من حكمة العزيز الكريم أننا خُلقنا في هذه الحياة أزواجاً؛ ليسكن بعضنا إلى بعض، وجعل المودة والرحمة رباطا ودستورا. نخوض غمار هذه الحياة باحثين عن نصفنا الآخر ليكملنا، ونغفل عن المعنى السامي للتزاوج والسكن والمودة والرحمة. أنا لست بناقصة حتى أبحث عمن يكملني، ولن أقبل عليك أن توسم نفسك بأنك ناقص تبحث عمن يسد فيك نقصك! ففي الأصل، نحن كائنات متكاملة، لكل منا خصوصيته واحتياجاته وكوامنه التي تصرخ بصوت خفي لما يلائمها، فالأرواح جنود مجنّدة، والأشباه تتلاقى. فإن جعلت سعادتك على قمة هرم حياتك، تقتنص لحظات الفرح، تصنع لحظات السعادة، تحسن رفقة نفسك، تنصت الى نداء روحك الخفي، مكتفيا بصحبتك، فإنك ستجذب أمثالك وأشباهك الذين يماثلون سعادتك ويضيفون إليك شيئا آخر، أو أن بذرة السعادة فيهم تحتاجك أنت لترويها لتكبر. ينجذبون إليك، تضيف أنت إلى سعادتهم سعادة ويضيفون إليك وعيا وجمالا آخر من جمال الحياة. إضافات وهدايا بعضكم لبعض. فالمرأة الذكية الواثقة والمكتفية بذاتها والمحققة أحلامها، ستضيف الترتيب والجمال والسعادة والتشجيع لشريك حياتها، ستكون خير صديق وسند ورفيق لزوجها، وفي الوقت نفسه، لن تنسى نفسها وأهدافها وتنصهر في الآخر. ستعطيه مساحته، سيشتاق إليها ويفخر بها ويساندها ويعلمها معاني كثيرة في هذه الحياة ليضيف إلى وعيها وعياً وإلى سعادتها سعادة. لن يجعلها محور حياته صابا عليها غيرة أساسها الضعف وليس الحب، خوفا أساسه الخواء وليس المساندة، ضغطا اساسه الغيرة منها لا عليها! وإن كنت حزينا عائشا في دراما الماضي أو الخوف من الآتي، فستكون مغناطيسا لجذب أمثالك، سيتهافتون عليك مثل الفراش حول النور! تضيف إلى حزنهم حزناً ويضيفون إلى بؤسك بؤسا. يحجب عنفوان المشاعر صوت الحدس والعقل والقلب السليم، لتظن أنك بطل هذه العلاقة لتنتشل حبيبك من بئر حزنه أو أنه المنقذ والمخلص لك مما أنت فيه! لتصبح العلاقة شماعة للبؤس والحزن ووصم نفسك بالتعاسة في هذه الحياة. لذلك، احسنوا صحبة أنفسكم، داروها، ضمّدوا جراحها، فأنت في الأصل وحدك في هذا الطريق، استمع الى نداء روحك، تعلّم الصمت والاستماع الجيد لمكنونات صدرك، احتياجك، كن أنت ما تريد جذبه لحياتك، اسع أنت الى تحقيق ما تريده في شريكك، وسيأتيك أجمل مما ظننت! لا تعامل/ تعاملي شريكك كأنه طبيب نفسي، دوره في هذه الحياة تضميد جراحك! خذ زمام أمرك وارسم حياتك وسيسخر الله لك من ترتضيه ويرتضيك لرفقة الدرب. فاحسنوا الاختيار واحسنوا الرفقة ولا تنصتوا الى تخاريف مجتمع، جُل همه الوضع الاجتماعي والعرس لا الزواج والمودة والرحمة، تخاريف صعّبت الحلال؛ فأصبح الحرام سهلا، ومنعت ما أحله الله تحت ستار عادات وتقاليد بالية، حرمت الكثير الكثير. فثق يا عزيزي بأن نصفك الآخر هو أنت.. وليس شخصا آخر.. الآخر هو شريكك في الحياة. رولا سمور www.growtogether.onlinerulasammur@gmail.com
مشاركة :