القوات السورية تحشد لهجوم واسع على الغوطة

  • 2/19/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حمورية (سوريا) - شنّت قوات النظام السوري الاثنين سلسلة غارات جديدة على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق بعد تعزيزات عسكرية مكثفة تنذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب العاصمة، في وقت تؤكد فيه روسيا أنه يمكن استخدام تجربة حلب في الغوطة الشرقية. وشهدت الغوطة الشرقية في الأسبوع الثاني من شهر شباط/فبراير الحالي وطوال أيام تصعيداً عنيفاً تمثل بعشرات الغارات التي أودت بحياة نحو 250 مدنياً. وردت الفصائل باستهداف دمشق، موقعة أكثر من 20 مدنياً. وبعد التصعيد، ساد هدوء قطعه بين الحين والآخر قصف متبادل بين الطرفين، قبل أن يستأنف مجدداً مساء الأحد باستهداف قوات النظام مدن الغوطة وبلداتها مجددا بنحو 260 صاروخاً ثم بالغارات، ما أودى بحياة 17 مدنياً بينهم خمسة أطفال. وصباح الاثنين، أفاد مراسلون في الغوطة عن تحليق طائرات استطلاع في الأجواء قبل أن تبدأ الطائرات الحربية بالقصف. في مدينة حمورية، سارع سكان كانوا في الشارع، فور سماعهم صوت تحليق الطائرات، إلى الاختباء في مدينة حمورية. وقال علاء الدين (23 عاماً)، أحد سكان الغوطة الذي يخشى هجوماً وشيكاً لقوات النظام، "البارحة، مشطت راجمات الصواريخ الغوطة كاملة". وأضاف "مصير الغوطة مجهول، ليس لدينا إلا رحمة الله واللجوء إلى الأقبية، لا حل بديل أمامنا". واستكملت قوات النظام السوري تعزيزاتها العسكرية قرب الغوطة الشرقية، وفق ما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن، مشيراً إلى أن "الهجوم بانتظار إشارة البدء". وتزامنت هذه التعزيزات مع تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي قال، الاثنين، إن تجربة مدينة حلب، التي جرى فيها إخلاء المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة لصالح النظام السوري، يمكن أن تستخدم في الغوطة الشرقية. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن لافروف قوله "إن تجربة حلب قابلة للتطبيق في الغوطة الشرقية". وتجري في الأثناء مفاوضات حول مستقبل الغوطة الشرقية وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهدف منها خروج هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) من المنطقة. لكن "جيش الإسلام"، الفصيل القوى في الغوطة، ينفي مشاركته في أي مفاوضات مع قوات النظام. وبحسب عبد الرحمن، فان بدء الهجوم مرتبط بفشل المفاوضات التي "تجري حالياً بين قوات النظام والفصائل المعارضة والهادفة لإخراج هيئة تحرير الشام من الغوطة الشرقية". ويقتصر تواجد هيئة تحرير الشام في الغوطة على مئات المقاتلين في بعض المقار، وبشكل محدود في حي جوبر الدمشقي المحاذي لها. ويضم فصيل "جيش الإسلام" قرابة 10 آلاف مقاتل، ويسيطر على مدن مهمة أبرزها دوما. "لقد تعبنا" وقال مدير المكتب السياسي في "جيش الإسلام" ياسر دلوان "لا توجد أي مفاوضات بيننا وبين النظام". واعتبر دلوان أن "ما يروج له النظام من حملة عسكرية على الغوطة هو فقاعة"، موضحاً "نحن اخترنا الحل السياسي وبذلنا من أجله كل شيء من اجل تحقيق السلام في سوريا، وإذا اختار النظام الحل العسكري مرة أخرى سيرى ما يسوغه في الغوطة الشرقية". وأضاف "الغوطة عصية إن شاء الله على النظام". وشارك "جيش الإسلام" في المفاوضات برعاية روسية وايرانية وتركية في أستانا مع قوات النظام وممثلين آخرين عن المعارضة. وأرست هذه المفاوضات مناطق "خفض توتر" في سوريا، بينها الغوطة. وأفاد مراسل مساء الأحد عن سقوط قذائف عدة مساء الأحد على دمشق. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مقتل شخص. ويثير احتمال بدء هجوم لقوات النظام خشية لدى المدنيين في دمشق من القذائف التي تستهدفهم منذ سنوات على وقع التصعيد في ريف دمشق. ويعيش جواد الأبرص مع عائلته الصغيرة في منطقة القصاع التي تبعد أقل من كيلومتر عن خط الجبهة في حي جوبر المحاذي للغوطة، والذي تسيطر الفصائل المعارضة على أجزاء منه. وبدأ جواد منذ أيام الاستفسار عن أسعار الفنادق في منطقة يعفور في غرب دمشق للانتقال بعائلته في حال بدأت عملية عسكرية، وعادت موجة قذائف الهاون. وقال جواد "تعبنا من هذه الحالة، ويبدو أن الحل لن يكون إلا عسكرياً وبشكل جذري، لقد صبرنا طويلأً وحان الوقت لكي نرتاح". "عفرين وتركيا" في شمال البلاد، تجري مفاوضات قد تؤدي إلى دخول قوات النظام إلى منطقة عفرين الواقعة تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية. وقد يؤدي مثل هذا الدخول إلى تغيير مسار العمليات على الأرض، في ظل استمرار الهجوم التركي على عفرين الهادف إلى طرد الأكراد منها. ونقلت وكالة سانا الاثنين أن "قوات شعبية ستصل إلى عفرين خلال الساعات القليلة القادمة لدعم صمود أهلها في مواجهة العدوان الذي تشنه قوات النظام التركي على المنطقة وسكانها منذ الشهر الماضي". ولم تتضح هوية تلك "القوات الشعبية" وما سيكون دورها تحديداً في عفرين. وكانت الإدارة الذاتية الكردية في عفرين طالبت دمشق إثر بدء الهجوم التركي قبل أسابيع، بالتدخل لحماية عفرين عبر نشر قوات على الحدود مع تركيا، في وقت نددت دمشق بما وصفته بـ"العدوان" التركي على أراضيها. وانسحبت القوات الحكومية السورية من المناطق ذات الأغلبية الكردية في شمال وشمال شرق البلاد في العام 2012، ثم أعلن الأكراد تأسيس إدارة ذاتية ونظام فدرالي في مناطق سيطرتهم. وهو أمر طالما رفضته دمشق.

مشاركة :