نحن مع الأفراح المنضبطة والاحتفالات المهذبة في ظل أجواء وطنية جميلة تعكس عراقة وأصالة الشعب السعودي، وفي كل مناسبة سواء كانت يوما وطنيا أو الفوز في مباراة رياضية أو تحقيق إنجاز كروي أو علمي أو أكاديمي أو طبي أو حتى في احتفالات ومهرجانات أعياد الفطر والأضحى، وكذلك في المهرجانات الخاصة بالفعاليات الصيفية. إن الوطن كتلة من الذكريات لا يمكن تجسيدها وثروة من المشاعر لا يمكن وصفها، تربطنا فيه علاقة عاطفية فطرية ويزيد على ذلك خصوصية ما يربطنا به من علاقة عقدية مقدسة حينما فضله الله على سائر بلاد المسلمين، فبلادنا ولله الحمد تهوي إليها أفئدة الأمة كلها، وتتجه إليها وجوه المسلمين من أصقاع العالم عند كل صلاة، ومملكتنا كسفينة نعيش فيها جميعا فلا تعيبوها، بل دعوها تواصل الإبحار وهي في منأى عن تجار المزايدات من الحاقدين والحاسدين، حيث يكفينا أن نطلّ من شرفاتها إلى ذلك الماضي الذي كنا فيه، وذلك الحاضر الذي نحن عليه لندرك الفرق! عذرا يا موطني الغالي، فأنا كما عودتك لن أزايد على حبك، وعندما أقسو عليك فما وراء قسوتي إلا حبي لك وغيرتي عليك، وما أسطره من أجلك ماهو إلا طموح يتجاوز حد الطمع لكي أراك أفضل مما أنت فيه، بالرغم مما نلمسه من تقدم وازدهار صحيح، أن في حاضرنا إنجازات ولكن لنا مع المستقبل تطلعات خاصة، وأن جيلنا هذا جيل متعلم وجيل منفتح على العالم بحكم وسائل الإعلام وشبكات التواصل والأجهزة الذكية، لذا فهم يرون أن الوطن ليس شعارات بل الوطن للمواطن الصالح ليس إلا! وعندما نمارس الفرح في الاحتفال بالمناسبات السعيدة كاليوم الوطني، فإن علينا أولا أن نتذكر تلك المنجزات السياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية في عهد خادم الحرمين -حفظه الله-، وكيف تعامل مع ذلك التطوير وتلك المنجزات بكل عفوية. فنحن لا نحتاج أن نسطر أجمل الديباجات الكلامية والفعاليات الخطابية، لأن الاحتفال الحقيقي بحب الوطن لا يأتي مع الفعاليات الجوفاء التي مللنا من رؤيتها، وإنما تأتي مع ما تحققه الأفعال لا الأقوال. فهي فرصة ثمينة نقول فيها لا للسلبيات ونعم للإيجابيات. وهدفنا الأسمى هو الإصلاح ومحاربة الفساد المالي والإداري بكل طرائقه وبمختلف وسائله. عندما نحتفل بأي مناسبة على مستوى الوطن، فإننا يجب أن نلتف حول الهوية الوطنية الموحدة، بعيدا عن الخلافات العرقية والنعرات القبلية، التي جعل منها بعضهم مظلة أهم من المظلة الوطنية. كم كنت معجبا بأولئك الذين يحتفلون بأوطانهم وعلى طريقتهم الخاصة!. كمبادرة (وطني الحبيب) الذي قدمت طرحه الأخت / زبيدة عبد الرحمن تركستاني برعاية ملتقى «ومضة فكر حرف باذخ»، قدموا من خلالها عملا إبداعيا مميزا بهذه المناسبة، وما دعاهم إلى ذلك إلا احترام المواطن، وما جمعهم على ذلك إلا حب الوطن.
مشاركة :