قضية الابتزاز أصبحت من القضايا التي لا بد أن نحسب لها ألف حساب، وبدون سابق إنذار أصبحت بل غدت الصحافة تعج بقضايا الابتزاز ولا زلنا نُصدم من كثرة ما نقرأ عن شرذمة من الذين وصلت بهم نزواتهم إلى الدونية والحضيض حتى أصبحت نزواتهم الساقطة هي التي تقودهم، والحقيقة أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لها جهود متواصلة ومشكورة فيما يخص قضية الابتزاز، حيث إن جميع فروع الهيئة بالمملكة شهدت افتتاح وحدات لمكافحة جرائم الابتزاز في كل فرع تحت مسمى "وحدة مكافحة جرائم الابتزاز" تقوم بمتابعة البلاغات التي ترد إليها بمهنية عالية ووفق نظام الهيئة ونظام الإجراءات الجزائية، وبكل تأكيد يتم التعامل بسرية تامة حتى تحفظ حقوق المبلغين. حتى قرأت قبل فترة أن هيئة الأمر بالمعروف بمنطقة تبوك نظمت برنامجاً تدريبياً حمل عنوان: "مهارات التعامل مع قضايا الابتزاز"، حتى يمكن تنمية مهارات المشاركين على كيفية التعامل مع جرائم الابتزاز ومعرفة الإجراءات المطلوبة والتي تتبع في التصدي لهذه الجريمة. ولكن هناك خلل.. فما تمر أيام إلا وتخرج صحافتنا أن جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبض على مبتز انكشف عنه القناع يحاول أن يبتز فتاة عبر تهديدها بصور أو تسجيلات ونحو ذلك.. فأين مكمن الخطر.. أعتقد أن المبتز شخص يلبس قناع الغدر والخداع والخيانة وهو يُخفي تحت القناع بشاعة قذارته، ولكن هو ممثل يجيد التمثيل ويقوم بدور الرجل الذي يحمل المبادئ والفضائل بمجرد لبس القناع حتى أنهم من كثرة لبس الأقنعة يسألون أنفسهم من نحن.. فأقل ما يمكن أن يوصف به من يستخدم الابتزاز بأنه ذئب بشري وهذه التسمية تختلف باختلاف الفعل، فالذئاب القذرة لها مواصفات حسب شهواتها ونزواتها. ولكن انكشف القناع وتم القبض على المبتز وظهرت حقيقته، فالمبتز يعتقد أن بضاعته في الكذب ويظن أيضاً أن الخيانة والخداع والغدر ستستمر كل العمر ولن ينكشف.. ولكن سوء فعله وقذارة شهواته كشفت عنه القناع، وكما يقال: العيب الذي يظهر في الوجه ما يتغطى ولا يندس. فقد يكون كشف القناع متأخراً مثلاً كما جاء في كتاب جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب للسيد أحمد الهاشمي.. فأقول: انكشف القناع.. عندما بدت في رأسه طلائع المشيب.. واشتعل المبيض في مسوده.. ولمع ضوء فرعه وتفرق شمل جمعه.. وعلا غبار وقائع الدهر بينما هو راقد في ليل الشهوة. فلاشك أن جرائم الابتزاز هي الأسوأ وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لها كل التقدير على تأسيس وحدات بفروعها لمكافحة جرائم الابتزاز، كما لها الشكر على الثقة التي تمنحها للفتيات والتعامل بطريقة سرية حتى لا تخضع الفتاة لأساليب الابتزاز.. كما أن المرأة أو الفتاة لا بد أن تكون حذرة على عرضها وشرفها ولا تنجرف فتصبح سلعة رخيصة.. وتقع لقمة لمبتز تحيطه شهواته ويرميها فتخسر كل شيء فطبيعة هذا السلوك الإجرامي يكون المبتز مرتدياً القناع ويبدأ في تلميع الكلمات وتسقط الفريسة وتُرمى ويبدأ المبتز في فريسة أخرى. maghrabiaa@ngha.med.sa للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (54) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :