قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن «القضية الفلسطينية هي أم القضايا في الشرق الأوسط»، مشدداً على أنه إذا لم يتم حل هذه القضية حلًّا عادلًا، فإنه لن يهدأ العالم ولن يرى السلام، لأنها قضية حق وعدل.وأكد الطيب في تصريحات له أمس أن «تاريخ العرب سابق على ظهور الإسلام في القدس بآلاف السنين، والشعب المقدسي كان دائما شعبا عربيا، والتركيبة الأساسية للمجتمع المقدسي عربية منذ 5 آلاف سنة لم تتغير، وما كان يتغير فقط هو المستعمر لهذا المكان؛ لكن المستعمرين لم يغيروا التركيبة السكانية العربية»، منتقدا الادعاء بأن المسلمين والعرب غرباء.وسبق أن حذر شيخ الأزهر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي من تداعيات قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.وأوضح شيخ الأزهر أمس أن «إيلياء» هو اسم القدس بعد أن غيره «هادريان»، الذي أخرج منها اليهود ومنع دخولهم إليها، وأن المسلمين عندما دخلوا القدس لم يقتلوا واحداً، مبرزا أن سيدنا عمر أخذ هذه الأحكام من النبي صلى الله عليه وسلم، حينما أرسل كتاباً إلى اليمن قال فيه «من كره الإسلام من يهودي أو نصراني فلا يحول عن دينه»، وهذا ما طبقه النبي صلى الله عليه وسلم في اليمن، وفي كل مكان، وهذا ما قاله عمر للمقدسيين.كما أوضح شيخ الأزهر أن الجزية الواردة في العهدة العمرية هي ضريبة، على غير ما يدعيه بعض المغالطين من أن الجزية هي لفرض الطاعة والخضوع، والحقيقة أنها على العكس من ذلك، «فهي شهادة مواطنة لغير المسلم، حيث سيدافع عنه المسلمون وتسيل دماؤهم من أجل حمايته، وكان يترتب على المسلمين أعباء مالية أكبر بكثير من الجزية وهي زكاة المال، فالمسلم كان يدفع أكثر ويحارب، ولكن قد يقال لماذا لم يدخل غير المسلمين الجيش؟ والإجابة هي أن من كان يقاتل في الإسلام، كان يفعل ذلك دفاعاً عن عقيدة، فكيف تكلف شخصاً غير مؤمن بهذه العقيدة أن يحارب ويقتل دفاعاً عن عقيدة لا يؤمن بها؟ هذا ظلم»، لافتاً إلى أن من كان يقاتل في الإسلام كان يفعل ذلك دفاعاً عن عقيدة، وأننا مسلمين ومسيحيين مكلفون بالدفاع عن الوطن.وأضاف شيخ الأزهر أن ما جاء في العهدة العمرية «يؤكد أنه قد حدث تسليم، ولم يقتل رومي واحد ولا يهودي واحد، ولا أحد من أهل إيلياء، واستمر التواجد الإسلامي منذ ذلك الوقت حتى 1967. حيث احتلت القدس وما زالت ترزح تحت الاحتلال حتى يومنا هذا».
مشاركة :