قال الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه عندما يقل الناصر ويعز المعين؛ يأتي دور الغرباء المصلحين الذين يقومون بأمر الله ولا يجدون مؤيدًا ولا ظهيرًا من الناس بل صدودًا ومعاداة. وأوضح «غزاوي» خلال إلقائه لخطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، أنهم -والحالة هذه- يعظم أجرهم وترتفع عند الله منزلتهم، منوهًا بأن لهؤلاء الغرباء صفات خاصة تدل على تميزهم وخيراتهم وثباتهم على مبدئهم وعلو همتهم وقوة إرادتهم.وأضاف أن أول صفاتهم التي تستفاد من الأحاديث الواردة في الغربة تمسّكهم بالسنة عند رغبة الناس عنها وزهدهم فيها، وثانيها في المقابل ترك ما أحدثه الناس من محدثات، وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقًا؛ في غربتهم بين الخلق يعدونهم أهل شذوذ وبدعة؛ لكن يكفيهم شرفًا تمسكهم بدين الله وثباتهم ومضاعفة أجرهم.وتابع: وثالث هذه الصفات التي صرحت بها الأحاديث أنهم يصلحون أنفسهم عند فساد الناس، ورابعًا يلزمون الحق ويعضون عليه بالنواجذ، وخامسًا يستقيمون على طاعة الله ودينه، وسادسا أنهم كذلك يصلحون ما أفسد الناس من السُنة والدين ووسابعًا أنهم ينهون عن الفساد في الأرض، وهي صفة الغرباء في كل زمان ومكان، وثامنًا أنه لا يمنعهم عدم قبول الناس للحق من القيام بدورهم قال أويس القرني: “إن قيام المؤمن بأمر الله لم يُبقِ له صديقًا، والله إنا لنأمر بالمعروف وننهاهم عن المنكر فيتخذونا أعداء، ويجدون على ذلك من الفساق أعوانًا؛ حتى والله لقد رموني بالعظائم، وأيم الله لا يمنعني ذلك أن أقوم لله بالحق”.
مشاركة :