انطلقت أمس فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان «دبي كانْفَس» للرسم ثلاثي الأبعاد، التي ينظمها «براند دبي»، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، بالشراكة مع «مِراس» في «لا مير» بمنطقة الجميرا 1، وتمتد حتى السابع من مارس 2018 بمشاركة نخبة من أهم وأشهر الفنانين العالميين، وبأجندة فعاليات منوّعة تم تصميمها بأسلوب يواكب روح المهرجان، ويسهم في تحقيق أهدافه. وتشمل فعاليات هذه الدورة عروضاً مميزة للرسم المجسّم على الرمال، وورش العمل الفنية المتخصصة، والعروض الموسيقية والترفيهية المباشرة، بهدف خلق أجواء كرنفالية تقدم للجمهور تجربة فريدة للاستمتاع بالفن ضمن أجواء عائلية بلمحة ترفيهية تمنح السعادة لكل أفراد الأسرة، وهو الأسلوب غير التقليدي الذي يسعى «دبي كانْفَس» إلى نشر ثقافة الإبداع من خلاله عبر التعريف بفنون تعتمد على الإبهار البصري بأفكار مبتكرة تمزج بين الواقع والخيال. وقالت مدير مشروع «دبي كانْفَس» عائشة بن كلّي: «عقب قرابة العام من الإعداد والتجهيز، يسعدنا أن نقدم مجموعة من الأعمال المبدعة من مختلف أنحاء العالم التي تعبر عن مدارس مختلفة من الفن الحديث، وتتنوع في تنفيذها الأدوات لتخلق مجتمعة في مكان واحد حالة إبداعية فريدة نريد من خلالها التعبير عن رسالة مؤداها أن دبي مدينة حاضنة للإبداع الذي يمثل جسراً من جسور التواصل بين الشعوب، وأداة مهمة من أدوات تحقيق التقارب والتفاهم بين الثقافات». وأضافت: «حرصنا في إعداد أجندة هذا العام على أن تتضمن إلى جانب عرض الأعمال الفنية المشاركة مجموعة من الفعاليات التي تخدم في تحقيق أهداف المهرجان، خصوصاً في جانبها التثقيفي، فقد سعينا لإتاحة الفرصة لزوار المهرجان للتعرف إلى أصول تلك الفنون ونشأتها وتطورها والأدوات المستخدمة فيها، وأساليب تنفيذها، لرفع مستوى المردود الإيجابي للحدث الذي يتجاوز مجرد الاستمتاع بمشاهدة الأعمال الفنية التي يضمها للخروج بتصورات أشمل عن فكرة الإبداع». وقالت الرئيس التنفيذي للمراكز في «مِراس» سالي يعقوب: «تحرص (مِراس) من خلال شراكتها مع (براند دبي) على توفير مجموعة واسعة وفريدة من التجارب التي تسمح لزوار وجهاتنا بتخصيص مزيد من الوقت لما يحبونه. ومن خلال مهرجان (دبي كانْفَس) نسعى لتحقيق هذا الهدف عبر تمكين الناس من التعرف إلى أحدث الابداعات الفنية والتفاعل معها، ونتوقع أن نشهد حضوراً لافتاً وتفاعلاً كبيراً مع الفنانين الموهوبين وإبداعاتهم. وستقدم ورش العمل التي يتم تنظيمها خلال (دبي كانْفَس) فرصة فريدة للزوار لاختبار تجارب مميزة في (لا مير)». تزيين الشاطئ تشمل فعاليات هذه الدورة عروضاً مميزة للرسم المجسّم على الرمال، وورش العمل الفنية المتخصصة. إحدى الفعاليات التي يشملها المهرجان هذا العام ستكون الأولى من نوعها ليس فقط على مستوى دولة الإمارات ولكن على مستوى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، إذ سيؤدي الفنان النيوزيلندي جيمي هاركينز مجموعة من العروض اليومية التي يقوم خلالها برسم لوحات ثلاثية الأبعاد على رمال الشاطئ في «لا مير»، وسيشرح للحضور المبادئ العامة للرسم المجسّم على الرمال، بدءاً من تحديد الأدوات المستخدمة ووضع العلامات والتخطيط الأولي وكيفية تكوين الظلال، وصولاً إلى رسم الأشكال الهندسية التي تكوّن البعد الثالث أو ما يعرف بالبعد الوهمي، وسيقدم هاركينز العروض يومياً من الساعة السادسة حتى الثامنة صباحاً من الأول حتى السادس من مارس 2018. ورش العمل وستغطي ورش العمل ضمن المهرجان مجموعة موضوعات تتباين في مستوى تخصصها ما بين المقدمات الأولية عن الأشكال والأنماط الفنية، والموضوعات المتقدمة مثل الرسم المنظوري والرسم بالرش وكيفية حساب درجات وزوايا لوحات الخداع البصري. ويشارك في تقديم ورش العمل أسماء فنية كبيرة مثل كيوبوليكويدو وليون كير، ولأول مرة يقدم فريق «تايب أوفر» ورشة عمل حول مهارات فن الرسم بالشريط اللاصق. وبجانب المجالات الفنية المعروفة التي تشمل فنون الرسم والتلوين والتظليل، وتقنيات خلط الألوان وتجهيز مواقع الرسم، تضم أجندة الفعاليات ورش عمل لتنمية المهارات اليدوية، مثل فن تشكيل الفخّار، وصناعة الحُلىّ وفن الإيبرو وتزيين الملابس، علاوة على الأشغال الفنية الإبداعية. وخصص المهرجان مجموعة كبيرة ورش العمل الموجهة إلى الأطفال يقدمها نخبة من كبار الفنانين العالميين، بهدف تنمية الجانب الإبداعي والفني في شخصية الطفل، والتعريف بالاتجاهات الفنية الحديثة التي قد يرغب في ممارستها أو التخصص بها، كما يشارك في تقديم ورش العمل مجموعة من المراكز الفنية المتخصصة من إمارات الدولة كافة. ويقدم مستر دودل ورشة عمل فنية للأطفال يتناول فيها بشكل مبسط أسلوبه الفريد المعروف باسم «غرافيتي الاسباجيتي». وفي ورشة عمل عن طرق تطوير الشخصيات الكرتونية، تقوم الفنانة الإماراتية عائشة الحمراني بتعليم الأطفال مبادئ رسم الكرتون، ويمكن للأطفال من هواة الحرف اليدوية حضور ورشة العمل الخاصة بـ«استديو يدوي للسيراميك» للتعرف إلى كيفية استخدام الصلصال لصناعة الأواني الفخارية، كما يشارك «ميداف ستوديو» بورش عمل عن الأشكال الفنية الإبداعية الحديثة. أما ورشة العمل الخاصة بـمركز «أولى أولى» فتهدف إلى تعليم الأطفال كيفية صنع «روبوت» قادر على رسم أشكال فنية بسيطة باستخدام أدوات بسيطة تتكون أساساً من محرك صغير وأقلام تلوين. ويعرض مركز «شوبوكس» الفني في ورشة العمل الخاصة به طريقة صنع «صائدة الأحلام»، فيما يقدم مركز «مرايا» ورشة عمل عن كيفية تلوين الملابس والأحذية بأشكال مبتكرة لتبدو مثل القطع الفنية، وتعرض الفنانة هوسانا لي «نيون ستراكتشر» في ورشة عمل مميزة كيفية تلوين الورق بأشكال وتموجات تماثل تلك الموجودة في الصخور الطبيعية، وتحديداً في الرخام الطبيعي. أما مشاركة «سول آرت سنتر» فهي عبارة عن ورش عمل عدة تغطي أشكالاً فنية متنوعة. ولهواة الخط العربي يتناول الفنان المقيم نحت ديزاين مهارات الخط العربي وكيفية تطويرها، كما يقدم مركزا «1971 للتصميم»، و«حبر للتصميم» ورش عمل مشتركة عن الخط العربي، ويشارك مركز «ذا ماين» بورشة عمل عن التكوينات الإبداعية. مشاركات شاركت الفنانة الأميركية تريسي لي ستام، من خلال لوحة وضعت فيها الناس في جرة، وقالت لـ«الإمارات اليوم»: «قدمت هذه اللوحة المستوحاة من مجموعة من الصور التي التقطتها للناس وهم يتفرجون على الفن في الأماكن العامة، فقررت وضعهم في الجرة، خصوصاً أن الجرة تستخدم لحفظ الأشياء الثمينة بداخلها». ونوهت بأنها بدأت برسم اللوحة بمفردها، لكنها في ما بعد حصلت على مساندة مجموعة من الطالبات من جامعة زايد، حيث أشرفت على تدريبهن في أول المهرجان، مشيرة إلى أنها واجهت في البداية بعض الصعوبات في التواصل مع الطالبات، لكن بعد ذلك علمتهن كيف يمكن الاستفادة من التجربة ووضع الألوان في مكانها الصحيح للحفاظ على الشكل الثلاثي الأبعاد. ورأت الفنانة الأميركية أن المهرجان يتميز بكونه يبني النجاح على ما تم تقديمه في السنوات الماضية، وهذا ما يؤدي الى إيجاد حالة من الاستلهام للفنانين الشباب. أما لجهة تأثير هطول الامطار على الأعمال التي تم البدء بتنفيذها في 26 من الشهر الماضي، فلفتت الى أن الأجزاء التي لم تكن جفت على نحو كامل احتاجت إلى إعادة العمل عليها، وتعديل الألوان، بينما كانت الأجزاء الجافة بحالة جيدة. ونصحت الفنانين الشباب بضرورة الرسم يومياً والتعلم من خلال التصفح حول الرسم ثلاثي الأبعاد لكسب مهارات جديدة. وعملت مجموعة طالبات من جامعة زايد في عمل جماعي وورشة واحدة، حرصن من خلالها على تمثيل دبي عبر الأبراج القديمة والحديثة، وإبراز الوجه العمراني للمدينة. وقالت الطالبة عائشة الصايغ: «اخترنا تجسيد الوجه الحضاري لدبي، معتمدات على مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر». ولفتت إلى أنهن اخترن رسم الأبراج القديمة والجديدة إلى جانب المستقبل المتمثل في عين دبي، لإبراز الجوانب المتعددة من الامارة، وأنهن رفعن كل هذه الأبراج على جزيرة للدلالة على إنجازات الإمارة وكيف تبدل وجهها. أما فاطمة المري، التي تدرس التصميم الداخلي، فرأت أن التجربة متميزة كونها المشاركة الأولى خارج الجامعة، وتستحق أن تعاد في أماكن جديدة. ونوهت بأنهن تعلمن من الفنانين الموجودين الكثير من القواعد المتعلقة بالرسم الثلاثي الأبعاد، وقد تلقين مجموعة كبيرة من النصائح حول كيفية إكمال العمل على نحو مميز. أما حمدة المهندي، في السنة الرابعة وتدرس التصميم الداخلي، فرأت أن الرسم في المهرجان بعيد كثيراً عن الرسم الذي يدرسنه في الجامعة، لافتة إلى انه قبل البدء بالمهرجان تمرنّ على كيفية تقديم اللوحة الخاصة بهن عبر السكتش. ونوهت بأن أصعب النقاط المتعلقة بالعمل تكمن في الزاوية التي لا بد من الرسم منها. ورأت أن المشاركة متميزة، فقد تعلمن كثيراً من الفنانين الموجودين، كما أن الناس تتفاعل مع الأعمال. أما الفنان الباكستاني أحمد رضا، فشارك بعمل رسم من خلاله باخرة، مع المسكة الخاصة بلعبة البلاي ستيشن، منوهاً بأنه حرص على منح اللوحة العمق في الأبعاد الخاصة بها، فيمكن التقاط الصورة وكأن المرء يجلس داخل هذه المركبة. ولفت إلى أنه بدأ الرسم منذ سنوات في بلده، وهو مازال في طور تطوير مهاراته الخاصة بالرسم ثلاثي الأبعاد. واعتبر رضا أن ما يميز المهرجان هو التنظيم الجيد والمشاركات المتنوعة، منوهاً بأن كل العوامل أسهمت في إتمام وإنجاح تقديم الأعمال خلال الفترة المطلوبة، رغم الظروف التي جعلت الفنانين يقومون ببعض التعديلات خلال الرسم.
مشاركة :