هل حانت فرصة اليمين في أميركا اللاتينية؟

  • 3/2/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سليمة لبال | تشهد ست دول من دول اميركا اللاتينية هذا العام انتخابات رئاسية، بعد عقد من الزمن سيطر عليه اليسار، فهل حان وقت عودة اليمين الى السلطة في هذه القارة؟ يبدو أن اليمين في طريقه الى العودة الى السلطة في دول اميركا الجنوبية بعد عقد من الزمن سيطر عليه اليسار على اغلب دول هذه القارة، التي كان يحركها إعلامياً كل من هوغو تشافيز ونيستور كريشنر في الارجنتين ولولا داسيلفا في البرازيل. فقد فاز الليبرالي موريشيو ماسري بانتخابات الرئاسة في الارجنتين في عام 2015، وفي البرازيل خلف اليميني ميشال تامر ديلما روسيف، التي تم عزلها بعد اتهامات بالفساد، وفي التشيلي سيخلف سيباستيان بينيريا اليميني ايضا، الاشتراكية ميشال باشلي في 11 مارس المقبل، فهل تستعد اميركا اللاتينية لقلب صفحة اليسار والتوجه نحو اليمين؟ وهل ستؤكد الانتخابات الرئاسية التي ستشهدها القارة هذا العام هذه الظاهرة؟ لا يبدو الأمر سهلاً، ولكن العنف والفساد اللذين تعاني منهما المنطقة قد يؤديان الى ذلك. مؤشرات قوية أحيا اليمين في أميركيا اللاتينية الفوز الذي حققه ماريشيو ماسري في الارجنتين في عام 2015 أمام المرشح المدعوم من قبل الرئيسة كريستينا كريشنر، ذلك انه اول فوز يحققه التيار في القارة، لكن هذا الفوز تمخض من تعب الارجنتينيين وغضبهم من الفوضى التي كانت تدير بها كريشنر البلاد، وايضا من فضائح الفساد التي تورط فيها عدد من افراد عائلتها، علاوة على الوضع الاقتصادي الكارثي الذي عانت منه البلاد بسبب تراجع اسعار النفط. وفي البرازيل، عاد اليمين الى الحكم مع ميشال تامر، بعد ان تم عزل الرئيسة ديلما روسيف (رئيسة حزب العمال)، ويبدو ان البرازيليين يفضلون، وفق استطلاعات الرأي، انتخاب لولا في الانتاخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في 7 اكتوبر المقبل. ويقول رئيس المرصد السياسي لأميركا اللاتينية والكاريبي أوليفييه دابان «في البرازيل من الصعب العثور على مرشحين، لأن الكثير من السياسيين في السجن او يواجهون قضايا ويجب التعامل بحذر مع نتائج استطلاعات الرأي. والمرشح الذي يحتل المرتبة الثانية جير بولسورانو يميني وحالة لولا داسيلفا استثنائية، لان البرازيليين معجبون بشخصيته، ولكن حزب العمل نفسه فشل في الانتخابات البلدية التي نظمت في أكتوبر 2016». وفي التشيلي، لا يعد فوز سيباستيان بينيرا جديداً، ذلك انه خلف لاول مرة ميشال باشلي في 2010. وعليه، فإن تقدم اليمين في اميركا اللاتينية خلال السنوات الاخيرة نسبي ويجب انتظار نتائج الانتخابات المقبلة لتأكيد هذا الاتجاه أو نفيه. هل يمكن أن يعود لولا إلى الرئاسة؟ كل استطلاعات الرأي تؤكد أن شعبية الرئيس السابق لويس ايناسيو دا سيلفا جيدة وتفوق بشكل كبير كل السياسيين البرازيليين الآخرين، والرئيس ميشال تامر في اسفل الترتيب من حيث الشعبية، ولن يتمكن من الحفاظ على منصبه الا إذا تمكن من دحض اتهامات الفساد التي وجهت إليه وإلى اكثر من نصف عدد البرلمانيين، ولكن لولا داسيلفا متهم هو الآخر بقضايا فساد، وتمت ادانته في الــ 24 من يناير الماضي من قبل المحكمة العليا بشكل نهائي ولا يزال امام الرئيس السابق العديد من الطعون التي يمكن ان تسمح له بالترشح للرئاسة في اكتوبر المقبل والا سيضع شعبيته في خدمة مرشح آخر يقترحه حزب العمال، واما مرشح اليمين الوسط فيبقى في ذيل الترتيب، لكن مرشح اليمين المتطرف جاي بولسونارو فيحتل دوما المركز الثاني في الاستطلاعات، لكن غياب اي شق اجتماعي في برنامجه الانتخابي يمكن ان يعيق طريقه نحو النصر في بلاد يتقاضي فيها 70 في المئة من السكان اقل من 478 يورو في الشهر. وتعود شعبية لولا في جزء كبير إلى برامجه الاجتماعية التي طورها خلال ولايته، علاوة على ذلك يبدو أن مواقفه في الحياة السياسية البرازيلية ستكون حاسمة، ويقول اوليفر دابان «في البرازيل ولكن ايضا في دول اميركا اللاتينية يمكن ان يعطي التحالف بين الكنائس الانجيلية اصواتا لليمين». هل يمكن أن ينجح اليسار في المكسيك؟ هزت فضائح الفساد في المكسيك الحزب الثوري المؤسساتي الذي يقوده الرئيس أنريك بينا نيتو. وكان نيتو قد بدأ ولايته بإصلاحات هيكلية كبرى كان يبدو من ورائها بان الحزب قد تغير، لكن فضائح الفساد طالت الرئيس بسرعة وتفاقمت احداث العنف، حيث كان عام 2017، الاكثر دموية منذ 20 عاماً، ذلك انه شهد مقتل 26573 شخصا في احداث عنف بمعدل 80 قتيلا يوميا. وفي الوقت الراهن يبدو مرشح حزب اليسار اندرس مانويل لوبيز أوبرادور على رأس استطلاعات الرأي وهذه ثالث مرة يتقدم فيها إلى الانتخابات الرئاسية. وكان قد احتج في انتخابات 2006 على النتائج، بعد ان خسر معركة الرئاسة امام فيليب كالديرون، لكن تموقعه في كفة اليسار لا يقنع الكثير من الناخبين المكسيكيين الذين يشعرون بالخوف من العلاقات مع الولايات المتحدة. وأما الحزب الثوري المؤسساتي فقد اختار خوزي أنطونيو ميد للدفاع عن ألوانه، وهذا المرشح ليس عضوا في الحزب، مما أدى إلى ارتفاع اصوات من داخل الحزب معارضة لترشيحه رغم انه كان وزيرا للاقتصاد في حكومة أنريك بينا نيتو. ولم يخسر الحزب الثوري المؤسساتي السلطة منذ 90 عاما الا بين عامي 2000 و2012، والمرشح الثالث الذي يمكن ان تكون له حظوظ في الرئاسيات المنتظرة في 1 يوليو المقبل، هو ريكاردو انايا، الذي يستفيد من دعم الحزب الوطني اليميني وحزب الثورة الديموقراطي، غير ان هذا التحالف يمكن أن يواجه مصاعب في تقديم برنامج منسجم بالنظر الى اختلاف التوجهات السياسية. حظوظ مادورو في خضم الفوضى السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها سكان فنزويلا، اختار الرئيس نيكولا مادورو ان يعلن في 22 ابريل المقبل ترشحه للانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في ديسمبر 2018، وتبدو الآجال قصيرة للغاية لتنظيم انتخابات تمهيدية، فيما تعاني المعارضة من مصاعب جمة. وكان المجلس الوطني الانتخابي قد رفض تسجيل تحالف المعارضة كحزب بسبب مقاطعتهم الانتخابات البلدية التي فاز بها رسميا حزب السلطة. وفي هذا السياق، لا توجد اي شكوك بشأن فوز نيكولاس مادورو في الانتخابات المقبلة بولاية ثانية، لكن من المحتمل ان يعترف عدد قليل من الدول بشرعيته، ذلك ان المحكمة الدولية في لاهاي فتحت تحقيقا بشأن انتهاكات لحقوق الانسان وقعت في الربيع الماضي مما خلف مقتل اكثر من 120 شخصاً. ¶ لوفيغارو ¶

مشاركة :