أبوظبي (وام) أكدت نشرة «أخبار الساعة»، أن الأوطان لا يمكن أن تبنى بالكلام، ولا بالشعارات ولا بالأمنيات أو الطموحات، وإنما بالأفعال والعطاء والتضحيات. وتحت عنوان «حب الوطن بالأفعال لا الأقوال».. قالت، إن هذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال مشاركة سموه في «ملتقى الأوائل» الذي نظمه صندوق الوطن لتكريم داعمي الصندوق من الأفراد والمؤسسات منذ انطلاقه وحتى انتهاء «عام الخير»، حيث قال سموه: «إن نهج العطاء الذي أرسى دعائمه الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويسير على دربه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» نهج راسخ وثابت يعكسه أبناء الإمارات بقيمهم الأصيلة في البذل والتعاون والتلاحم والتفاني لأجل خدمة الوطن». وأوضحت النشرة الصادرة أمس عن «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية».. أن المتتبع لحركة التاريخ ونشوء الأمم والحضارات يجد أنها قامت نتيجة الجهود العظيمة والتضحيات الكبيرة التي قام بها أبناؤها، بينما نجد العكس تماماً فيما يتعلق بالدول والمجتمعات المتخلفة عن ركب الحضارة، حيث فشلت في مواكبة التطور والتنمية البشرية، ما انعكس على مستوى حياة أبنائها، بل أدى في بعض الأحيان إلى نتائج كارثية عليها، حيث يسود الفقر والفساد، بل والحرب والدمار. وأضافت أنه حتى على المستوى الفردي، فإن الكلام والأقوال لا تحسن مستوى ولا تصنع مجداً، وكم من أناس قادة وأفراد يكتبون ويخطبون ينشدون ويتغنون ولكنهم في النهاية عقيمون لا يحققون شيئا لا لأنفسهم، ولا لشعوبهم، بل إن بعضهم يتسببون في الخراب والضياع لأوطانهم. في المقابل، هناك أناس رهنوا أنفسهم خدمة لأوطانهم، فاجتهدوا واهتموا بأنفسهم وبدعم من قادتهم ودولهم تمكنوا من تحقيق الكثير، بل حققوا المعجزات لهم ولمجتمعهم، وبعد أن أنعم الله عليهم لا يترددون في تسخير ما يملكون، سواء من خبرات أو ثروات خدمة لدولتهم، وهم يشعرون بالمسؤولية تجاه وطنهم ومن يقطن أو يقيم فيه. وأشارت إلى أن من هؤلاء أوائل «صندوق الوطن» الذين يبذلون بسخاء مما يملكون من أجل رفعة وطنهم، مجسدين بذلك القدوة الحسنة في البذل والعطاء وحب الوطن والوفاء، ولذلك استحقوا التكريم من القيادة الرشيدة التي تحرص أيما حرص على دعم كل المبادرات المجتمعية، لما لذلك من أثر كبير في نفوس أبناء الوطن. وأكدت النشرة أن استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مجلسه بقصر البحر مؤخراً، الطفلة لطيفة حمدان مسلم المزروعي التي عبرت لسموه عن مشاعر جيلها في حب الوطن وقيادته، وإرث القائد المؤسس وذلك بلغة الإشارة التي تعلمتها من أجل مساعدة الصم خير دليل على مدى تقدير القيادة الرشيدة لما يقوم به أبناء الوطن كباراً أو صغاراً، رجالاً أو نساء في خدمة المجتمع، وذلك تجسيداً لقيم المواطنة الصالحة في العطاء والتضحية، وهي القيم النبيلة التي غرسها في هذا الشعب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- الذي نحتفل هذا العام بمرور مئة عام على ميلاده، حيث كان مثلاً أعلى في العمل والتضحية والبذل والعطاء بلا حدود. وأكدت «أخبار الساعة» في ختام مقالها الافتتاحي، أن النهوض بهذا الوطن الذي تحمل قيادته رؤية طموحة تتجاوز أن يكون في مصاف الدول المتقدمة في العالم كما هو حاصل الآن إلى أن يصبح أفضل هذه الدول في الذكرى المئوية لتأسيسه يتطلب جهود كل أبنائه دون استثناء، فتحقيق مثل هذا الهدف العظيم لن يكون بالأمر اليسير، ولكنه في الوقت نفسه ليس مستحيلًا إذا ما خلصت النيات وتضافرت جهود كل أبناء الشعب، وقام كل واحد أياً كان موقعه بواجبه وتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقة على أكمل وجه، كما أكد ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عندما قال: «المعنى الكامن في مبادرة «صندوق الوطن» هو أن كل فرد في المجتمع عليه مسؤولية تجاه مجتمعه ويمكنه الوفاء بها بصرف النظر عن إمكاناته أو مجال عمله لأن خدمة الوطن مجال فسيح يتسع للجميع».
مشاركة :