محمد حسن - صحيفة قبس صحيفة قبس – فارس الفهد :قالت الأخصائية الأجتماعية بوزارة الصحة ريم العميري أن ضرب الأبناء وإساءة الأبوين في العقوبة، بعيداً عن حق الوالدين في أن يؤدبا ابنائهم إذا عصوا أو تجاوز حدود الأدب، وفق الضوابط الشرعية والنصائح التربوية. ولكن الملاحظ أن بعض الآباء والأمهات قد يسيؤون جداً في استخدام هذه الوسيلة، كأن يضرب أحدهم على الوجه أو الرأس، أو الضرب بالعصا والحزام والأسلاك، او ضرب راس الطفل بالجدار والعض وشد الراس وغيرها من أساليب الضرب المعنف للأطفال الذي تجاوز حدود الرحمة والرأفة بالأطفال وتجاوز حدود الشرع. إن ضرب الاطفال مهما كان صغير فإنه يترك جرحا نفسيا عميقا وان هذا الجرح تراكمي مع استمرار الاعتداء بالضرب على الطفل. ويشير البحث الذي نشرته مجلة طب الأطفال والشباب وتصدرها منظمة الأطباء الأمريكية عام 1988 أن الصغار الذين يتعرضون للضرب ينشأون كذابين أكثر من أبناء جيلهم الذين لا يضربون ميلاً إلى العنف ضد الآخرين ولا يظهرون أية مشاعر ندم على الأعمال العنيفة التي يقوم بها أو عن الأخطار التي يقعون فيها خلال مسيرة حياتهم. ويؤكد الباحثون في دراستهم على أن تخفيف العقاب الجسدي أو حتى إلغاءه سيساعد الطفل على تغيير تصرفاته المعادية للمجتمع. الأثار الجانبية التي تنتج عن ضرب الأطفال كثيرة منها الحقد والانتقام من المجتمع وكره من يعنفه من والدية وعدم الشعور بمحبة المعتدي او حتى احترامه لأنه يشعر بعدم حبه له، والانطواء والابتعاد عن مخالطة الاخرين، والشعور بالخوف. وقد يكون سبب في ارتكاب الطفل بعض السلوكيات المحرمه كالسرقة والانتقام وبعض الحالات يتصف الطفل بالكسل واللامبالاة، وعدم الاعتماد على النفس. لعلاج هذه المشكلة قالت العميري يتطلب تضافر كل جهات المجتمع لعلاجها وذلك بأعداد الملتقيات والدورات التدريبية والمحاضرات التي تساهم في تغيير النّظرة السائدة تجاه استخدام الضرب ضدّ الأطفال التي ترى أنّ الأمر طبيعيّ وشرعي وشرح ما هو الضرب الشرعي وحدوده، عقد الدّورات التدريب وتأهيل الوالدين لرعاية الطفل وتربيته، وتفعيل دور الاعلام في نشر الوعي وتغيير نظرة المجتمع نحو ضرب الاطفال، وحثّ الناس على اتّخاذ ممارسات من شأنها الحدّ من هذا السلوك. والاهتمام في تشجيع الأطفال الذين تعرّضوا لضرب على إكمال تعليمهم ومساعدتهم في ذلك. وتعريف المجتمع بالآثار السلبية لضرب الاطفال واثرة في نمو وتقدم المجتمع، والعمل على انشاء والمراكز العلاجية التي تهتم بعلاج هذه المشكلة والحد منها. ووضع القوانين والسياسات للحد من هذا السلوك لان الأطفال امانه يجب الحفاظ عليهم.
مشاركة :