ما يحدث في عالمينا العربي والاسلامي يحتاج الى وقفة تأملية لدراسته وفهمه.. فالخلافات البينية غير مسبوقة، والحلول المتوافق عليها شبه معدومة، والأخطار التي تواجهها الامة متعددة.. ومع ذلك فهي في غفلة عن عدوها، لاهية في صراعاتها الجانبية. ومع اكتشاف حقول نفط وغاز جديدة في شرق البحر المتوسط على سواحل سوريا ولبنان وفلسطين، تستعد شركات النفط العالمية للحصول على نصيبها من استثمار هذه الحقول.. وبنفس الوقت نجد عدوّ الامة العربية يعمل جاهدا للحصول على النصيب الاكبر من هذه الحقول، ولو بالاستيلاء على حصص الآخرين، كما هو ديدنه دائما. الا ان الوقفة الوطنية التي تقفها الحكومة اللبنانية من خلال التشديد في الدفاع عن حق لبنان في الحصول على كامل حصته من دون التفريط في شيء منها، تدعو الى الفخر من جهة، والى احراج الجانب الاسرائيلي الذي لن يتجرّأ بالاعتداء على حقه بسبب التضامن الوطني ووجود القوة اللبنانية المتمثلة بالجيش والوحدة الوطنية التي ستحافظ على هذه الثروة الجديدة. ولعل ذلك يعطي قوة اضافية للبنان وسوريا في الحصول على ثروة جديدة، وهي النفط لتطوير الاقتصاد في هاتين الدولتين اللتين تمران بظروف صعبة، ولتساعد الشعبين العربيين على اعادة بناء دولتيهما، وهو ما سيؤدي بالضرورة الى تقوية الاقتصاد العربي واعادة اللحمة للتضامن العربي من جديد. كان لبنان دائما يعتبر في نظر العدو الصهيوني الجانب الاضعف عربيا، ولكنه الآن بوحدته وتصميم حكومته على رد اي اعتداء على ثروته النفطية اصبح جانبا قويا لا يستهان به، ولديه جيش قوي يسانده الشعب في التصدي لاي اعتداء اسرائيلي على وحدته. واصبح خياره الوحيد هو التعاون والتكاتف ومعاملة العدو بالمثل، وهو حق عادل تضمنه له كل القوانين والمواثيق الدولية. عبدالمحسن يوسف جمال ajamal2@hotmail.com
مشاركة :