أكد معالي وزراء من المتحدثين الرسميين خلال المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم في الجلسات الرئيسة، أن دولة الإمارات اختارت المستقبل، وهي الأكثر قدرة على التغيير، ضمن إطار زمني متسارع، تشكل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والعلوم الحديثة والابتكار منطلقاً نحو تحقيق أجيال نابغة، وعلماء يقودون دفة هذا التغيير، مشيرين إلى أننا نمتلك ثروة وطنية، تتمثل بقيادة تستبق الحدث بالتخطيط والرؤية المستقبلية الواضحة. وواصل المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، المنعقد في دبي فستيفال آرينا، فعاليات يومه الثالث أمس، ضمن شهر الإمارات للابتكار، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويستمر حتى غد، وشهد حضوراً لافتاً وإقبالاً من الطلبة وعناصر المجتمع، للتعرف إلى الكنز المعرفي الذي يختزله رواد العلم ومسؤولون رفيعو المستوى في مجالات حيوية، حيث استعرضوا تجاربهم وخبراتهم الثرية، ليلهموا الحضور ويرسموا إطاراً عاماً للأجيال حول كيفية السير قدماً في مشوار حياتهم العلمي والعملي. وشهد فعاليات اليوم الثالث، معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، ومعالي جميلة المهيري وزير دولة لشؤون التعليم العام، ومعالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، ومعالي سارة بنت يوسف الأميري وزير دولة للعلوم المتقدمة، ومعالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي، ومسعود شريف الرئيس التنفيذي لشركة ياه سات، بحضور عدد كبير من الطلبة، ونخبة من خبراء التعليم محلياً وعالمياً. أهمية العلم واستهل المهرجان أولى فعالياته الرئيسة بكلمة لمعالي سارة اﻷميري، بعنوان «أهمية العلم»، استعرضت خلالها تجربتها، وقدمت من خلالها مضامين مهمة محفزة واسترشادية للطلبة، لوضوح الرؤية المستقبلية لديهم. وأكدت في كلمتها، أن التغيير في الوظائف المستقبلية، بات أمراً حتمياً ولا مفر منه، في ظل تسارع اﻷحداث وتطور العلم والتكنولوجيا، وهو ما يحتم علينا الاستعداد للمستقبل برؤية عصرية. وقالت معاليها: إن الإمارات دولة مستقبل، واختارت الولوج إليه بالتخطيط المسبق، وهي تؤمن بأهمية وضرورة التغيير، موضحة أن مئوية الإمارات خطوة لتحقيق هدف استراتيجي وطني، وهو أن نكون اﻷفضل عالمياً. ووجّهت حديثها للطلبة، داعية إياهم لتحديد هدف أمامهم، عبر تتبع مسارات تقدمهم، من خلال انتقاء التخصصات العلمية المستقبلية والمطلوبة، التي يعول عليها في بناء اقتصاد معرفي مستدام. ولفتت إلى أننا في اﻹمارات، نمتلك ثروة وطنية، تتمثل في قيادتنا التي تصنع الحدث بالتخطيط والرؤية المستقبلية الواضحة، وعلينا الاستفادة من الفرص المتاحة عبر التطور والتعلم المستمر. واعتبرت أن هندسة البرمجيات، من التخصصات الحيوية التي أثرت مسيرتها الوظيفية، كون هذا التخصص يعد لغة العصر، وأساس العديد من التحولات والتطورات العلمية، ومرتكزاً نحو التقدم العلمي والابتكار. وشددت على ضرورة اﻷخذ بالمعرفة العالمية والبناء عليها، مؤكدة «إننا في الإمارات، بعون الله، ثم بهمة أبناء الوطن، قادرون على منافسة دول رائدة في العلوم والتكنولوجيا، عبر إنتاج التكنولوجيا والمعرفة وتصديرها للخارج». تخطيط للمستقبل من جانبه، تحدث معالي عمر بن سلطان العلماء في الجلسة الثانية بعنوان «الذكاء الاصطناعي ومستقبل الإمارات»، حيث تطرق إلى أهمية الذكاء الاصطناعي، وما يجب على اﻷجيال العمل به لتسلك طريق النجاح وتصبح قيادات وعلماء ومبتكرين في المستقبل القريب. وقال: إن التخطيط للمستقبل، أول خطوات النجاح، وقيادتنا الرشيدة الملهمة، مكنت أجيال المستقبل، عبر استباق المشهد بخطط نوعية، كفيلة بإحداث الفارق في مشوار حياتهم، وفي وضع حجر اﻷساس لدولة عصرية. وأكد أن العلم في تطور متسارع، وسيسهم في خلق مستقبل أفضل للبشرية، حيث إن بدايات التطور كانت فكرة ونظرية، ثم تطبيق وابتكار، أحدث تحولاً نوعياً في حياتنا، لافتاً إلى اختراع بشري شكل الفارق، وهو الكهرباء. وأشار معالي عمر بن سلطان العلماء، إلى أن الذكاء الاصطناعي هو اﻵن في بدايات تطوره، وسيكون مستقبله واعداً، لما سيحدثه من تغييرات إيجابية، إذ إنه أصبح جزءاً من حياتنا اليومية، نستخدمه في أشياء وتفاصيل عديدة. ووجّه حديثه للطلبة قائلاً: أنتم اليوم جزء من ثورة صناعية جديدة، علينا في اﻹمارات أن نبني عليها ونطورها، ولديكم الفرصة واﻹمكانية لذلك، وتمتلكون المستقبل من خلال مهاراتكم وقدراتكم، فأنتم نواة مخترعي وعلماء المستقبل. ورأى أن المخترع من أكثر الناس الذين يتركون أثراً إيجابياً في حياة البشرية، لذا، فإن فهم التحديات والفرص وما بين أيدينا من تكنولوجيا وتقنيات وكيفية التعامل معها، مطلب مهم، ويجب عدم الاكتفاء بذلك، بل قيادة هذا التطور والاستمرار والعمل والبناء عليه. وأكد أنه لم يعد ضمن رؤية اﻹمارات، أن نظل مستخدمين للتكنولوجيا فقط، بل علينا خوض غمار التحدي، وأن نصنع التقنية ونصدرها للخارج، حتى نضمن ريادتنا وتفوقنا وتبوؤ مكانة مرموقة عالمياً. وذهب إلى الدور الكبير لطلبة العلم في تحقيق أجندة دولة الإمارات، لافتاً إلى أن كل فرد فينا، لديه الطاقة والشغف لكي يبدع ويبتكر، ويترك بصمة مؤثرة في المجتمع. وخلص معالي عمر بن سلطان العلماء، إلى أن حكومة اﻹمارات، تتمثل مهمتها في تحقيق البيئة المحفزة، وتمكين أبناء الدولة من مهارات العصر، وهذا أمر يتجسد ملياً على أرض الواقع، وفي المقابل، على طلبتنا اﻷخذ بالمعارف والعلوم، والتعرف إلى بحور الذكاء الاصطناعي، فالبحث وشغف المعرفة، يعدان المدخل للتطور.
مشاركة :