أكبر من مجرد مباراة كروية

  • 3/3/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

مباراة كرة القدم التي أقيمت يوم الأربعاء الماضي في مدينة البصرة بين المنتخب السعودي والمنتخب العراقي، ليس مهما نتيجتها الكروية، لأنها في كل الأحوال هي فوز للسعودية والعراق معا.. فوز للعلاقات العربية.. فوز للشعبين معا.. وفوز لحكمة القيادة السعودية العراقية والخليجية كذلك، في بداية مرحلة تاريخية جديدة. التغطية الإعلامية للمباراة الكروية كانت تنظر إلى الموضوع على أنه أكثر وأكبر من مجرد مباراة لكرة القدم بين منتخبين، وهذا هو الواقع الصحيح، وهذه هي الرياضة وأهدافها وغاياتها، وللعلم فإن هذه المباراة هي أول مرة تلعب فيها السعودية في العراق منذ نحو 40 عاما، حيث أشارت (بي بي سي) إلى أن المباراة جاءت ضمن مساعي العراق الدفع إلى رفع الحظر الذي يفرضه الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا على إقامة المباريات التنافسية في العراق. وكالة الأنباء العراقية نشرت تصريحا لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم جاء فيه: «أن ما شهدته بعثته الرياضية من حفاوة الترحيب ليس مستغربًا على الأشقاء العراقيين حكومة وشعبًا»، واصفا «زيارة المنتخب السعودي لبلاد الرافدين وأرض الحضارات بالزيارة «التاريخية»، وأن العلاقات بين البلدين الشقيقين، في تنامٍ مطرد، فضلا عن اتساع دائرة التعاون بين البلدين بعد المباراة الودية التي جمعت منتخبي البلدين، والتي جاءت بمبادرة من رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ الذي كان حريصًا على خوض هذه المباراة على أرض العراق في إطار مساعيه الحثيثة لرفع الحظر عن الملاعب العراقية». العديد من الوسائل الإعلامية أشارت إلى أن هناك من يرى أن كرة القدم هي نافذة وانعكاس لتقارب بين البلدين تمثل بزيارات مسؤولين عراقيين إلى السعودية قبل فترة وتعليقات إيجابية متبادلة بين البلدين. وأُطلق على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ: (دارك يالأخضر)، ورحَّب من خلاله مغردون عراقيون بقدوم المنتخب السعودي إلى العراق لخوض المباراة وبادلهم الكلمات اللطيفة مغردون سعوديون. كما أشعل هاشتاغ «السعودية العراق قلب واحد» حسابات التويتر بعدما تفاعلت معه الجماهير العربية، وكتب الناقد الرياضي عادل الملحم: «السعودية والعراق وطن واحد أهل وأحباب». موقع (إيلاف الإخباري) نشر خبر شكر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للمنتخب السعودي ولكل من أسهم في نجاح الاحتفالية وحضرها، وفي مقدمتهم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بعد أن خضعت العراق لحظر لعب المباريات في أراضيها منذ عام 2003 بسبب الظروف الراهنة التي تمر بها العراق. دور المملكة العربية السعودية كبير وعظيم، وعودة العلاقات الخليجية العراقية أمر مهم وضروري، فالعراق جزء مهم من العالم العربي، والسعودية تقوم بدورها القيادي الرائد في مختلف المجالات وفي كل الجبهات، ومن الغبن بمكان أن تخرج أصوات شاذة ونشاز لتعارض هذا التوجه السليم والحكيم. شكرا للسعودية.. وشكرا للعراق العربي الأصيل.. لأن ما تحقق من نتيجة هذه المباراة أكبر وأكثر من مجرد مباراة كروية.

مشاركة :