قال الشاعر : نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان بنا هجانا هناك مقولة شعبية هي (ربع تعاونوا ماذلوا) والأكيد أن الذل والهوان الذي تعيشه الأمة العربية والإسلامية ليس بسبب تغير الزمن لأنه مازالت الشمس تشرق من الشرق وتغرب في الغرب ويتعاقب الليل والنهار ولكن العلة فينا نحن كامنة تحولت إلى غثاء كغثاء السيل كما جاء في الحديث الشريف المشهور بسبب التشرذم والخلافات والصراعات التي غالبا ماتكون بين الحكام وتدفع ثمنها الشعوب فمثلا مغامرة المقبور صدام واحتلاله دولة الكويت ضربت الأمة العربية في مقتل وفتحت الباب على مصراعيه للتدخل الخارجي في شؤون الدول العربية وخاصة التدخل الإيراني الذي يعتبر اليوم هو الخطر الحقيقي على الأمة العربية لأن إيران تلعب على المكشوف وﻻتخفي عداءها للعرب بل هي تجاهر بهذا العداء وإن لديها جيوشا في أربع عواصم عربية على العكس من إسرائيل التي تخطط لتقسيم العالم العربي ولكن في الخفاء. إن مايحدث في حلب من مجازر يندى لها الجبين وقصف وحشي لم يسلم منه حتى المستشفيات والمساجد وتعتبر الهولوكست ضد اليهود التي تدفع ثمنه المانيا إلى الآن بسبب ماقام به النازي هتلر من حرق اليهود بالأفران مجرد نزهة ولعبة بالنسبة لما يحدث في سوريا فقد بلغ عدد الشهداء مايقارب النصف مليون والجرحى والمشردين بالملايين وﻻيوجد هناك أي أمل حقيقي يلوح في الأفق لوضع حد لهذه الحرب المجنونة بسبب الدعم اللامحدود من روسيا وإيران للجزار بشار. ﻻيختلف اثنان على أن السياسة الأمريكية الغامضة والمترددة في المنطقة والمواقف المهزوزة والضعيفة للرئيس الأمريكي باراك أوباما أدخل المنطقة في نفق مظلم وترك روسيا وإيران وحتى داعش والتنظيمات الإهابية وفي مقدمتهم النظام السوري الدموي يعيثون فسادا في المنطقة وخاصة في العراق وسوريا . إن المملكة العربية السعودية تسعى جاهدة مع دول مجلس التعاون لتشكيل تحالف عربي اسلامي يعتمد على نفسه وليس على الوﻻيات المتحدة الأمريكية أو حلف الناتو وقد قطعت شوطا بعيدا ولكن هي الآن متورطة في حرب اليمن التي مضى عليها سنة ما يجعل من الصعب عليها المشاركة في حرب في سوريا في مواجهة أعداء أقوياء مثل روسيا وإيران ولهذا نطالب المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون ومصر والأردن والمغرب وهي الدول التي ترتبط بعلاقات وثيقة وقوية أن يكون لها موقف دبلوماسي قوي مثل استدعاء سفرائهم في روسيا للتشاور وتعليق أي تعاون تجاري واقتصادي معها حتى تشعر بقيمة وثقل هذه الدول وتمارس ضغط على النظام السوري لتطبيق قرار مجلس الأمن المتعلق بالقضية السورية واﻻلتزام بوقف إطلاق النار في كل المدن السورية. عندما احتل تنظيم داعش مدينة عين العرب أو كوباني كما يسميها الأكراد قامت الدنيا ولم تقعد وقامت أمريكا بمساعدة الأكراد عسكريا وماديا حتى تمكنوا من طرد داعش من كوباني وهي ﻻتمثل سوى حي من أحياء حلب واليوم أمريكا ودول اﻻتحاد الأوروبي يعربون فقط عن قلقهم من المجازر الوحشية التي ترتكب في حلب. نعتقد أن الحرب السورية سوف تطول بسبب عناد ومكابرة النظام السوري المدعوم بقوة من روسيا وإيران في مباحثات السلام في جنيف ولهذا ﻻبد من اﻻستعداد لحرب طويلة تحتاج إلى سلاح متطور يمتلكه الجيش السوري الحر وعلى الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتهم السعودية وتركيا حيث أن هناك تنسيق عسكري على أعلى مستوى بينهما لدعم الجيش الحر بالسلاح لأنه ليس هناك خيار آخر سوى مواجهة محور الشر في المدن السورية. ليس هناك مستحيل إذا الشعب السوري قرر إسقاط نظام الجزار بشار فالتاريخ القريب يؤكد ذلك فنجد أن الشعب الفيتنامي مرغ أنف الجيش الأمريكي بالتراب وطرده من فيتنام سنة 1975. ايضا الشعب الأفغاني مرغ أنف اﻻتحاد السوفييتي في التراب في أفغانستان بعد حرب دامت 10 سنوات وانتهت في 1989. والشعب السوري ﻻيقل قوة وصبرا عن الشعوب التي ذكرناها. إن من يريد السلم عليه أن يكون مستعد للحرب واﻻستعداد للحرب يحتاج إلى رص الصفوف وتوحيد الكلمة وتسخير الإمكانيات المادية والإعلامية والسياسية وتخطيط سليم وفي مقدمة ذلك القلوب المملوءة بالإيمان والمحبة وكذلك النوايا الصادقة الصافية لأنه على نياتكم ترزقون . أحمد بودستور
مشاركة :