ليسمح لي الكابتن الفذ فهد الهريفي باستخدام عبارته الشهير “هرمنا” لأننا فعلا هرمنا يا أبا ناصر ونحن ننتظر تحقيق حلم زيارة العراق الشقيق بعد جفاء دام حوالي أربعة عقود كانت كافية لنسيان الحلم فأتت دعوتك لتجدد فينا الحلم بزيارة أرض الرافدين والاستمتاع بلقاء أشقاؤنا العراقيين ومن ثم نستقبل فجرا جديدا يشرق بإذن الله على الأمتين العربية والإسلامية.“هرمنا يا أبا ناصر” ونحن على بوابة بغداد ننتظر فتح البوابة الشرقية لكي نعطر ذكرياتنا بوهج وابداع الثقافة والفن والأدب والرياضة والرصافي والجواهرجي وسعدون وكاظم والسياب.“هرمنا يا أبا ناصر” ونحن ننتظر أن تضع حرب الفتن والقلاقل أوزارها ليعم السلام ونبدأ حياة مفعمة بالأمل والبناء المستقبلي مثل بقية شعوب الأرض فحالت دون ذلك المسرحية الكاذبة الزائفة التي عزفت على أوتار الشر، ونبشت نتوءات السياسة الخبيثة، وضربت العلاقات العربية – العربية في مقتل.“هرمنا يا أبا ناصر” ونحن نقف في طابور الحياة نكتب على سطر ونترك سطر بحثا عن بصيص ضوء في أخر نفق هذه العقود المظلمة لعلنا نجد طريق السلامة ونتجه للحب والتقارب والتلاحم بدل الشقاق والنفاق.“هرمنا يا أبا ناصر” ونحن نقول غدا تشرق الشمس، ونجدل أشعتها على ضفاف دجلة والفرات مع أشقاؤنا العراقيين في بحبوحة من العيش على بساط الصدق والوئام والأخوة العربية وحسن الجوار.“هرمنا يا أبا ناصر” ونحن نقف على مفترق الطرق لا نميز طريق السلامة من طريق الندامة ، نتحسس دروبنا ونبحث عن فانوس الحياة في عز القايلة ، ونقول يا فتاح يا كريم، ونزرع كل يوم ليت في وادي عسى، فلم نجني عنب اليمن ولا بلح الشام.“هرمنا يا أبا ناصر” ونحن نرحل مع الغيوم المبهمة، ونغوص في أعماق الليالي المظلمة، ونجدف ضد تيارات الحياة المؤلمة، ونسير بالعرض في شارع الزمن لا حول لنا ولا قوة ، ولا نجد الفجر الباسم السعيد بفعل فاعل ” الحمدين” وتجار السلاح ومسوقي الفتن قاتلهم الله.“هرمنا يا أبا ناصر” ونحن نطرق باب المستقبل المستعصي على العرب، والمغلق بالضبة والمفتاح من جار السوء و ” الحمدين” وخونة العصر وقاطعي طريق الخير بنواياهم السيئة وتبعيتهم المقذعة.“هرمنا يا أبا ناصر” ونحن ننتظر عام 1980 كبداية لتحقيق الحلم الكبير لزيارة العراق ولو مرة في العمر، فأتت الحرب مع إيران التي لا تبقي ولا تذرُ ، فتأجل الحلم إلى 1989 بعد توقف هذه الحروب …. فعاودنا رسم ملامح الحلم من جديد.“هرمت يا أبا ناصر” وأنا أترأس الوفد السعودي المغادر لليابان منتصف جولاي لإقامة معسكر تحضيري تأهبا لزيارة العراق “بغداد” للمشاركة في البطولة العربية في العاشر من أغسطس 1990 ومن قلق الحلم اتجهت لمدير الخطوط العراقية في طوكيو وطلبت منه تقديم حجوزاتنا يومين فقدم لنا خدمة جليلة، وسهل تحقيق بداية الحلم، ومع شروق شمس الثاني من أغسطس اتى غزو الكويت فضاع الحلم، وفقدت بوصلة الاتجاهات، وتأجل الحلم الكبير ثمانية وعشرين عاما فقط ومن قبلها عشر سنوات.وفي حفل تكريم منتخبنا المتأهل لمونديال روسيا ومن خلال كلمة معالي المستشار الأمين تركي أل الشيخ وإعلانه الرغبة في زيارة العراق ، ومقابلة منتخب أسود الرافدين وكان بجواري المدرب الكبير أكرم سلمان والهداف الداهية حسين سعيد، عندها شعرت بملامح الحلم من جديد، وبالفعل تلقيت دعوة كريمة من أبا ناصر لأكون مع أكبر وفد إعلامي سعودي في تاريخ المناسبات الرياضية السعودية.“هرمنا يا أبا ناصر” ونحن ننتظر فاتت دعوتك الكريم لتفسر الحلم بعد جهد جهيد …. شكرا أبا ناصر وأيام سعيدة إن شاء الله في أرض الرافدين. …. استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.همسة لابن زريقوما مجاهدة الإنسان واصلة رزقا ولا دعة الإنسان تقطعهوالله قسم بين الخلق رزقهم لم يخلق الله مخلوقا يضيعهوالدهر يعطي الفتى ما ليس يطلبه يوما ويطعمه من حيث يمنعه
مشاركة :