلى مصارحة مع التراث وإعادة الاعتبار إليه، وفي حاجة إلى مصالحة مع الماضي الذي يمارس علينا ثقله الرمزي. وقال "العطري": مهرجان مثل الجنادرية يسهم ويساهم بقوة في تحقيق هذه المصالحة بيننا وبين ماضينا المشرق الذي يؤهلنا للعب أدوار ثقافية عدة، إذاً هنيئا لناً بمهرجان الجنادرية.. هنيئاً لنا بانتصاره للثقافة الشعبية والتراث وللهوية العربية الإسلامية. بدوره، قال الدكتور نبيل منصره؛ من المغرب العربي، لـ "سبق": في الواقع أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية وما يحمله من حجم وإرث ثقافي كبير يجمع بين الماضي والحاضر ويتجه نحو المستقبل؛ يوطد جسور التواصل بين عموم المثقفين وأهل الفكر والأدب داخل المملكة العربية السعودية في علاقتها بالمحيطين العربي والإسلامي، وكذلك الدولي. وأضاف: مهرجان الجنادرية حدث ثقافي كبير يحرص على ربط الإنسان بجذوره الثقافية في كل ما يتعلق بإعادة الاعتبار للتراث وقراءته وإعادة التعريف به وحفز الناس على ربط هذه العلاقة الحيوية والمنتجة بالماضي. وأردف: المهرجان يحرص على إعادة إحياء التراث والتعريف به وإيجاد علاقة وطيدة به، وإنه يشكل جسر تواصل أساسياً يُعيد ربط الإنسان العربي بهويته العربية، وهذا الأمر يتجسّد في أنشطة مختلفة تعرفنا بطريقة ملموسة عن الإنسان وعلاقته بالدين والأرض والمدينة والبلد والفكر والثقافة والبيئة. وتابع: كل ذلك يأتي في إطار وحدة تدل على إن هناك علاقة تناغم بين الإنسان وبيئته ومحيطه، وبين الانسان وجذوره البعيدة مع الوعي إن هذا الإنسان له أملٌ في الحاضر والمستقبل ويسعى بكل يقين لهذا المستقب

مشاركة :