الحسد يأكل الحسنات

  • 2/17/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - الراية: قال فضيلة الداعية محمد يحيى طاهر إنه لن يموت أي إنسان حتى يحصل على كل ما كتبه له المولى عز وجل، مستشهداً بما أخرجه ابن ماجة عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْساً لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُمَ». وأوضح الداعية محمد يحيى طاهر في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الأخوين سحيم وناصر أبناء الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني رحمهم الله أن هناك نفوساً من بني البشر تتطلع للحصول على أكثر من حقها، بل وتنظر إلى حق غيرها من عباد الله، لافتاً إلى أن هذا هو الطمع والجشع، وهما صفتان مذمومتان في بني الإنسان. الإساءة للمسلمين وأشار إلى ما ورد عَنْ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا، حيث قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى ثَالِثاً، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ «. وقال إن ابن آدم يعيش في كمد وكبد، من أجل الحياة الدنيا فيتولد في نفسه، نتيجة للطمع والجشع حسد للغير، وإساءة للمسلمين، ثم يموت وهو لم ينل من الدنيا إلا ما كتب الله له. ولفت إلى أن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، وهو كبيرة من كبائر الذنوب، مضيفاً إن إبليس حسد آدم عليه السلام فطرده من جنته، وحسد ابن آدم أخاه فقتله، فربما كان الحسد سبباً لإزهاق الأنفس البريئة. أنواع الحسد وأوضح الداعية محمد يحيى طاهر أنه ليس كل الحسد مذموماً، مُبيناً أن الحسد نوعان، حسد محرم، وحسد جائز، أما الحسد المحرم، فهو تمني زوال النعمة عن المحسود، وإلحاق الضرر به، وأما الحسد الجائز، فهو الغبطة، وتمني مثل ما عند الغير من غير رغبةٍ في زوالها ولفت إلى قوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث : « لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ، فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ : لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ، فَقَالَ رَجُلٌ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ«. ودعا إلى تجنب الحسد المذموم والمسابقة إلى عمل الخيرات واستشهد بما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَاناً«. الحسد يوغر الصدور وحذر من أن الحسد يوغر الصدور، ويُذهب الأجور، ويقطع الأواصر، ويغيّر النفوس مؤكداً أن الحسد آفة الحسّاد، حيث ينغص حياتهم، ويقضّ مضاجعهم، لأنهم يرون نعم الله تترى ويتفضل بها على من يشاء من عباده.

مشاركة :