اليوم هو الأول من السنة الهجرية الجديدة (1436)، متطلعين إلى مستقبل أفضل وأجمل وأكثر إشراقا على جميع الأصعدة، مبتهلا للمولى العلي القدير مدبر الكون أن نكون جميعا ممن يكتب لهم حظ تقويم النفس وإصلاحها بمراجعة ما مضى من دقيقة وساعة ويوم وشهر وسنة.. وسنوات، والعمل بإيمان وقوة وإخلاص وتفان للتعلم من الدروس وتلافي السلبيات وتعزيز الإيجابيات، والدعاء الأشمل أن يمن الله عز وجل على الأمة الإسلامية باليمن والأمن والمسرات والسلام والعزة والنصر، وأن يحفظ بلاد الحرمين الشريفين بقيادة خادم الحرمين الشريفين والدنا ومليكنا عبدالله، رمزا وفخرا للإسلام والمسلمين. نأمل أن تكون بلادنا الأفضل والأكثر تطورا في كل المجالات، ونتطلع بكل حب وتفاؤل لأن تتقلص المشاريع المتعثرة التي هدفها التطوير والتجميل وراحة المواطن والمقيم وتعزز في الزائر الارتياح والانبهار. وفي المجال الرياضي نتطلع بتفاؤل كبير لأن تتوسع رقعة التطوير والشمولية والعمل الفاعل المثمر، ويكفينا أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، أولى الرياضة اهتماما خاصا باستاد (الجوهرة المشعة) في جدة ثم التوجيه بتشييد (11) استادا في 11 منطقة، إيمانا بقيمة الرياضة وأهميتها للشباب وتأثيرها في المجتمع وإيجابياتها للوطن متى أخذت حقها على كافة الأصعدة لتنشئة وتطوير المواهب والمبدعين بوجود المتخصصين والخبراء، وقبل ذلك القياديين المخلصين. وزاد في ذلك حفظه الله وأيده ونصره بقرار استراتيجي حين أعطى الثقة للأمير عبدالله بن مساعد رئيسا عاما لرعاية الشباب لتحقيق الأهداف الجديدة وفق استراتيجيات وخطط تطويرية، وهكذا بتنا نسمع ونقرأ ونشاهد ما يعزز الثقة بعمل أفضل وأشمل وأقوى. ولم يحصر الأمير عبدالله بن مساعد جهوده في العمل الرياضي والشبابي داخل إطار الرئاسة، بل حرص على الالتقاء بوزراء وقياديين في مختلف المجالات لترسيخ مفاهيم الرياضة ومدى ارتباط كل المجالات ببعضها بعضا لمصلحة الوطن. وفي هذا الصدد، نترقب القرارات التطويرية في صلب العمل على مستوى القيادات المساعدة والميزانيات والاحتكاك بمن سبقونا والاستفادة من الخبراء قبل انتهاء الشهر الرابع منذ تولي الأمير عبدالله منصبه المهم والحيوي. نتطلع إلى استراتيجيات قوية في تأهيل اللاعبين في مختلف الألعاب بعد أن أصبحنا خلف جيراننا في الكثير منها، رغم الفوارق الشاسعة في عدد السكان ووجود الكوادر والمال. ولن نستعجل في تحقيق النتائج، بقدر ما نتوق إلى عمل وخطط ترنو بنا إلى سباق المنافسة القوية ومرافئ النجاح، بعد توفيق الله. والجانب الآخر يخص كرة القدم ممثلا في الاتحاد والرابطة والأندية والإعلام، ولا بد من قرارات حاسمة وحازمة بحق من يتجاوزون وقبل ذلك التفاعل مع المطالبات التي تهدف إلى إصلاح البيئة إداريا وماليا وانضباطيا، والضرب بيد من حديد لكل من يعبثون بكرة القدم والإساءة لمبادئ الرياضة وسماتها وتنافسها الشريف. وسأتوسع في الجانب الإعلامي قليلا بأن الكثير من الإعلاميين مرتادي (تويتر) شوهو الوطن والإعلام الرياضي بتغريدات شتائمية واستفزازية وعدائية على عدة أصعدة لمسؤولين ونجوم وزملاء مهنة وألهبوا مشاعر المراهقين بالانجراف في نهر التعصب والقبلية والكره، والمؤسف أكثر أن أكاديميين وكبار سن يتبارون في تأصيل الإساءات. أيضا ما زال بعض الزملاء يبحثون عن (الشو) عبر بعض البرامج الفضائية وهم للأسف محل سخرية المجتمع، بأساليبهم المنبوذة، وكثيرون يستغربون استمراءهم واستمرارهم، دون إيقافهم عند حد معين، وليس هذا كبتا للحرية، بل تهذيب يليق بديننا ومجتمعنا ورياضتنا. والحال ينطبق على بعض الصحف والمواقع الإلكترونية، متمنيا أن نعيد جميعا حساباتنا ونتأكد من سلامة موقفنا أمام رب العالمين في مراعاة المصلحة العامة والمصداقية والاحترام لبعضنا بعضا وما يعزز قيمة تنافسنا. نبتهل مجددا بالخير والعطاء والنماء والإصلاح والصلاح لنا ولكم. --------- * (الوطن) 25/10/2014
مشاركة :