نعت وزارة الصحة ابنة البحرين البارة الدكتورة سمية الغريب والتي وفتها المنية إثر حادث مروري أليم، وذلك بعد مشوار حافل من الإنجازات الرائدة في مجال تطوير الخدمات الصحية المقدمة لمرضى الكلى.وكانت الدكتورة الغريب «رحمها الله» قد نهلت أساسيات وأصول مهنتها من كلية الطب بجامعة عين شمس بالقاهرة، حيث نالت بكالوريوس الطب والجراحة في ديسمبر 1983، كما نالت شهادة الدبلوما العليا في مجال الرعاية الصحية في أبريل 2005، والزمالة العضوية في الكلية الملكية للأطباء في إيرلندا وذلك في 23 يونيو 2000، إلى جانب نيلها للزمالة في تخصص طب وزراعة الكلى من جامعة تورنتو يونيو 2003. وتولت رئاسة قسم طب وزراعة الكلى بمجمع السلمانية الطبي منذ عام 2011. وقد حققت د. الغريب الكثير من الإنجازات والإسهامات في مجال تطوير الخدمات الصحية والعلاجية المقدمة لمرضى الكلى، ومنها نجاح مشروع الاستصفاء البريتوني المشروع الأول والوحيد في البحرين، ونجاح جهودها الرامية إلى توعية المجتمع بأهمية التبرع، وإنقاذ حياة الآخرين، إلى جانب حرصها وعملها الدائم على توعية المرضى بخطورة المافيات المتاجرين بالأعضاء البشرية خصوصا فيما يتعلق بشراء الكلى، إلى جانب إشرافها ومساهمتها في حصد فريق قسم أمراض وزراعة الكلى 9 ميداليات ذهبية خلال مشاركته بدورة ألعاب مؤتمر الشرق الأوسط لزرع الأعضاء وغيرها الكثير من الإنجازات. وقد شارك مجموعة من المسئولين والأطباء وزارة الصحة مشاعر الحزن والأسى على وفاة الدكتورة سمية الغريب (رحمها الله)، إذ أعربت الرئيس التنفيذي لهيئة المهن والخدمات الصحية الدكتورة مريم عذبي الجلاهمة عن بالغ أسفها، وتقدمت بأحر التعازي إلى أسرة الفقيدة، سائلة المولى عز وجل أن يتغمد روحها بواسع رحمته ومغفرته، وأن يلهم أهلها الصبر والسلوان.كما أكدت الدكتورة الجلاهمة أن خبر وفاة الفقيدة شكل صدمة كبيرة للجميع، إذ كانت من الأطباء المخلصين والمتفانين، وقد عرفت بين الجميع بالأخلاق الطيبة الحميدة، والتعامل الراقي مع الجميع خاصة مع مرضاها، إذ لم تكن تتردد في قبول أي مريض سواء أثناء أو خارج ساعات العمل، ولم تبخل في تقديم أي استشارة طبية من شأنها تحسين خدمات الكلى في البحرين.وأضافت: ولا ننسى اسهامات الراحلة التطوعية إذ عملت على تأسيس جمعية أصدقاء مرضى الكلى.واشارت الدكتورة الجلاهمة إلى أنها فقدت زميلة وصديقة عزيزة، مضيفة أن الإنسان عندما يذهب إلى بارئه لا يبقى منه سوى عمله الصالح، مؤكدة أن الدكتورة سمية الغريب (رحمها الله) قد تركت بالفعل عملا صالحا.ومن جانبها، أكدت الدكتورة ندى حفاظ أن الدكتورة سمية غريب (رحمها الله)، كانت إنسانة متميزة، ومخلصة ومتفانية في عملها، وأن لها اسهامات بارزة في تطوير قسم أمراض الكلى بمجمع السلمانية الطبي، إلى جانب ما حظيت به من سمعة طيبة بين الجميع، مؤكدة أنها لم تجسد دورها كطبيبة فحسب، بل كانت أيضا تجسد الجانب الإخلاقي والإنساني، إذ منذ أيام قليلة وقبل حادث الوفاة كانت الدكتورة سمية الغريب تتواصل مع أسرة مريضة كلى وتطمئن على أحوال المريضة واسرتها، بالرغم من تقاعدها عن العمل.وجددت الدكتورة حفاظ تأكيدها أن وفاة الفقيدة يمثل خسارة وطنية في المجال الصحي، وأن الجميع يتألم لذلك خاصة أن ما من أحد قد توقع حدوث هذه الخسارة والفقد الموجع. ومن جهته، قال الدكتور علي العرادي رئيس قسم أمراض وزراعة الكلى بمجمع السلمانية الطبي: «إن جميع الكادر الطبي والتمريضي قد فجعوا حال تلقيهم الخبر، إذ أن الفقيدة كانت ولا تزال على اتصال دائم مع الكادر العامل بالقسم، وهو لم يكن بالأمر الغريب إذ طالما عرف عنها النشاط والتفاني والديناميكية الحيوية، لذلك فقد جاء خبر وفاتها كالصاعقة على الجميع».كما نقل الدكتور العرادي كلمة أطباء الكلى بمجمع السلمانية الطبي والذين عبروا من خلالها عن عظيم حزنهم بفقد الدكتورة سمية (رحمها الله) التي كانت تمثل الأم والابتسامة الخضراء في ظل أسرة طبية أسستها بالكثير من المحبة والمودة.كما أكدوا أن الفقيدة كانت تعد من الأعلام البارزة وأن الكثير من الأجيال قد تخرجوا على يدها خلال رئاستها لقسم الكلى، وأنها كانت المحرك الأساسي لإنجازات الكلى بمملكة البحرين من خلال مشروع الغسيل البريتوني واستدامة عملية زراعة الكلى، والتشجيع عليها بالإضافة إلى بصماتها في جميع الأنشطة المجتمعية المتعلقة بصحة الكلى، ومنها المشاركة في جميع الفعاليات، وافتتاح مركز عبدالرحمن كانو لغسيل الكلى. وقال الدكتور أحمد العريض استشاري أمراض وزراعة الكلى: نتقدم بأحر التعازي إلى شعب البحرين بوفاة الدكتورة سمية الغريب، والتي كانت من خيرة أطباء البحرين، الذين قدموا وبذلوا الكثير، ومن الأطباء الذين كانوا يحظون بعلاقات إنسانية قائمة على المحبة والمودة مع جميع المرضى، إلى جانب العلاقة الوطيدة التي أسستها مع الطاقم التمريضي الذي عمل معها.
مشاركة :