اربطوا الأحزمة

  • 8/4/2015
  • 00:00
  • 39
  • 0
  • 0
news-picture

يدعي كبار المسؤولين في الكثير من شركات الطيران العالمية، وهم مخطئون بكل تأكيد، أن شركات طيراننا الوطنية، التي دوّختهم في الأرض وفي السماء وفي كل مكان، بفضل إنجازاتها وتطورها وأرباحها، مدعومة من قبل حكوماتنا المحلية الموقرة، ولولا هذا الدعم لكانت أوضاعها متردية كالحالة المزرية التي تعصف بشركاتهم، والحقيقة تبقى، أنهم عندما لا تطال أياديهم عنب دولة الإمارات في سمائه، يقومون برميه بالحجارة من أدنى حفر أراضيهم. إن وضع شركات طيراننا في هذه المعركة واضح وضوح الشمس، أما وضع أنديتنا الكروية، فهو ملبّد بالسحب السوداء، ولا ندري بما ستدافع أنديتنا عن نفسها عندما يأتي اليوم الذي تطالبها فيه الأندية الآسيوية بالمساواة، وهي مدعومة بالمال الحكومي من رأسها حتى أخمص قدميها. لسنا هنا لتغيير الحسابات المالية لأنديتنا المتعففة، فكلنا يعلم بأنه لولا ذلك الدعم لما كان هناك تحليق في عالم كرتنا من الأساس، بل وددنا أن نحلق وإياكم، أعزائي القرّاء، مع أنواع الطائرات التي تملكها فرقنا، كل حسب سماه. المتابع لأجواء كرة القدم عندنا، سيجد كل أنواع الطائرات التي عرفتها البشرية، فهناك ال٣٨٠ أ، أكبر وأحدث طائرات نقل المسافرين في هذا العصر، التي تستخدمها أنديتنا لنقل كل اللاعبين المميزين على متنها، وبحكم طاقتها الاستيعابية، تحرص هذه الأندية على عدم ترك لاعب واحد، عذراً! أقصد مسافراً، إلا وأجلسته في درجات طائرتها العملاقة، وهناك طائرات ذات طابع اقتصادي، لا توفر سوى الدرجة السياحية، لكنها تستطيع أن تصل إلى وجهتها من دون النزول من أجواء المحترفين. بمعنى آخر، تظل محلِّقة رغم أنها لا تُقارن بإمكانات الطائرات الجبارة من حيث علو التحليق أو مسافة الطيران. وهناك طائرات لم يعد لها مكان في سماء الذاكرة، فهي من عصر الحرب العالمية الأولى وبمروحة واحدة، إنما مرصّعة بشتى نياشين بطولاتها الغابرة، عادة ما تعاني مطبّات هوائية، وأحياناً هبوطاً اضطرارياً، لكنها سرعان ما تعود إلى مصاف الطائرات العملاقة والاقتصادية لتحلق في سمائها. نعم، كانت سيدة سمائها في ذاك الزمان، ولكن شتان بين سماوات الأمس وسماوات اليوم. شركات طيراننا لن تهزها رياح الغيرة العالمية، أما جماهير ملاعبنا، فرياح الغيرة في سمائهم باقية، منهم من يجلس في الطائرات العملاقة ويختار وجهة جديدة لبطولاته كل عام، ومنهم من يصل إلى وجهته، إنما من دون أي راحة تذكر، المهم الوصول إلى وجهة البقاء، والحمد لله على السلامة. أما من يجلسون في آخر مقصورة الركاب، فيضعون أيديهم على قلوبهم، كلما حلقت بهم طائرة ناديهم ذات المروحة الواحدة. Askmehala@gmail.com Twitter:@nomanhala

مشاركة :