اكتشف العلماء من خلال سعيهم إلى فهم أكبر لمقدرة الجسم على تذوق الطعم المر وجود علاقة قوية بين الخلايا المسؤولة عن تذوق ذلك الطعم ومقدرة الأذن الداخلية على الإحساس بالتوازن.اكتشف باحثون من خلال دراسة حديثة نشرت بمجلة «العلوم» مجموعة جديدة كلياً من القنوات الأيونية التي تسمح بدخول البروتونات إلى داخل الخلايا وهي مهمة للأذن الوسطى للحفاظ على توازن الجسم كما أنها توجد بخلايا الذوق المرتبطة بتذوق الطعم المر، فالبروتونات تتحكم في أن يصبح المحلول حمضياً أو أساسياً، فهي تحدد درجة الحموضة أو ما يعرف بـ pH، ولا تستطيع البروتونات عبور غشاء الخلية لذا يجب نقلها عبره بواسطة بروتينات خاصة كالقنوات الأيونية،وبالرغم من أن الجين يرمز للقنوات الأيونية التي تسمح للبروتونات بترك الخلايا التي تم التعرف عليها إلا أن هنالك الكثير منها لم يتم التعرف عليه، وفي الدراسة الحديثة تعرف الباحثون على نوع من الجينات ترمز للقنوات الأيونية الموصلة للبروتون وهي جينات تعرف من قبل بأهميتها في عملية توازن الجسم، حيث وجد أن التحور بتلك الجينات أثر في توازن الفئران ولكن لم يعرف حينها وظيفة البروتين المرمز له ولماذا التحورات بتلك الجينات تسبب عطب الجهاز الدهليزي، أما الآن فقد تم اكتشاف أن الجينات التي ترمز لقنوات البروتون تعطي لمحة عن كيف أن تلك البروتينات تسهم في وظيفة الأذن الداخلية وحفاظها على التوازن ولأن الطعم المر هو إدراك لمادة حامضية بها تركيز عالٍ من البروتونات توقع الباحثون أن خلايا تذوق الطعم المر لديها قناة أيونية تستجيب للبروتونات أو تنقلها عبر قنوات بروتونية خاصة بغشاء الخلية ووجد بالفعل أن هنالك علاقة وثيقة بين تذوق الطعم المر وبين مقدرة الأذن الداخلية في الحفاظ على التوازن.