طرف في خصومة شعرية أذكاها التنافس الرياضي

  • 11/11/2021
  • 00:00
  • 108
  • 0
  • 0
news-picture

سمعت به، وحرصت على البحث عن معلومات مفصلة عنه، ولم أوفق واستعنت بمن يعرفه ولم أجد ما يكفي، رغم أن الدكتور ظافر الشهري قد ترجم له بـ (قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية) ط1،ج1، فوجدت تلك الترجمة مختصرة لا تفي بالمطلوب، وقد أحالني للدكتور سلطان القحطاني الذي درس ابن الرومي واعتبره رائداً لمدرسة الأحساء النقدية، فاتصلت بأبي عاطف – القحطاني– فزودني مشكوراً بمستلة من كتابه (النقد الأدبي في المملكة العربية السعودية) والتي تناول بها (ابن الرومي والمعاودة) وهي السجال النقدي الذي كان يكتبه ابن الرومي في جريدة البحرين وغيره بين عامي 1941-1942م بأسماء مستعارة. واتصلت بالشاعر عبدالله بن ناصر العويد ولم أحصل منه إلا على قصيدة حديثه لابن الرومي التي كتبها في 16/1/1421هـ بعنوان: (بها كل من العلماء... أفتى!!). وسمعت منه أن الدكتور إبراهيم غلوم سبق أن ألقى محاضرة عنه في جمعية الثقافة والفنون بالأحساء قبل نحو ثلاثين سنة. فاتصلت بالصديق الدكتور عبدالله المدني بالبحرين، وبدوره اتصل بالدكتور الغلوم وحصل منه على نسخة من كتابه (المرجعية والإنزياح) دراسة بدايات النقد الأدبي في البحرين والخليج وتوثيق النصوص النقدية حول شعر عبدالرحمن المعاودة. ط1، 1996م، فوجدت به نصوص المقالات التي نشرتها الصحيفة بدءاً من 16 أكتوبر 1941م وحتى 26 فبراير 1942م. وقد كتب عن هذه المعركة الأدبية الدكتور سلطان القحطاني، والتي اهتمت به جريدة البحرين الأسبوعية وكان النقاش النقدي الذي امتد لفترة من الزمن ليست بالقصيرة، اضطر البعض إلى إيقافه، وسنكتفي بما تم من كتابات عبدالله محمد الرومي من الأحساء، والذي كان يرمز إلى اسمه بابن الرومي. والذي بدأها بمقال (نقد متواضع لأشعار المعاودة) في 16 اكتوبر 1941م، واستمرت المساجلة بينهما ودخل بينهم كتاب آخرون أغلبهم يوقع باسم مستعار منهم: ابن خلدون، ابن زيدون، قارئ، ابن العميد، القالي، كاتب، ثم حسم الأمر بمقال للشيخ عبدالمحسن الحلي في 26 فبراير 1942م بعنوان: (في سبيل الهدنة والصلح بين الأدباء). وقد اتهم ابن الرومي بالحدة في نقده ضد الشاعر عبد الرحمن المعاودة، فتصدى لها أنصار الشاعر المعاودة، إلا أن علي التاجر الذي كان يرمز لاسمه بالحرف الأول من اسم عائلته (ت) كان مؤيداً لنقد ابن الرومي لشعر المعاودة، واتهمه بالسرقة والتقليد وضعف اللغة، وكان يحامي دون ابن الرومي، ويصحح بعض المفاهيم التي كان يقصدها، ويشرح للخصوم ما كان يعني بهذه الكلمة أو تلك، وكانت الحركة الثقافية في البحرين موجودة في كل من الناديين العريقين، نادي البحرين في المحرق، ونادي العروبة في المنامة والذي ينتمي له علي التاجر. وقال الدكتور القحطاني: وقد يظن البعض أن الخلاف بين الناديين المذكورين بسبب الاختلاف المذهبي والاجتماعي، لكننا لا نرجح هذا الرأي، ولو أنه موجود في كل هذا الجزء من الجزيرة العربية، لكنه لم يكن بهذه الحساسية المفرطة عند البعض من النقاد أنفسهم. لكن السبب في التعصب يعود إلى نقطتين: الأولى: التعصب لشاعر الشباب، كما كان يطلق عليه [ المعاودة ]. والثانية: تعصب إقليمي ضيق. ولقد لقيت جريدة البحرين رواجاً عالياً بسبب هذه المعركة التي استمرت سنة أو تزيد. ويقف ابن العميد (عبدالرحيم روزبه) مدافعاً عن شعر المعاودة، وكثرت المقالات المؤيدة والمعارضة، وقال القحطاني: ويطول الشرح لو تتبعنا هذه المقالات والمساجلات التي كانت تدور في هذه الدائرة الضيقة... ولم يتسع صدر المبدع لكلمة (نقد)، كما لم يوفق الناقد إلى دراسة النص الإبداعي دراسة موضوعية تحليلية صادقة... وقد تحولت المعركة النقدية إلى نوع من الدروس العروضية والشروحات البلاغية، وهذا دليل السيطرة التراثية في النقد، والتباري في التعالم والمحفوظ من الشعر. ويقول ابن خلدون، من البحرين – من أنصار المعاودة – أظهرت لنا هذه المعركة الأدبية، وهو أن أنصار ابن الرومي كلهم شباب، وآية ذلك أننا نقرأ لأحدهم مقالاً نجد فيه بوضوح دم الشباب الفوار تلك الثورة التي تنجم عنه، ووسمهم بالثرثرة والاضطراب، وقلة التروي، وقال إنهم يصمون أنصار المعاودة بشتى التهم (بالأخلاق، والتقول، والمغالطة) وهي في الحقيقة ألصق بهم منهم. وقال القحطاني: «وكعادة الخصومات والمعارك التي تدور بين فريقين، لا بد أن تتدخل الأطراف الأخرى في النزاع، ولم تكن الخصومة التي نشأت بين الشاعر عبدالرحمن المعاودة، والناقد عبدالله محمد الرومي (ابن الرومي) على تلك الحدة من النقاش، بقدر الحدة التي دارت بين أنصار الفريقين..» ص155. وقال القحطاني أن (ابن زيدون) – أحد مناصري ابن الرومي – وهو يريد أن يهدئ من أوار المعركة المشتعلة بين الطرفين وستشتعل أكثر بين مناصري كل منهما، لكن التعصب لكل منهما جعل النصير يدير ظهره للنقد البناء، ويجعل من خصم نصيره فريسة سهلة المنال، منتظراً ما سيؤول إليه الأمر. وقال: وقد لام بعض الكتاب والنقاد الشاعر عبدالرحمن المعاودة على وقوفه موقف المتفرج من ناقديه وتركه الآخرين يدافعون عنه. وقد كان يقود هذه المعركة من طرفها المدافع، الناقد (ابن العميد) من نادي المحرق، كان يصادم كلاً من علي التاجر، من نادي المنامة، التيار المضاد لنادي العروبة في المحرق، وأدباء الأحساء، مثل الكاتب، و(م.د) والقالي، وابن رشيق، وغيرهم من أدباء الأحساء ومن معهم من أدباء البحرين..» ص 157. وكعادة المعارك تنتهي بالاعتذارات عن الأخطاء التي وردت، فقد اعتذر ابن الرومي بمنتهى الأدب، وكتب عبدالرحمن المعاودة مقالاً يشكر فيه ابن الرومي على ما أثاره حول رباعياته، وأنه فتح الباب لكل مؤيديه ومعارضيه لشرح وجهات نظرهم حول هذه الرباعيات.. حتى تدخل الشيخ عبدالحسين الحلي بمقال بعنوان (في سبيل الهدنة والصلح بين الأدباء) يطلب إيقافها قبل أن يستفحل الأمر إلى أبعد من النقد، في أمور متهالكة ليست من صالح الأدب ونقده..» ص 159. هذا وقد ترجم الدكتور إبراهيم غلوم لابن الرومي في كتابه (المرجعية والإنزياح) «عبدالله محمد الرومي. شاعر وكاتب سعودي، ولد بمدينة الهفوف 1337هـ، كان والده شاعراً وكذلك جده لأمه [الشيخ عبدالعزيز العلجي]. اتصل بأدباء البحرين في الأربعينيات وكذلك في الإمارات وقطر والكويت. لم تشر إليه كتب التراجم الحديثة مثل كتاب عبدالرحمن العبيد (الأدب في الخليج العربي)، وكتاب (ساحل الذهب الأسود) لمحمد سعيد المسلم، رغم نشاطه الأدبي الملحوظ في الأربعينيات والخمسينيات. ص 115-116. وقال عنه الدكتور ظافر الشهري – رئيس النادي الأدبي بالأحساء – في (قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية)، ناقد وكاتب وشاعر، ولد في الأحساء شرق المملكة العربية السعودية في أسرة علمية فتلقى علوم القرآن وتجويده في زمن مبكر من عمره، درس الحديث الشريف، إضافة إلى النحو والصرف، على يد مجموعة من العلماء منهم جده لأمه ووالده، واهتم بدراسة الفرائض والتاريخ والأدب شعره ونثره، وقد مارس العمل الحكومي من خلال الوظيفة ردحاً من الزمن حتى أحيل إلى التقاعد سنة 1378هـ، وأم المصلين على مدى ثلاثين عاماً أو تزيد. نشرت أشعاره في كثير من الصحف والمجلات، وبقيت أعماله الشعرية على كثرتها مخطوطة إلى اليوم، وهو من أصحاب مدرسة عمود الشعر، إذ لم يخرج في أشعاره كلها عن هذا النمط التقليدي، وإن كان يميل أحياناً إلى التجديد في بعض المضامين والأفكار، ويتجلى الجانب الوجداني في شعره، ويحفل بقصائد الإخوانيات والاجتماعيات والمراثي وشعر الغزل، وسواها. وله مقالات عدة نقدية نشرها في صحيفة البحرين، وكان ينشر باسم (ابن الرومي)» ص 623. أعتبر ما سبق تمهيداً لما يستحق أن يقال عن مثل هذا الرجل (ابن الرومي) فلعل أحد أصدقائه أو ممن يعرف عنه المزيد أن يتفضل بالكتابة عنه أو يزودني بما أجهله عنه.

مشاركة :