بات الحضور الجماهيري الكبير في مدرجات الاتحاد، علامة فارقة في الملاعب السعودية والخليجية، والنجم الأول بتأثيره القوي في بث الروح والحماسة في لاعبي الفريق، ونبض "العميد" الذي لا يهدأ أو يستكين، مهما كانت التحديات وتكالبت الظروف، إذ إن الأصوات الهادرة في المدرجات الصفراء، تمثل وحدها كنزاً ثميناً في تاريخ العميد، لا يضاهيها مكاسب أخرى مهما كانت قيمتها المعنوية والمادية، بجماهير عريضة تستفز المشاهدين خلف الشاشات الفضية قبل اللاعبين، متعة وإثارة ودهشة. بالأمس واليوم ظلت جماهير الاتحاد رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في أي مرحلة من مراحل مسيرة العميد، مهما كانت العثرات في طريقه، إن غابت في مباريات نادرة احتجاجاً على نتائج الفريق، لا يلبث الشوق الكبير إلا أن يعود بها أكثر كثافة ودعماً لعشقها الأصفر، تمضي به إلى مرافئ الفرح والذهب، وتأخذ بيده إلى صناعة البهجة والسعادة، وتتجاوز بمؤازرتها المستمرة كل الحواجز التي تحاول عرقلة العميد في كل مرة، فلا تتحزب إلى داعم شرفي مهما زاد دعمه، أو لرئيس يحضر في مرحلة ما، أو نجم يسطع، بل إن همها الأول هو الاتحاد الكيان فقط، ولا شيء قبله ولا شيء بعده، فالشغف الكبير الذي يربط المدرجات الصفراء بالاتحاد أمسى ظاهرة تستحق الدراسة، في معاني الوفاء والدعم والحرص على تحفيز الفريق في كل الأحوال، وتصدير الأهازيج الحماسية التي تحولت إلى ماركة اتحادية في المدرجات الخليجية والعربية، تقلب الملاعب إلى سيمفونيات راقية، تحيط بمسرح كبير يضج بالعطاء والروح والحماسة، الذي يجسده اللاعبون عرفاناً بالدعم الجماهيري المؤثر، لينتج ذلك غالباً قطف الثمار والمضي إلى الأمام في حصد الانتصارات. في مباراة الاتحاد أمام ضيفه الشباب في ربع نهائي كأس خادم الحرمين، تناسى الجميع تفاصيل المباراة وتحليلاتها الفنية، وأسماء اللاعبين، في حضور نحو 58 ألف مشجع اتحادي، ساهم دعمهم المثير في تحفيز فريقهم لكسب المباراة في شوط واحد فقط، لتزف هذه الجماهير العاشقة عميدها نحو نصف نهائي البطولة، في تأهل مستحق يرنو لكسب اللقب الكبير، وتتويج الموسم الاتحادي الأصفر المثقل بالكثير من الظروف والتحديات، على الرغم من ملامح العودة المنتظرة للعميد في الموسم المقبل، بعد الترتيبات الإدارية التي دعمتها هيئة الرياضة في البيت الاتحادي الكبير، بحلحلة الكثير من القضايا والفوضى المالية والإدارية، التي غيبت الفريق كثيراً في المواسم الماضية، وحرمته هذا الموسم من أي إضافات عناصرية أو تعاقدات محلية وغير محلية، فأضحى العميد في مرحلة الاستفاقة والنهوض من جديد، لاستعادة توهجه وحضوره بين بقية الكبار في الدوري.
مشاركة :