مطلوب آليات دولية فاعلة لضمان حرية المعتقد

  • 2/22/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - نشأت أمين : أكد المشاركون في مؤتمر الدوحة الدولي الثالث عشر لحوار الأديان أن الإنسان مركز الاهتمام الرئيس لكل التشريعات والقيم في الأديان السماوية، وأن حقوقه من أولى الأولويات الواجب حمايتها، ووجوب التصدي لكافة الانتهاكات التي تمس هذه الحقوق المكفولة لكل إنسانٍ دون تمييزٍ مهما كان دينه أو جنسه أو لونه. ودعا المشاركون، في ختام مناقشاتهم، إلى ضرورة تفعيل القيم الدينية في الأديان السماوية؛ لتعزيز القوانين الدولية المنوط بها حماية حقوق الإنسان، وإيقاف الانتهاكات لتك الحقوق، أيًا كانت الجهة المنتهكة لتلك الحقوق، دولا أو أفرادا أو جماعات. وحثوا على ضرورة إيجاد آلياتٍ دوليةٍ فاعلة؛ لضمان حرية المعتقد، وممارسة الشعائر الدينية، وكذلك ضرورة احترام المقدسات والرموز الدينية، وكذلك العادات والتقاليد لكافة الشعوب، مع مواجهةٍ فكريةٍ راشدةٍ لظاهرة التعصب وازدراء الأديان والتطرف والإرهاب. وشددوا على وجوب الإسراع من جانب المجتمع الدولي لإيجاد حلولٍ للقضايا العاجلة الخاصة بانتهاكات حقوق الإنسان الأساسية، التي تعصف بكثيرٍ من بلدان العالم اليوم، وتهدد الأمن والاستقرار العالمي، وعلى رأسها قضية الأقليات الدينية، واللاجئين، والاتجار بالبشر، وضحايا الحروب والنزاعات المسلحة والحروب الأهلية والتطهير العرقي والمجاعات والفقر، والحصار الجائر. وعبروا عن المساندة والتضامن مع كافة من يتعرضون لاضطهادٍ وانتهاكات حقوق الإنسان سواءً كانوا دولًا واقعةً تحت الاحتلال، أو أقلياتٍ دينيةً تتعرض للتطهير العرقي، أو أفرادًا وأسرًا اضطرت للجوء خارج أوطانها. ودعوا الدول الحاضنة لأقلياتٍ دينيةٍ أو عرقية، أو لاجئين الى اتخاذ تدابير جادةً للتوعية بحقوق هذه الأقليات في مناهجها التعليمية ووسائل إعلامها، وعلى القيادات الدينية بهذه الدول أن تضطلع بمسؤولياتها في تلك التوعية بما نصت عليه الشرائع والتعاليم الدينية للأديان السماوية من محبةٍ وتعاونٍ ودعوةٍ للسلام والتعايش الإنساني. وطالبوا المجتمع الدولي بضرورة العمل على توفير الحماية اللازمة للطفل والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة، والأسرة؛ خاصةً من يتعرضون لانتهاكاتٍ أثناء الحروب والنزاعات. ودعوا مؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع المدني الى العمل المتواصل على توثيق ورصد كافة الانتهاكات لحقوق الإنسان أيًا كان مرتكبوها، والعمل على إنشاء مؤسسات لرصد تلك الانتهاكات من ممثلي الديانات المختلفة حول العالم. كما دعوا المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة، وكذلك الدول الموقعة على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وبخاصةٍ اتفاقيات جنيف المختصة بحماية حقوق الإنسان الأساسية، على الوفاء بالتزاماتها فيما يخص احترام هذه الحقوق، واتخاذ إجراءاتٍ عقابيةٍ على كل من ينتهكها. وأكدوا ضرورة توطيد العلاقات بين جميع المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان، والمؤسسات الدينية، والإعلامية، والقضائية، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان، ومنظمة العفو الدولية؛ لتوحيد الرؤى والعمل المشترك لدعم حقوق الإنسان والتصدي لانتهاكات تلك الحقوق. كانت أعمال المؤتمر الثالث عشر لحوار الأديان انطلقت أمس الأول تحت عنوان: «الأديان وحقوق الإنسان»، بمشاركة نخبةٍ من المفكرين والباحثين من علماء الأديان السماوية الثلاث (الإسلام والمسيحية واليهودية) بلغ عددهم مائتين وتسع وثلاثين شخصية من ستٍ وستين دولة، بالإضافة إلى المشاركين من قطر. وعلى مدار يومي الموتمر عقدت ثلاث جلساتٍ عامة، وتسع جلساتٍ فرعيةٍ متزامنة، وجلسةٍ نقاشيةٍ ختامية، قدمت خلالهما أوراق بحثية للمشاركين.   لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون والتنسيق والدعم المشترك مذكرة تفاهم بين مركزي الدوحة لحوار الأديان والدراسات الإسلامية الطاجيكي   الدوحة -  الراية : وقع مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان مذكرة تفاهم مع مركز الدراسات الإسلامية لدى رئيس جمهورية طاجيكستان، وذلك على هامش مؤتمر الدوحة الثالث عشر لحوار الأديان. وقع المذكرة عن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان الدكتور إبراهيم صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة المركز، فيما وقع عن الجانب الطاجيكي الدكتور فيض الله برات زاده مدير المركز. تقضي المذكرة بتعزيز علاقات الجانبين في مجالات التعاون والتنسيق والدعم المشترك لإقامة المؤتمرات والندوات العلمية والدورات التدريبية، وإعداد ونشر الكتب والأبحاث والنشرات الأكاديمية، وتنمية القدرات في مجالات الحوار بين الأديان، والدراسات المقارنة، ودراسات السلام، وتلاقي الحضارات، بالإضافة إلى تبادل زيارات للباحثين والموظفين بين المؤسستين؛ لتطوير الخبرات العلمية والعملية، والتنسيق في كافة المجالات الأخرى التي تخدم أهدافهما، والتي يمكن تطويرها إلى مشاريع مشتركة. وأوضح الدكتور إبراهيم النعيمي أن هذه المذكرة تأتي في إطار سلسلة من الاتفاقات التي وقعها المركز، لتعزيز التواصل ومد جسور التعاون مع المراكز التي تحمل ذات الهم في مختلف دول العالم. وأضاف أن التعاون بين قطر وطاجيكستان متميز، وتوقيع المذكرة سيساهم في دعم تلك الجهود المشتركة، ووضعها في إطار أكثر فعالية. يذكر أن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان مركزٌ دوليٌّ مَعنيٌّ بنشر ثقافة الحوار بين الأديان ومد جسور التعاون والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات حول العالم، وبناء القدرات في مجال الحوار وثقافة السلام وقبول الآخر، وتفعيل القيم الدينية لمعالجة القضايا والمشكلات التي تهم البشرية، ومعالجة جوانب الحياة المتفاعلة مع الدين، لبناء مجتمعٍ قائمٍ على الاحترام المتبادل والعيش المشترك بوئام وتجانس مهما اختلفت الأديان والثقافات والأعراق .. أما مركز الدراسات الإسلامية لدى رئيس جمهورية طاجيكستان فهو مؤسسة حكومية أسسها رئيس جمهورية طاجيكستان، و هو مؤسسة أكاديمية مسؤولة عن تنفيذ البحوث الأكاديمية والتحليلات والفحوص العلمية للمواد المتعلقة بالقضايا الدينية و تقديم الملخصات والاستشارات التخصصية عن الدراسات الإسلامية و الدينية لمصلحة رئيس طاجيكستان. وتعتبر تحليلات المبادئ تنمية الحياة الدينية ودراسة طبيعة العامل الديني في تطبيق سياسة الدولة فيما يتعلق بالدين وحرية الضمير وكذلك نشر وطباعة المصادر الإسلامية والتراث المخطوط وقيام بالبحوث العلمية فيما يتعلق بدور الإسلام ومكانته في المجتمع المدني الطاجيكي من الواجبات الرئيسية للمركز.

مشاركة :