بعد إلقاء القبض على الآلاف منهم، يحاكم العراق عناصر تنظيم «داعش» الأجانب بشكل سريع، فيما لايزال الموقوفون في سوريا ينتظرون معرفة مصيرهم، مع تفضيل القوات الكردية ترحيلهم إلى دولهم لمحاكمتهم فيها.وبخلاف العدد الكبير من الفرنسيين الذين جرى توقيفهم خلال الأشهر الأخيرة على وقع هزيمة تنظيم داعش في العراق وسوريا، حوكمت الفرنسية ميلينا بوغدير بشكل سريع في العراق وسترحل قريباً إلى بلادها. وحكم القضاء العراقي الاثنين بسجن بوغدير لسبعة أشهر، وهي مدة التوقيف التي قضتها في السجن. واكتفى بإدانتها لدخولها العراق «بطريقة غير شرعية». في العراق وحده، اعتقل أكثر من ألف شخص، بينهم 560 امرأة وأكثر من 600 طفل، وتتم محاكمتهم تباعاً على غرار بوغدير.خلال شهر يناير، حكمت بغداد على مواطنة ألمانية بالإعدام، بعد إدانتها ب«الدعم اللوجيستي ومساعدة تنظيم إرهابي في ارتكاب عمليات قتل». كما أصدرت الأحد عقوبة الإعدام بحق امرأة تركية. ولا تطرح محاكمة الإرهابيين إشكالية بالنسبة إلى السلطات العراقية التي أعلنت في ديسمبر الانتصار على تنظيم داعش بعد ثلاث سنوات من سيطرته على مساحات شاسعة في العراق. في الجهة السورية من الحدود، تبدو الصورة أقل وضوحاً، على رغم اعتقال قوات سوريا الديمقراطية، وهي فصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن، عدداً أكبر من الإرهابيين الأجانب المشتبه بهم مع عائلاتهم، وضمنهم 40 فرنسياً على الأقل. ويقول مسؤول مكتب العلاقات العامة في قوات سوريا الديمقراطية ريدور خليل «اعتقلنا الآلاف من الإرهابيين الأجانب» الذين يتحدرون من «أكثر من 40 دولة» و«نواصل عمليات الاعتقال كل يوم». ويطرح وجود هؤلاء وفق عبدالكريم عمر، مسؤول هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية في «إقليم الجزيرة» «معضلة كبرى» للسلطات الكردية المحلية التي تشغلها راهناً أولويات أخرى، أبرزها الهجوم الذي تشنه تركيا مع فصائل سورية موالية لها على منطقة عفرين. (أ. ف. ب)
مشاركة :