أنا خيرٌ منه!

  • 2/19/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

النفس مجبولة على حب الخير لها، والسعي بكل نفع لذاتها. ولكن عندما يتعدى ذلك ليصبح اقتحاما وسلبا لحقوق الآخرين، يصبح أنانية. هل الأنانية مكتسبة أم أصيلة في النفس؟: لأننا وُلدنا مع شيء من حب الذات، فإن من الطبيعي أن يحمل كل منا نسبة أنانية ضئيلة يعبر بها عن طريق جلب المصالح و المنافع لذاته. قد لا تؤثر حينها على علاقاتنا بالآخرين. لكن هذه الصفة تصبح مشكلة عندما تُنمو مع تقدم العمر. تتأصل الأنانية نتيجة عوامل عدة منها: التدليل الشديد من قِبل الأبوين، أو تفضيلهما لابن على الآخر، أو لإحساس الأناني بعقدة نقص يعوضها بالاستيلاء على ما هو لغيره، أو الغرور و الكبر، أو الجهل بالنفس و عيوبها و عدم إدراك عواقب سوء التصرف. “هل تضر الأنانية؟”: بالتأكيد هي تضر صاحبها أولا. لأنه أبعد الناس عن الأجر حين يؤثر لذَّات نفسه و راحتها على حساب شقاء الآخرين و سلب احتياجاتهم. فإن كان في الأمر غنيمة تصدَّر. وإن كان في الأمر تبعة و خسائر تأخر حتى لا يكاد يُرى في الموقف! يضر الأناني من حوله حين يستأثر بالأفضل دون الالتفات للصالح العام. يضر عائلته، و مجتمعه الصغير، وبلاده أيضا. ولأنها صفة قائمة على خسة الذات ودناءتها فهي تتعدى الفرد لتتصف بها جماعات ودول. فتجد أن دولة ما تؤثر مصالحها وإن تضاربت مع مصالح دولة أخرى أو تصعد على كتف خيرات و موارد دول غيرها. يقول شوبنهاور: إن الأنانية تثير قدرًا من الرعب بحيث أننا اخترعنا السياسة لإخفائها، ولكنها تخترق كل النقب وتفضح نفسها لدى كل مصادفة. يشعر المصاب بداء الأنانية بمركزية الذات. فيتعامل في منزله مع العائلة على مبدأ السخرة. لذلك كانت من أسوأ العيوب التي يستحيل التعايش مع أصحابها. وفي عمله يبحث عن الراحة وإن كانت تشقي زملاء العمل فتنعدم عنده صفة التقدير فلا يعترف بفضل الآخرين ومساهماتهم.

مشاركة :