قال أبو الطيب المتنبي :أنام ملء جفوني عن شواردهاويسهر الخلق جراها ويختصممفكر لبناني له عبارة تقول (الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا) رغم القصف الوحشي في الغوطة الشرقية ومئات الشهداء الذين يتساقطون يوميا ولكن مازال الناس نائمين فقد أصبح مشهد القتل والخراب والدمار عاديا وليس الناس فقط نائمين بل الضمير العالمي قد مات وشبع موتا فالمجزرة التي تحدث في الغوطة الشرقية يقابلها فقط إدانة واستنكار وهو مايشجع الجيش السوري والروسي والحرس الثوري الإيراني وحزب الله وكل التنظيمات الإرهابية المرتبطة بمحور الشر على الاستمرار في القتل والدمار .من المضحك المبكي أن هيئة الأمم المتحدة تدعو إلى محاكمة مجرمي الحرب في سوريا وهذا الإجراء لن يتم مالم يصوت مجلس الأمن على قرار بمحاكمة مجرمي الحرب في سوريا وأن يكون قرار 2254 الخاص بالقضية السورية تحت البند السابع بما يسمح باستخدام القوة كما حدث في حرب تحرير الكويت.الجدير بالذكر أن في الغوطة يسكن 400 ألف سوري وهم المدنيون الذين لاينتمون لأي فصيل سوري ورغم ذلك تصر روسيا وإيران وطبعا الجيش الروسي على استخدام البراميل المتفجرة وكذلك السلاح الكيماوي والعالم يتفرج وينام ملء جفونه وحتى الولايات المتحدة الأمريكية الوحيدة القادرة على مواجهة هذه الدول المارقة المجرمة إلا أنها مترددة في استخدام القوة لأن هناك تلويح روسي باستخدام السلاح النووي إذا ماتعرضت قوات الجيش السوري والإيراني إلى هجوم نووي ولذلك كل الدول الكبرى لاتريد أن تتورط في الحرب السورية وتدخل في مواجهة مع روسيا التي بدأت تستعرض قوتها كما ذكر الرئيس الروسي بوتين أن روسيا جربت أكثر من 200 سلاح وهناك تطوير لغواصات تحمل رؤوسا نووية وليس هناك من يتحداها.نعتقد أن أمريكا ليس عندها استعداد لو استشهد كل الشعب السوري ولكنها سوف تتدخل وتواجه القوة الروسية الهائلة في حالة تعرض أمن إسرائيل للخطر. حتى تركيا التي هي دولة مسلمة يعلق عليها المسلمون والشعب السوري آمالا للتدخل وتخفيف الضغط عن السوريين في الغوطة الشرقية ولكن أيضا فقد سقط القناع التركي فقد تورطت في المستنقع الكردي وقد قتل بالأمس 15 جندي تركي في يوم واحد وهو عدد كبير مما سوف يؤدي إلى غرق تركيا في المستنقع الكردي وسقوطها بالفخ وهو ما توقعناه في عدة مقالات.واضح أن قرار مجلس الأمن الذي تقدمت به كل من الكويت والسويد لوقف إطلاق النار ومن أول يوم رفضت روسيا تطبيقه ووضعت هدنة خاصة بها وهي 5 ساعات يوميا ورغم ذلك أيضا لم يتم تطبيق الهدنة الروسية يعني القصف لم يتوقف نهائيا منذ عدة أسابيع وإذا علمنا أن هناك حصار لمدة ثلاث سنوات على الغوطة نعرف أن مايحدث هو إبادة جماعية .روسيا تريد فتح ممرات آمنة حتى يتم تهجير أهالي الغوطة ولكنهم يعرفون مصيرهم وهو القتل أيضا ولذلك هم قرروا الصمود والبقاء في الغوطة إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا والكل في انتظار الهجوم البري الذي ستقوم به قوات الجزار الأسد والجيش الروسي وحزب الله والحرس الثوري الإيراني وكذلك المرتزقة الروس الذي يحاربون في روسيا فهناك استنفار واستعداد للهجوم البري الذي سوف تكون له تداعيات خطيرة على مناطق النفوذ في الأراضي السورية.نعتقد أن الحرب السورية لن تنتهي حتى لو تم القضاء على أهالي الغوطة الشرقية فنجد أن محور الشر يسيطر على مساحة 50% من سوريا وباقي 50% تحتلها قوى أخرى فمازال المشوار طويلا ولذلك نأمل أن تتمكن المعارضة السورية من التوحد وعدم التشرذم حتى تستطيع بدعم من دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية من تزويد المعارضة بالأسلحة التي تمكنها من الاستمرار لأن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم القوات الكردية فهناك مصالح بينهما .لاندري متى يصحو العالم العربي والإسلامي من سباته العميق لأن الروس والفرس قادمون وهم لن يتوقفوا عند سوريا فقط ولكن سوف يكون التركيز على اليمن ومن بعدها طبعا الجائزة الكبرى وهي المملكة العربية السعودية وكما يقول المثل (اشتدي أزمة تنفرجي) فلعل يصحو الضمير العالمي، ويفيق من سباته العالم العربي والإسلامي فالأوضاع تزداد سوءا ولابد من صحوة عالمية حتى يعرف محور الشر أن هناك خطوط حمراء لايمكن أن يتخطاها وأن سوريا سوف تكون مقبرة للروس والفرس.أحمد بودستور
مشاركة :