تداعيات التحول الاقتصادي .. الصين مثالا «1 من 2»

  • 3/3/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

التحول الجاري في الصين نحو الاقتصاد القائم على الاستهلاك، وتغيرات التركيبة السكانية في العالم بسبب الهجرة هما ظاهرتان منشأهما الاقتصادات الصاعدة، وتؤثر تداعياتهما في مجموعة كبيرة من الاقتصادات الصاعدة الأخرى والاقتصادات المتقدمة. ورغم أن هذه التداعيات تفرض تحديات في الأجل القصير، فمن الممكن توجيهها لتعود بالنفع على الاقتصاد العالمي في الأجل الطويل، وفقا لما ذكره مختصو صندوق النقد في دراسة جديدة. على غرار ما حدث في الماضي عندما أدى النمو السريع في الصين إلى تشجيع النمو العالمي، فإن التباطؤ الجاري واستعادة التوازن نحو الاستهلاك المحلي في الصين يترك أثره في الوقت الحالي أيضا من خلال ثلاث قنوات بصفة أساسية. أولا، من خلال التجارة: فالبلدان المصدرة للآلات والمواد الخام إلى الصين تشهد انخفاض الإقبال على منتجاتها وسلعها الأولية، ما يلحق الضرر البالغ بالبلدان الموردة في آسيا على وجه الخصوص. ثانيا، من خلال أسعار السلع الأولية: فبالنظر إلى حصة الصين الكبيرة في الاستهلاك العالمي من المعادن والنفط، يمكن أن يؤدي انخفاض الطلب إلى خفض الأسعار. ثالثا، من خلال القنوات المالية: فمن شأن تفاعل أسعار الأصول في البلدان الأخرى مع الأحداث الجارية في الصين أن يؤدي إلى تضخيم التداعيات. غير أن كفاءة إدارة التحول في الصين نحو النمو المنخفض ـــ وهو قابل للاستمرار في الوقت الحالي ــــ يمكن أن تحد من مخاطر التصحيحات الأكثر إرباكا في وقت لاحق. وفي المقابل، نجد أن التحول الاقتصادي المضطرب أو غير المكتمل يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الآثار الممتدة السلبية. والصين يمكنها المساعدة في هذا الشأن عن طريق الإقرار بالتباطؤ والإفصاح بوضوح عن نياتها بشأن السياسات. فالبلدان الشريكة معها تجاريا في حاجة إلى التكيف مع الانخفاض الدائم في الطلب من الصين، كما أنها في حاجة إلى استخدام مواردها المتاحة لإدخال تعديلات طفيفة على نماذج النمو لديها. كذلك يمكن تشجيع التجارة عن طريق إبرام اتفاقيات عالمية وإقليمية جديدة. أما البلدان المصدرة للسلع الأولية، فينبغي أن تستخدم الاحتياطيات الوقائية، حال توافرها، كما ينبغي أن تعيد ترتيب خططها الاقتصادية لإيجاد مصادر جديدة للإيرادات. وهناك بلدان معينة تتمتع بالعمالة الوفيرة منخفضة الأجر يمكن أن تفيد من ارتقاء الصين في سلسلة القيمة الإنتاجية بتسلم الراية الصينية كي تحل محلها. وعلى المستوى العالمي، ينبغي تجنب الحمائية، لأنها ستضر بالتجارة على المدى الطويل... يتبع.author: سيدارث تيواريImage:

مشاركة :