كثير من الكلام المقدر، سواء شفاهة أو كتابة، ينقله كل من يحضر مجلس صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان، الله يحفظه. وحقًا هم على صواب ودقة في التوصيف، حين يشبهون في إجماع مجلس سموه الملكي بالمدرسة، ذلك أنه حافل بالعبر والدروس ومساهم فعال في نحت الشخصية الوطنية البحرينية وتعزيز مشاعر الاعتزاز بالانتماء والولاء لدى كل من يحضر هذا المجلس البهي، وهو إلى ذلك أيضًا يوسع الزوايا التي من خلالها ينبغي أن ينظر المواطنون إلى الصالح العام وتمتين الوحدة الوطنية بتوقعات إيجابية، وتضييق تلك التي منها يتسلل اليأس والقنوط. من يتابع الكلام المنقول من حضور مجلس سموه الملكي، سماعًا وقراءة، يجعل منه دائم التطلع بشوق إلى حضور مجلس رجل الدولة الاستثنائي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان. يوم الأحد الماضي صار تطلعي بهذا الشوق الجارف لحضور مجلس سموه الملكي حقيقة واقعة، إذ كنت هناك، بقصر القضيبية العامر، ضمن حضور بهي ضم نخبة من أنجاب أهالي منطقة المحرق الكرام، حضرت للسلام على صاحب السمو الملكي الأمير وإظهار التأييد الخالص وتأكيد الولاء للقيادة السياسية وللأسرة المالكة. وتبين لي بالدليل القاطع أن حضور مجلس سموه سانحة ذهبية للاستماع إلى حديث من القلب ينفذ إلى قلب السامع مباشرة. هذه السانحة تتيح لمن يحضر هذا المجلس أن يدرك من خصال سموه ما يضيق به مجال هذا المقال، ويكفينا منها في هذا الإطار أن نشير إلى أننا كنا في حضرة قائد حكيم منبسط السريرة له قدرة عجيبة على الاستماع من الأهالي مباشرة. كل من تتاح له فرصة الحضور في مجلس صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان سيتعرف عن كثب على السماحة التي تغمر قلب هذا القائد، ويستشعر محبته وتقديره لكل مكونات المجتمع البحريني دونما تمييز. الكل له موقعه في قلب سموه الملكي الكبير العامر بالحب. وإلى جانب ذلك فإنه رغم كثير مشاغله وجسامة مسؤولياتها الوطنية إلا أنه دائمًا ما يرى وجوب اقتطاع جزء من وقته المزدحم بالملفات الوطنية لاستقبال المواطنين ومصافحتهم فردًا فردًا، وسمات البشاشة والانشراح بادية على محياه. هذه العادة، على ما يتحدث به المقربون، عادة تبعث على الفرح والسرور في قلب سموه الملكي، وهي عادة يعتز بها سموه الملكي لأنها متوارثة من جيل الأجداد إلى الآباء ومن ثم إلى الأبناء الذي سيرثونها إن شاء الله إلى الأحفاد. هذا هو صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان وهذه بعض سجاياه وخصاله. أطال الله في عمرك يا سمو الأمير وجعلك ذخرًا لهذا البلد. لقد حظينا من سموه الملكي بكلمة ترحيبية كانت في تقديري وتقدير كل من حضر معي مثالا فيما يمكن أن يجسّد معاني الوطنية ويوضحها، وآية من آيات دفق وجداني نبيل ينهمر بمشاعر المحبة للحضور الكريم. ولعل ما يُلفت في كلمته الترحيبية هذه هو هذا القلق الذي يحمله صاحب السمو الملكي على سلامة الأمن والاستقرار بين أفراد المجتمع البحريني، ففي أكثر من لقاء سابق مع أكثر من طرف وطني كان يبدي قلقه من كل ما من شأنه أن يساهم في زعزعة ثوابت الوحدة الوطنية والإساءة إلى إرث التسامح وفن التعايش الذي توارثناه في البحرين منذ أقدم العهود، ومن بين ما أثار قلق صاحب السمو الملكي وانزعاجه التوظيف السيئ لوسائل التواصل الاجتماعي، وقد قال في هذا الإطار مرتجلًا «نحن دائمًا في هذا الوطن العزيز نخلق التعايش، وننشر المحبة وروح التسامح، وسنقف بحزم وبالمرصاد في وجه كل من يسبب الفرقة والكراهية في مجتمعنا». في هذه العبارة المستقطعة من كلمة سموه الملكي دلالات العزيمة والإصرار على بقاء مجتمعنا في منأى عما يثير الانشقاق ويؤثر في وحدة الصف الوطني، والعمل دون كلل على نشر المحبة والتسامح قيمتين أساسيتين في مجتمعنا البحريني ومقومين رئيسيين من مقومات هوية اجتماعية فريدة تلاحمت فيها جميع مكونات هذا المجتمع وتآلفت ليتشكل من رحمهما نسيج من العلاقات الراقية بين أفراد المجتمع المتنوعين مذهبًا ونحلة وعقيدة، والمؤتلفين انتماء إلى وطن واحد وولاء لآل خليفة الكرام. في عبارة صاحب السموّ توجيه لتثبيت هذه القيم وتعزيزها ولكن فيها في الآن نفسه إصرار على التحلي باليقظة للذين يتقصدون مجتمعنا بنشر مسببات الفرقة والكراهية، وعزم وحزم في الوقوف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن المواطنين وسلامتهم. سمو الأمير الملكي الشيخ خليفة بن سلمان أكثر من ينصح بالتواصل بين أفراد المجتمع، ذاك التواصل الذي يقوي ولا يضعف، التواصل الذي يكرس المحبة ويضيق مساحات الكراهية. فمجلس سموه الملكي أكثر الدلالات على أهمية التواصل بين البحرينيين. وقد تطرق سموه الملكي في كلمته إلى أهمية التواصل وكيف أنه لعب دورًا مهمًا في تاريخ البلاد السياسي والاجتماعي بالقول: «إن التواصل سمة أصيلة في شعب البحرين أرساها الآباء والأجداد، ونحن نسير على نهجهم بالشكل الذي يوطد من أواصر المحبة فيما بيننا، ويعزز من تماسك المجتمع ووحدته». الاتصال والتواصل ميزة من ميزات مجتمعنا البحريني المتوارثة أبًا عن جد، وللحفاظ على هذه الميزة واستمرارها ينبغي علينا أن ننأى بأنفسنا عن الانخراط اللاواعي في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والذي من نتائجه الكارثية تلويث علاقاتنا وتسميمها، لينتهي بنا الأمر إلى وزعزعة أمننا الاجتماعي. هذا ملخص مكثف لما تفضل به صاحب السمو الملكي الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر في لقائه الأخير مع أهالي المحرق الكرام، وفي كل اللقاءات الأخرى التي تحدث فيها عن مساوئ الاستخدام السيئ لوسائل التواصل الاجتماعي. وهذا ما ينبغي علينا أن نمتثل له حفاظًا على نسيجنا الاجتماعي.
مشاركة :