سيرة وانفتحت

  • 12/15/2013
  • 00:00
  • 76
  • 0
  • 0
news-picture

أثار مقال أستاذنا محمد عمر العامودي الأربعاء الماضي بالمدينة الكثير من الشجون حول الجامعات إدارة وتدريسا في تقريظه لمحاضرة الدكتورة أميرة كشغري عن التعليم العام والجامعي في ليلة تكريمها باثنينية الوجيه عبدالمقصود خوجة. وضع الأستاذ إخفاق الجامعات الحالي على كاهل الأساتذة الأوائل الذين لم يفلحوا في تشكيلها كالجامعات العريقة التي تخرجوا فيها، وأنهم استسلموا لقواعد وضعها بيروقراطيون من خارج الجامعة، وكان عليهم المطالبة باستقلال الجامعات. الحقيقة هنا دور ملتبس للجامعات سأجازف بحصره بحوالي ثلاثين عاما، كانت الجامعات مستقلة في عهد الوزير الراحل حسن آل الشيخ رحمه الله، وعاد الأساتذة الأوائل وبالفعل شكلوا الجامعات كما رأوا ودرسوا في الخارج، ولم تكن للجامعات وقتها أبراج عاجية أو أسوار. كطالب، وقد أدركت آخر الرعيل الأول من الآباء المؤسسين، أتذكر تنافسنا العلمي بشحذ من أساتذتنا وكانت المستويات جد مرضية، أذكر عدة مناشط اجتماعية للجامعة، بعض أساتذتها يساهم وقت فراغه كمستشار لبعض الوزارات أو المؤسسات الاجتماعية أو الشركات، تقام الندوات الفكرية والتثقيفية المفتوحة والمسابقات العلمية والرياضية والترفيهية، بل أذكر أني مثلت على مسرح الجامعة ورأيت أفلاما سينمائية في صالات عرض داخل الحرم الجامعي. عدت أستاذا فإذا الديار كانت قديما ديارا، فوجئت برغم قراءاتي المسبقة عن الطفرة والصحوة اللتين لم تصاحبهما تنمية فكرية حقيقية تواكب بل تؤسس للتغير المادي الطاغي، فتحولت اهتمامات كثيرين للمظاهر دون المخابر سلوكا علميا وعمليا. فقدت الجامعة استقلالها ومنعت الانتخابات فيها ولم تعد البيروقراطية تأتيها من الخارج، بل من أساتذتها المتشبثين بالرأي الواحد، قننت أنشطتها الفكرية والاجتماعية في قالب واحد مله الطلاب فندر حضور محاضرة عامة. حاولت وزملاء كثيرون معي ويسبقوني بالفضل سواء من خلال التدريس أو اللجنة الثقافية العامة بالجامعة أو اللجنة الثقافية بنادي الوحدة أو من خلال عقد ندوات خاصة مع زملاء جامعيين، ولكنا كنا ننفخ في رماد. كان التغيير صادما وللأسف عميقا، الطفرة والصحوة لم تشكلا المجتمع وحسب، بل والجامعات والبحث العلمي وهو ما يستلزم دراسات معمقة لفهمه وتفكيك آثاره، كثير منا استسلم للتيار وقليل ظل معتقدا أن الأسماك الميتة وحدها تسبح مع التيار. هذا ردي أستاذنا عن آلاف غيري، فاحكم بما ترى ففيك الخصام وأنت الخصم والحكم. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 178 مسافة ثم الرسالة

مشاركة :