نظمت لجنة نون في ندوة الثقافة والعلوم، وبرعاية هيئة دبي للثقافة والفنون، مساء أمس الأول، في مقر الندوة أولى أمسيات برنامج حاسة سادسة، الذي يجمع بين الشعر والفن التشكيلي والموسيقى، وذلك بحضور الأديب محمد المر والكاتب عبدالغفار حسين وسلطان السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة، وأدارت الأمسية الكاتبة صالحة عبيد منسقة لجنة نون، التي استهلت بالقول إن لجنة نون وفي بحثها الدائم عن الفعاليات الثقافية النوعية التي ترضي أذواق الجمهور، وتقدم الثقافة في ثوب جديد، قررت البدء في برنامج حاسة سادسة، الذي يسعى إلى الجمع بين مختلف الأشكال الفنية والثقافية وإقامة أمسيات مشتركة بين المبدعين من شتى المجالات، لتوفير فرص لأكبر عدد من المهتمين، للتمتع بالإبداع بمختلف أشكاله. بدأت الأمسية بإلقاء شعري تناوب عليه ثلاثة شعراء هم شيخة المطيري من الإمارات، وجمال الملا من عمان، وعبداللطيف بن سويف من السعودية، وذلك بالتواشج مع إيقاع موسيقي أدته فرقة مصاحبة بقيادة العازف الكويتي فيصل شاه، وقرأ جمال الملا قصائد بدا فيها متمكناً من اللغة والإيقاع، موغلاً في الرمزية، وفي بعض الأحيان يأتي بومضات تصويرية بديعة، ومن ناحية المضمون يميل الشاعر كثيراً إلى الأجواء الصوفية، ويتبع تجليات الصوفي، وطريق عروجه عبر المقامات، وفلسفته في وحدة الوجود التي تجعل الإنسان يتحد بالأشياء، فكأنه هي، وكأنها هو، يقول الملا: يا أنت يا ظمأ الصحراء يا مطرا من الغياب ويا كل الذي هلكا! يا سر كل وجوه الماء مذ تَخذت منك المجاذيب رغم المنتهى نسكا يا من تشظيت باسم النار في شبه وقلت: يكتمل المعنى إذا ارتبكا! كانت يداك كنهرين ارتوت بهما من آمنت أن هذا الكون فيك بكا من آمنت أن طهر النيل ليس سوى نهر تفلت سهواً من أصابعكا الشاعرة شيخة المطيري قرأت قصيدتين بدت في أولاهما مهمومة بآلام الوطن العربي، وبالموت الذي يحصد الأرواح والصراع الذي يمزق المجتمع الواحد، ويفتت أبناءه، ويتركهم في العراء عرضة للجوع والبرد والمرض، ويشتتهم في المنافي تاركين ديارهم للخراب، وفي القصيدة الثانية بوح شفيف بما في الذات من حزن، وتأمل في تقلبات الدهر وتغير حال الناس، وتقلب أهوائها، وندرة المخلصين من البشر، تقول المطيري: لا لي بذا النحو إعراب سيذكرني من قال إن لشبه الناس إعرابا لا شيء يشبهني إلا خرافته حتى خرافته لم تبد مذ غابا ................ تغير الناس ما للناس في زمني ما للأحبة صاروا اليوم أغرابا من علم الحزن يا عيني أن له حقاً بعيني أجفاناً وأهدابا وقرأ عبداللطيف بن يوسف عدة قصائد نوع فيها بين الغزل والتصوف، منها قصيدة الدرويش التي يتقمص فيها شخصية درويش يختزل الحقيقة في ذاته، وينظر إلى الكون من مرآة نفسه، ويتخذ من فصوص محي الدين بن عربي دليلاً للوصول إلى الحقيقة، يقول ابن يوسف: سكوت، إنني المسكوت عنه أقص قليله ليقال قصا فصوص الحاتمي منثرات وقد فصلتها فصا ففصا أطوف على ظلالي كل حين فتعشب شاعرا، قلما، ونصا وكم أدلجت فيَ أدس كفي فكيف أكون مسروقاً ولصاً؟ الأمسية شهدت أيضاً تنفيذاً مباشراً للوحة تشكيلية ارتجلها الفنان الإماراتي سالم الجنيبي، وهي لوحة تعبيرية لفرقة موسيقية من ثلاثة أشخاص منهمكين على عملهم، ومزج فيها بين ألوان الأصفر والأزرق الداكن والأحمر والأبيض والرمادي الفاتح على خلفية سوداء. وكان ختام الأمسية بمعزوفة موسيقية لفرقة نغم الإماراتية، وهو أول ظهور لهذه الفرقة التي أنشأها أكاديميون موسيقيون إماراتيون.
مشاركة :