«رائحة الروح»: حاسة سادسة في المجتمع السوري

  • 2/24/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يلج مسلسل «رائحة الروح» من كتابة أيهم عرسان، المجتمع السوري درامياً، معالجاً التناقضات الحاصلة، بين مختلف الطبقات الأساسية، وداخل كل واحدة وفرد منها. لا تحضر «الحرب المستعصية» كفعل أو كخلفية ولا كطرح جزئي، بل على الأرجح كرد فعل يُلاحَظ رمزياً في ملامح الشخوص، كما العنوان الذي يقوم رمزياً على الحاسة الفطرية غير الملموسة. وتدل أحداث العمل، إضافة الى مسلسل «روزانا» (جورج عربجي وعارف الطويل) على ابتعاد «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني» في أعمالها أخيراً، من السياسة باتجاه الفن أكثر، بعد أعمال ماثلت بيانات صادرة عن مديريات عسكرية وأمنية حكومية. تتحدث مخرجة العمل سهير سرميني لـ «الحياة»، عن تجربتها الطويلة الأولى في الدراما التلفزيونية، بعد تجارب إخراجية كثيرة منها في الدراما القصيرة عبر الثلاثيات و «الشاشة الذهبية»، مؤكدة حضور الأسلوب السينمائي ضمن عملياتها الفنية، مع إشارتها الى أن المشروع السينمائي ينشأ بالتبني بينما التلفزيوني غالباً بالموافقة بعد عرض وطلب. تقول: «تعمدت التصوير السينمائي ضمن رؤيتي الإخراجية، بخاصة من ناحية التقاط التفاصيل، وأيضاً في التركيز على دمشق، مدينة الأحداث ومسرح الشخصيات، في اللقطات الخارجية والعامة»، علماً أن الشام تحضر في أغلب الأعمال التي أخرجتها سرميني، حيث تركّز على أماكن خاصة جداً غير مستهلكة وخارج الملاحظة بزوايا مختلفة. وتضيف حول تفاصيل العمل: «اجتماعي معاصر ومؤلف من ثلاثين حلقة معدة للعرض في شهر رمضان المقبل. بعيداً من الحرب، يدخل الى أعماق المجتمع السوري من خلال مختلف طبقاته وعبر حكاية خمس عائلات، متوخياً الربط والتفاعل في ما بينها صعوداً وهبوطاً، وأيضاً الفصل بالدخول الى كل طبقة في شكل مجرد ومستقل». وتلفت الى التركيز في الحكاية على التناقضات الإنسانية، كوجود شخصية بواجهة من الالتزام الديني والخلقي وبباطن من الفساد والانحلال، الى جانب البنية الإنسانية الموزعة بين الأبيض والأسود في الشخصيات الأخرى، مثل الطموح والحلم مقابل الجشع، والوفاء في وجه الخيانة، والصلاح على النقيض من الفساد. هذه الشخصيات يجسّدها في البطولة الممثلون وائل شرف وفراس ابراهيم، إضافة الى نجاح سفكوني وسلمى المصري ووفاء موصلي وجيانا عنيد ووائل أبو غزالة ورنا الأبيض وسليم صبري وروبين عيسى وريهام عزيز وغادة بشور ومحمد قنوع وآخرين. يكشف وائل شرف لـ «الحياة» بعض ملامح الشخصية التي يجسّدها في البطولة، وصاحبة العدد الأكبر من المشاهد، قائلاً: «ابراهيم ضابط في الاستخبارات برتبة عقيد، متزوج وغير مهتم بعائلته. هو ثري جداً وهو الابن الثاني للحاج أبو نادر الذي يشكل نموذجاً من التجار المُرائين. ابراهيم بحكم عمله، يمتلك كل تفاصيل العائلة ويدير شركات والده من بعيد، من دون أن يلبي رغبة والده الملحة في ترك عمله في الاستخبارات وإدارة مجموعة شركات والده الذي يعاني من مشكلات ورعونة أولاده الباقين. يتعرض ابراهيم أيضاً لمشكلات في عمله ومحاربة من أعدائه الطبيعيين». وحول بنائه شخصية ابراهيم كممثل، يوضح: «ما يخص تحويل الشخصية من ورق الى ما يشبه البشر، أن أصنع لها بعداً مختلفاً من خلال اكتشاف لونه ورائحته وحركته وحتى نظراته وانفعالاته». ويعود فراس ابراهيم الى التصوير في العاصمة السورية، بعد غياب سبع سنوات، لأداء شخصية «صباح» الرسّام التشكيلي البوهيمي. يعيش علاقةً معقدة بزوجته، وبكل من حوله من النساء، حتى أنه يتورط في علاقة مع الخادمة، وفق قول الممثل السوري في اتصال مع «الحياة». ويشّدد على أن «الشخصية مركبة وتتقاطع مع المتطلبات والصفات التي أبحث عنها في أدواري، فأنا لا أحب شخصيات اللون الواحد». وتكشف جيانا عنيد لـ «الحياة» دورها في «رائحة الروح»، بتجسيد دور الطالبة الجامعية «أمل»، صاحبة الشخصية الحنونة واللطيفة، مشكلةً حالة من الفرح في جو كئيب، إذ تسكن في منزل خالتها «الدكتورة وارفة» زوجة «صباح»، المنشغلة دائماً في مشاريعها الطبية من دون أن تنجب، ما يؤدي الى سعادة مفقودة مع زوجها من دون أي تفاهم بينهما. وتضيف عنيد: «أمل هي الجانب المشرق في حياة خالتها وهنا تركيز على فكرة أن الأم من وجهة نظرها هي من تربي وليست التي تنجب، فتكون في حالة تعاطف كبير مع خالتها غير مشاعر القربى، لأنها تمر في لحظات انكسار عند اكتشاف خيانة زوجها إياها، فهي تقول دائماً لأمل: «إذا أنت لم تطرقي بابي فلا يوجد أحد سيطرقه». وتعيش «أمل» حالة من الارتباك أمام الحب، إذ تتساءل عمّا إذا كان مخيباً حظ خالتها في الارتباط، بعد أن يتشكل لديها خوف من التجربة التي صدمتها.

مشاركة :