الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب

  • 12/3/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد فضيلة د. محمود عبدالعزيز أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا من الحسد وعواقبه الخطيرة فقال:"إيَّاكْم والحسدَ، فإنَّ الحسدَ يأكُلُ الحسناتِ كَما تأكُلُ النَّارُ الحطبَ أو قال: العُشب"، مشيراً إلى أن المجتمع الإسلامي يجب أن يحافظ على جماله ونقائه، محذراً من أن هذا الحسد يمكن أن يدمر العلاقات الإنسانية. وأوضح د. محمود في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بمسجد المانع بالوعب أن الحسد هو الشعور بالحزن بسبب النعم التي أنعم بها الله على شخص ما، بأن يكره هذه النعمة ويتمنى زوالها عن هذا الشخص تماماً. علاقة وثيقة وذكر الخطيب أن هناك علاقة ارتباطية بين الحسد والشعور بالارتياح لابتلاء الآخر، منبهاً إلى أن من العواقب السيئة للغضب الكراهية والحسد. وقال إنّ الشخص الغاضب يقمع غضبه لأنه غير قادر على الانتقام مباشرة، وسوف ينعكس غضبه للداخل، ويتحول إلى حقد وحسد. ويتحول بعد ذلك إلى جزء متأصل عميق في قلبه ويقصد بذلك الكراهية، موضحاً أن الحاسد يشعر بالارتياح لابتلاء الآخرين، وبيّن أن الكراهية والحسد من الأمراض الخبيثة التي تؤدي إلى ضعف الإيمان. وسائل علاج الحسد وتحدث خطيب جامع المانع عن وسائل علاج الحسد من القرآن والسنة، فأشار إلى أن أبرزها السيطرة على الغضب وعدم الشماتة في أي شخص والعفو عن الناس، مشيراً إلى أن نقاء القلب هبة من الله يجازي بها الله الإنسان بالحسنات والثواب، كذلك الثقة بالله تعالى والتوكل عليه، فالله تعالى يكفي المرء الضرر والاضطهاد الذي يتسبب الناس فيه له. ولفت إلى أن من وسائل العلاج أيضاً المداومة على ذكر الله وذلك من خلال اللجوء إلى الله تعالى وقراءة أذكار الصباح والمساء يومياً والتوجه إلى الله تعالى بالدعاء بأن يحفظك من الحسد والحاسدين. وذلك بكثرة الاستغفار وقراءة المعوذتين وسورة الإخلاص وآية الكرسي بقلب ونية صادقة ثلاث مرات في الصباح والمساء. والالتزام بأذكار الصباح والمساء والتعوذات النبوية " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ". وأشار الخطيب إلى ما رواه عبدالله بن خبيب قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركناه ، فقال:"قل" قلت: ما أقول؟ قال:"قل هو الله أحد والمعوذتين حين تصبح وحين تمسي ثلاث مرات تكفيك من كل شيء". المداومة على الأذكار وذكر د. محمود أن من الأذكار التي يجب المداومة عليها: اللَّهُمَّ أنت ربِّى لا إله إلا أنتَ، عليك توكلتُ، وأنتَ ربُّ العرشِ العظيم، ما شاء اللهُ كان، وما لم يشأْ لم يكن، لا حَوْلَ ولا قُوَّة إلا بالله، أعلم أنَّ اللهَ على كُلِّ شيء قديرٌ، وأنَّ الله قد أحاط بكل شيء علماً، وأحصَى كُلَّ شيء عدداً، اللَّهُمَّ إني أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ نفسي، وشَرِّ الشيطانِ وشِرْكه، ومِن شَرِّ كُلِّ دابةٍ أنتَ آخذٌ بناصيتها، إنَّ ربِّي على صِراط مستقيم. أدعية مفيدة ونقل خطيب جامع المانع عدداً من الأدعية الأخرى في علاج الحسد، موضحاً أنه عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ إِذَا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَقَاهُ جِبْرِيلُ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ يُبْرِيكَ وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ. رواه مسلم. وكذلك حديث أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ. رواه مسلم الآيات القرآنية وأوضح أن هناك العديد من الآيات القرآنية الكريمة التي تتلي كوسيلة لعلاج الحسد، مضيفاً أنه عند الرجوع إلى الأحاديث النبوية سوف نجد عن عائشة رضي الله عنها قالت:"كان رسول الله يأمرني بأن أسترقي من العين"رواه ابن ماجة حماية الأطفال: بالرغم من أننا نفعل كل شيء لحماية أطفالنا ومستقبلهم إلا أن الأطفال يمكن أن يتأثروا بالحسد ويجب حمايتهم حسب السنة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعيذ الحسن والحسين ويقول:" أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّةِ، مِن كُلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ، ومِن كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ " رواه الترمذي. وأضاف: من وسائل علاج الحسد: الالتزام بالوضوء والطهارة وأداء الصلاة في وقتها، خصوصاً صلاة الفجر وقراءة المعوذتين. وإن عرفت من هو الذي أصابك بالعين يجب أن تطلب منه الوضوء وأن تغتسل أنت بماء وضوئه هو ويجب عليه حينها أن لا يرفض هو الأمر. الاغتسال بغسل العائن ولفت إلى أنه ثبت اغتسال المحسود بغسل العائن: وتستخدم هذه الطريقة إذا عرف الحاسد، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ الْعَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا" رواه مسلم في صحيحه"، وعَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ يُؤْمَرُ الْعَائِنُ فَيَتَوَضَّأُ ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ الْمَعِينُ، رواه أبو داود. ونصح بأنه إذا كان المرء يريد أن يقي نفسه شر الحسد ويصرفه عنه فإن عليه كتمان أموره والمحافظة على السر في قضاء الحوائج، لما ثبت من حديث معاذ بن جبل "رضي الله عنه" عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود" صحيح الجامع. ولفت إلى أن من وسائل علاج الحسد تذكر إرادة الله: فكلما رأى المرء شيئاً يحبه سواء مال أو أولاد، أو أي شيء يحبه يجب أن يقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله. لتذكر أن كل شيء بإرادة الله . فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة، من أهل أو مال أو ولد، فيقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، فيرى فيه آفة دون الموت.

مشاركة :