فوضى مواقع «السوشيال ميديا» إلى متى ؟

  • 3/5/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الرياضة عموماً، وكرة القدم خصوصاً، من دون مناوشات بين المسؤولين والإداريين والمدربين والمشجعين ونظرائهم في الأندية والمؤسسات الأخرى، تفقد كثيراً من حرارتها وتشويقها، لذا لا توجد مشكلة بالمرة في تلك المناوشات، فالمهم دائماً وأبداً، ألا تأخذنا بعيداً عن جادة الصواب، أو أن تجتاز حدود اللياقة والأدب إلى صنع مشكلة أو خلاف ما، لكن «السوشيال ميديا» فتحت الباب على مصراعيه، بسرعتها الإلكترونية، لصنع مهاترات ملأى بالتجاوزات وحالات الخروج عن النص، حيث لا يعرف أغلب المتعاملين معها أصول وقواعد وأعراف الرسالة الإعلامية. ومن كثرة التجاوزات التي شهدتها تلك المواقع أصبحت جديرة بتغيير مسماها إلى «سوشيال فوضى»؛ حيث لا حسيب ولا رقيب، وعدد غير قليل من روادها يسيء استخدامها ويحولها إلى أداة لبث الفتن وصنع المشكلات، وحَبكِ المؤامرات، ناهيك عن أن البعض يصدر عبرها شائعات مغرضة تمس السمعة والشرف والكرامة، ولعل مبادرة نيابة أبوظبي بتصديها للمسؤولين المتجاوزين ضربت المثل وأصابت الظاهرة المرفوضة في مقتلها؛ لأن المفروض في المسؤولين أن يكونوا قدوة ومثلاً لكل من عداهم، وصولاً إلى جماهير المدرجات الذين «قد» نلتمس العذر لهم؛ بسبب هوس التشجيع والتعصب، أو تدني مستوى الثقافة والمعرفة،ولأن الإعلام مسؤولية كبيرة،ولأن المجتمع الرياضي أصبح مهددا بخطر ما تبثه هذه المواقع من سموم كان هذا التحقيق. محاسبة من يتجاوز أمر لا بد منه حتى لا تعم الفوضىأحمد عيسى: الفرق كبير بين حرية التعبير ومن «يشطح وينطح» دبي:حسن خميس تناول القطب الأهلاوي أحمد عيسى موضوعنا من واقع رؤيته وخبرته الكبيرة في الرياضة والإعلام معاً وقال:عندما نتطرق إلى وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها، نتحدث عن تحول يصيب صميم المعلومة وكيفية التعامل معها، فهذه الوسائل حولت المتلقي للمعلومة إلى ناقل حر بلا ضوابط من أي نوع، وأحياناً يكون هذا الناقل بعيداً عن التقيد بأي اعتبارات مهنية أو أدبية أو أخلاقية، فوسائل التواصل الاجتماعي أتاحت فضاء واسعاً رحباً ومن استفاد منه بوعي ومعرفة وأمانة وصدق؛ فإنه سيقدم للمجتمع خدمة تساهم في رقيه وتقدمه، أما الذين استغلوا هذا الفضاء من دون أن يقدروا حرمة المعلومة في قولها أو نقلها بلا ضوابط، فقد حولوا بذلك النعمة إلى نقمة.. ولذا نحن بحاجة ماسة للتصدي لمن يستغل هذه الوسائل بما يسيء للمجتمع، وبغض النظر عن الإجراءات التي يمكن اتخاذها في هذا الشأن، إلاّ أن أهمها أمانة الطرح وأمانة النقل، ومقاطعة كل من لا أمانة في طرحه.وأضاف: انفلات البعض في استخدام هذه الوسائل جاء ليعكس أو يبين درجة الفهم والوعي والمسؤولية التي يتمتعون بها، وواقع الحال يشير وكأننا في «سنة أولى روضة»! والشريحة الأكبر تجرنا بأسلوب وطريقة تعاملها واستغلالها لمنصة التواصل الاجتماعي إلى حالة من اللاوعي واللامسؤولية، فلا حسيب ولا رقيب خارجي، والرقيب الذاتي لا حضور تقريباً له، إما لمحدودية المعرفة أو للإعجاب بالذات في تصور المعرفة والعلم ببواطن الأمور والادّعاء بالاطّلاع والقرب من مصادر صناعة القرار، وتحجيم الظاهرة سيكون حاضراً عندما نرتقي بفهمنا ووعينا.وأضاف: لا يجب أن نخلط بين حرية الرأي والتعبير وبين من يستغل منصات التواصل الاجــتـــماعي «ليشطح وينطح» ويوزع النجاح والفشل بلا سند أو استناد، فحرية الــرأي إذا لم تلتزم بالضوابط والأصــول تتــحول إلى فوضى وما يتم ممارسته في كثير من المناسبات في هذه المنصات ليس إلا فوضى كما يقول عنوان هذا التحقيق، والخاسر الأول فيها هو المجتمع، وللأسف وسائل التواصل ومنصاته المختلفة تزخر بالعديد ممن يصنعون المعلومة وينشرونها، أو أولئك الذين يتلقون المعلومة ولايدققون فيها، ولا يبحثون عما يثبتها ويؤكدها، وبأسرع من البرق يتم التداول، وأخطر ما شهدته منصات التواصل الاجتماعي، أن يتجاسر أحدهم بالادّعاء على الآخر بما يشينه فيتحول الادّعاء إلى اتهام بحقيقة مؤلمة، وتشتعل المواقع بتناقل ذلك، وهنا يكتفي المدعي بما قال، بينما يغرق المدعى عليه بالبحث عما يثبت براءته!. ويختتم «أبو محمد» كلامه بقوله: المحاسبة ضرورية لمن يتجاوز، حتى لا تعم الفوضى وتُستغل هذه المنصات لتحقيق أهداف شخصية، ولابد أن تتم المحاسبة وفق القانون وألاّ تخضع لانتقائية أو تمييز، وكفالة حرية الرأي لكل فرد وتحمله للمسؤولية في كل ما يقوله، أمر غير قابل للنقاش فحرية الرأي للفرد كالماء والهواء، وأخيراً وسائل التواصل الاجتماعي ممكن أن تكون «نوراً وضياءً» عندما نستفيد منها بمسؤولية ومن الممكن أن تكون ناراً فتحرقنا عندما نتعامل معها بجهل أو نتلهى بها لقتل الفراغ. دعا الجميع لنبذ التعصب ودعم الروح الرياضيةمحمد الرميثي: المسؤول قدوة.. والإعلام رسالة تربوية أبوظبي:أحمد السيد دعا اللواء محمد خلفان الرميثي القائد العام لشرطة أبوظبي، رئيس الهيئة العامة للرياضة، جميع الأطياف الرياضية إلى الانتباه وعدم ارتكاب أي فعل أو التلفظ بكلمات أو إيحاءات مخالفة للقانون سواء في تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي أو ما شابه، وقال مثلما يعلم الجميع، القانون الإماراتي صارم حيال أي مخالفة، والنيابة العامة ملزمة بتطبيق القانون بحذافيره واستدعاء كل الأشخاص المخالفين، ويجب أن نتساءل لماذا وصلنا إلى هذه المرحلة التي نشهد فيها التراشق بين شخصيات من الوسط الرياضي وتبادل للألفاظ الخارجة المنافية لعاداتنا وتقاليدنا الثرية. وأكد الرميثي أن الرياضة تنافس شريف بين جميع الأطراف، ولا يمكن أن تصل إلى حد التراشق بين مسؤولي الأندية الذين من المفترض بأنهم مثال يحتذى به من الجميع، وخاصة أن الجماهير تتبع تصريح المسؤول، وتنجرف وراء كل ما هو مثير، لتصل الأمور إلى ما نتمناه في النهاية بالتراشق بين الجماهير على وسائل التواصل الاجتماعي. وتمنّى الرميثي أن تسود الحكمة مختلف التصريحات لتجنب تكرار مثل تلك الأمور في المستقبل، لافتاً إلى أن الإعلام رسالة تربوية بالأساس، وإدارات الأندية المختلفة تختار المسؤول لتولي إدارة النادي، لأنه مؤهل لشغل هذا المنصب القيادي الذي يمثّل فيه المنشأة وكيانها الكبير وجمهورها، فهو لا يمثل نفسه بأي حال. وأضاف: لا بد أن تختفي العصبية من تصريحات رؤساء مجالس الإدارات في مختلف الأندية، وأن يكون المسؤول حريصاً في تصريحاته ويتجنب الإثارة التي يتبعها ردة فعل سلبية من الجمهور الذي ينتمي للنادي، مما يؤدي بدوره لحالة سيئة من التراشق والتي لا نقبل بها أبداً، ونعتبرها منافية لعاداتنا وتقاليدنا الحميدة في الإمارات. الدخلاء كثيرون وعندهم أجنداتهم الخاصةيوسف الشريف: الخطر شديد لأنها تصنع الرأي العام دبي:أيمن بشير أوضح د. يوسف الشريف الرئيس السابق لهيئة التحكيم باتحاد الكرة أن وسائل التواصــل دخلت إلى جميع مناحي حياتنا، مبيناً أنه في ظل الاستخدام المفرط فيه من قبل المجتمع بكافة أطيافه وطبقاته أصبحت وسائل التواصل مصدراً للأخبار وللقرارات، ممـا لا شك فيه أن وسائل التواصل أصبحـت هي المشكل الأساسي للرأي العام، فما أن تثار قضية في العالم الافتراضي حتى تصبح قضية رأي عام تحتاج تدخل السلطات لحلها ، حتى في مجال الرياضة فبدلاً من أن تُستخدم هذه الوسائل لنشر فكرة الرياضة الأساسية بتقبل الفوز والخسارة ونشر ثقافة التسامح أصبحت تخلق تعصباً لا حدود له، والأمر لا يقتصر على ردود فعل الجماهير، بل وصل الأمر للتراشق والسباب وتصفية الحسابات بين أقطاب الرياضة والمسؤولين فيها سواء اللاعبين والمدربين وحتى أعضاء ورؤساء اللجان والاتحادات.وأضاف: رغم أن المشرع الإماراتي وضع تصوراً مستقبلياً لجرائم وسائل التواصل الاجتماعي فأوجد قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية للسيطرة عليها وعلى مستخدميها ممن يسيئون للمجتمع من خلالـــها، إلا أن هذا لم يمنع بالشكل الكافي ولم يضع حداً لبعض المستخدمين، وذلك لعدم جدية مؤسساتنا القانونية في إيجاد خلايا إلكترونية لمعاقبة جميع المسيئين، وخــصوصاً الشخصيات العامة التي تشكل الرأي العام.وتابع: اليوم أصبحت حياة الناس متداخلة بعالم السياسة والاقتصاد والرياضة فلم تعد هذه الأحداث مجرد نشرة أخبار يتلقاها الناس، بل أصبحت تؤثر في طباع الناس وأمزجتهم وتصرفاتهم وردود أفعالهم، ومع وجود وسائل التواصل الاجتماعي أصبح بإمكان أي شخص أن يكتب ويعلق ويستنكر ويعبر عن رأيه في أي خبر أو حدث يسمعه، مما يساهم في توليد آراء عامة كثيرة من شأنها إثارة البلبلة وتضخيم الأمور، لذا من الواجب أن يتم تكثيف السيطرة على هذه الوسائل وإلزام الشخصيات العامة أن تحترم أنها أمام منصة عالمية .وأكد الشريف أن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم لا تتداول ما يثار في الرأي العام فقط إنما أصبحت هي شريكة في صنع الرأي العام، وهنا تكمن خطورتها، خصوصاً أن عوالمها عوالم عامة غير محصورة بأية منطقة جغرافية أو عادات وقيّم شعب متجانس، والدخلاء فيها كثيرون ممن لهم أجنداتهم التي ينشرونها عبر هذه الوسائل لتخلق رأياً عاماً مناهضاً ومزعزعاً لأي استقرار اجتماعي. عبد الله إبراهيم: الشارع الرياضي ليس ساحة حرب تحدث عبد الله إبراهيم رئيس جمعية الإعلام الرياضي في الموضوع مستنكراً ما تموج به الساحة من مهاترات في وسائل التواصل الاجتماعي وقال إن ما يحدث يصور المشهد بـ «حرب شعواء»، وأكد أن الرياضة بريئة من كل هذه الممارسات، فالكل يكتب بما تموج به نفسه حسب أهوائه وانتمائه لألوان الفريق الذي يشجعه واللاعب الذي يحبه، والمدرب الذي يحقق آماله وآمال ناديه وفي نفس الوقت هو على النقيض تجاه منافسي فريقه ومصالح ناديه فيقذف بما في داخله بأحد المواقع دون تحري الإيجابي من السلبي. وأضاف: المؤسف أن العمل الإعلامي لم يعد قاصراً على المنتمين للمؤسسات الإعلامية والمواقع الرسمية فقط، وإنما أصبح الفضاء مفتوحاً لكل المتابعين للشأن المحلي والعالمي، من دون حسيب ولا رقيب، و كثيرة هي الآراء الإيجابية والموضوعية التي يطلقها البعض عبر موقع التواصل، من قبل أناس يتحلون بالحكمة والمسؤولية، وفي الوقت نفسه هناك قلة تتجاوز الحدود وتثير الرأي العام تجاه بعض القضايا التي قد تطرأ بين الحين والآخر في الساحة الرياضية، وتجعل من المواقع ساحة نزال عبر المهاترات والتجاوزات.وأكد أن أهداف الرياضة معروفة للجميع وهي أهداف سامية وتقرب وتوحد وتعزز كل ما هو مفيد وإيجابي، إلا أن هناك فئة تخرج عن الأطر المتعارف عليها وتسيء لها، و الرياضة ابتليت بهؤلاء وعانت وتعاني منهم، الأمر الذي جعل مجلس أبوظبي الرياضي مؤخراً يصدر بياناً دان به التراشق الإعلامي والتصريحات الصحفية غير المسؤولة بين المسؤولين في الأندية واللاعبين في وسائل التواصل، وطالب المجلس المنتمين للحركة الرياضية بأن يكونوا قدوة للآخرين في ضبط النفس، وعدم الانسياق لحالات التعصب التي لا تمثل ولا تتوافق مع نهج الدولة.واختتم قائلا إن المجلس دعا الجميع للتحلي بروح المسؤولية والأخلاق الرياضية، والتنافس الحضاري رياضياً لتحقيق الهدف المنشود في رفع راية الإمارات عالية محلياً ودولياً، وطالب الجميع أن يتخذ من الرياضة أسلوب حياة تجمع الإخوة والأصدقاء مهما كانت انتماءاتهم، والتحلي بالروح الرياضية، وطالب مؤسساتنا الرياضية وفي مقدمتها الأندية بضرورة ترسيخ ونشر ثقافة الاحترام المتبادل بين منتسبيها ومشجعيها، فالفوز والخسارة وجهان لعملة واحدة، وقبولهما سمة أصيلة بالنسبة إلى أي رياضي. الرياضة ألفة ومحبةعدنان الحمادي: المنصب والشهرة لا يحولان دون المساءلة القانونية تناول المستشار القانوني عـدنان محمـد الحمادي، السوشويال ميديا ومالها وما عليها من جانب قانوني بحت، وقال يجب أن يعرف كل شخص انه سيكون تحت طائلة القانون من وراء كل، وأي تغريدة يطلقها، وأي شخص يخطئ سيكون معرضاً للمساءلة والمحاسبة القانونية، ويجب أن يعرف الجميع انه ليست هناك حصانة لأحد، ولن يشفع لك منصبك في الاستثناء من المحاسبة القانونية، سواء كنت رئيس اتحاد، أو رئيس مجلس إدارة ناد، أو عضواً في أي مجلس إدارة أو خلافه، وأي شخص يريد أن يتعامل مع السوشيال ميديا يجب أن يضع القانون أمامه، ومن يخطئ عليه أن يتحمل مسؤولية الخطأ، وأحياناً تتسبب تصريحات المسؤولين في الأندية أو الاتحادات بجر جمهور ما خلفهم، فتحدث شرخاً بين جمهوري ناديين لأنها سريعة الانتشار، ويزداد الشرخ مع مرور الوقت، وتتسبب المهاترات بصنع جفوة، ثم تتم بعد ذلك تصفية الحسابات بردود قوية غير موضوعية، ما يجعلهم متهمين، ونجد أنفسنا بعدنا عن الهدف الأسمى للرياضة والرياضيين وهو التعاون وزرع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع، وبسبب تغريدة طائشة غير مسؤولة، أومندفعة، ومتسرعة، يقع البعض في المحظور، وهنا يكون القانون هو الفيصل، وسيدفع المندفع المتسرع الثمن غالياً ولن يعفيه منصبه، كما أسلفت، من المحاسبة.وقال العقوبة المالية تتعدى 250 ألف درهم، وقد تصل إلى مليون درهم، ونصـيحتـي لرواد وسائل التواصل: إن الهدف الأسمى من هذه الوسائل يجب أن يسخر لخـدمة المصلحة العامة، ولزيادة الألفة والمـحبة والتعاون وتبادل الأفكار والنقاش الإيجابي بالطرح الموضوعي وليس للفرقة، وتصفية الحسابات، والهمز واللمز، وشخصنة القضايا، ويجب علينا أن نبتعد عن التعامل مع وسائل التواصل بردات الفعل السريعة، وان نتريث قبل إطلاق التغريدة، وعلى سبيل المثال إذا كان هناك إداري، أو لاعب يريد أن ينتقد مدرباً، أو حكماً، أو لاعباً، لينتظر ساعة أو ساعتين بعد نهاية المباراة بدلاً من ردة الفعل السريعة بعد نهاية المباراة، لأن الغضب سيدفعك لعبارات جارحة والتريث يجعلك موضوعياً.واختتم قائلاً: كل الذين يعملون في الحقل الرياضي متطوعون، ويتم اختيارهم بعناية لخدمة الرياضة والرياضيين، ويفرض الواقع علينا مساعدتهم ودعمهم بما يعود على الرياضة بالنفع والفائدة، لا الضرر والسوء. مطر غراب: التجاوزات كشفت وجوه بعض المسؤولين دبي:أحمد مصطفى قال محمد مطر غراب، المحلل بقنوات دبي الرياضية، ليس كل ما ينشر من أخبار أو آراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صحيحة أو تمت إلى الواقع بصلة، لأن معظمها يكون نابعاً من أمنيات أو أحلام لكل من كتبها أو غرّد بها على المواقع، خاصة في ظل الزيادة الكبيرة لأعداد هذه الحسابات المجهلة والتي تظهر فجأة بدون مصدر حقيقي أو لجهة إعلامية معروفة، وهو ما يجعلها تفتقد المصداقية دائماً. ولفت غراب إلى أن أغلب من يغردون على مواقع التواصل من الشباب الصغار ومن جماهير الأندية، وربما تكون أخبارهم وتغريداتهم أمنيات للأندية التي يشجعونها، وعلى الرغم من كونها غير صحيحة إلا أنها في النهاية لا تؤثر في جمهور الشارع الرياضي بالصورة المتوقّعة، فهي تأخذ وقتها وتنسى. وأوضح محمد مطر غراب أن من يطرقون أبواب وسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي هم أكثر المتابعين لها، وذلك بسبب عدم رغبتهم في مشاهدة المزيد من هذه النوعية من الأخبار، لافتاً إلى أن الخبر الصادر من الوسائل الإعلامية الرسمية هو الصادق وليس غيره من الأخبار الصادرة من حسابات مجهلة.وفيما يتعلق بالتراشق الذي يحدث ما بين بعض اللاعبين أو الإعلاميين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قال: ربما تكون العواطف هي التي تحكم الأمر، وللأسف كشفت لنا تلك المواقع وجوه العديد من الشخصيات الرياضية والتي كنا نتوقع أنها أكبر من ذلك، متسائلاً عن كيفية وصولهم إلى مناصبهم، وهم بهذه الثقافة.وختم مطر غراب تصريحاته بالتأكيد أن تأثير مواقع التواصل لم يعد مثلما كان في البداية، حيث بدأ تأثيرها يتلاشى ولم تعد مؤثرة مثلما كانت عليه في السابق إلا من خلال الأخبار المنشورة عبر جهات رسمية ومعروفة لدينا، أما عكس ذلك ففقد الكثير من مصداقيته. إبراهيم عبد الملك: تراشق الرياضيين يمزّق النسيج الاجتماعي دبي:مسعد عبد الوهاب أكد إبراهيم عبد الملك، الأمين العام للهيئة، أن المجتمع الرياضي بحاجة ماسة للمحافظة على النسيج الاجتماعي بالبعد عن تعاطي أو تداول أي معلومة غير دقيقة عبر مواقع التواصل، معرباً عن أمله في أن يكون المتعاملون مع «السوشيال ميديا» على مستوى المسؤولية تجاه مجتمعهم ودولتهم وكل من يعيش على أرض الإمارات، ويجب أن نقر بأن وسائل التواصل أصبحت الأكثر تأثيرا في معظم المجتمعات وليس مجتمعنا فقط، لأنها من أكثر الوسائل نقلاً للمعلومات، بغض النظر عن صحتها من عدمها، ونحن لا نقول لا تتعاطوا مع «السوشيال ميديا» لكن تريثوا وانقلوا فقط الخبر الصحيح والمفيد، ولا بد من وضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات، فأي خبر غير دقيق من الوارد جدا أن يسبب مشكلة كبيرة وقد شاهدنا أمثلة كثيرة على ذلك.وأضاف: الظاهرة غير صحية بالمرة، فالتراشق الذي حدث ويحدث بين الرياضيين على مواقع التواصل الاجتماعي، غير مفيد ويؤدي لتمزيق النسيج الاجتماعي، حيث يسبب نوعاً من البلبلة، واستشهد باستغاثة مدرب نادي شباب الأهلي دبي قبل أيام بقوله «ارحمونا من الشائعات» على خلفية ما تردد من شائعات عن رحيل لاعبين بعينهم من صفوف النادي في الانتقالات القادمة، وقد نفى ذلك جملة وتفصيلا.وقال: المفترض أن نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بنوع من الحرص على عدم تداول معلومات غير دقيقة، فهي في حال استخدامها بصورة صحيحة تسهم في لم شمل الناس وتقوية الروابط خاصة أن الرياضة رسالة فيها حب وود واحترام وتقدير متبادل، وما نراه أن البعض يستخدم وسائل التواصل في الإساءة أو خلق شائعات لا أساس لها من الصحة.وعن الحلول قال : توجد تشريعات تنظم وتحكم التعامل مع وسائل التواصل، ويجب التأكيد على أن أسلوب التعامل مع مواقع التواصل على اختلافها هو تعبير عن مستوى فكر وثقافة الشخص نفسه وأخلاقياته وقيمه الإنسانية، وأرجو من كل من يتعامل مع هذه الوسائل أن يتقي ربه فيما يقوله، فيجب الارتقاء بثقافة التعامل بحيث تكون للبناء وليس للهدم. د. سالم الحارثي: على الأندية أن تتخلص من المتجاوزين أكد الدكتور سالم جريب الحارثي رئيس شركة كرة القدم بنادي بني ياس، توخي الحذر قبل أي تصريحات تحمل معاني مسيئة لجهة أو شخص ما عبر وسائل التواصل، لافتاً إلى أنه في حال الوصول إلى حد تبادل الألفاظ الخارجة عن القانون أو التراشق بين مسؤولين أو مشجعين لا بد أن يتدخل القانون لحماية الحقوق وحفظ المجتمع من أي مثال سيئ.وقال إن وسائل الإعلام سواء المسموعة أو المقروءة أو المرئية ذات أهداف وأبعاد إيجابية، ووسائل التواصل الاجتماعي هي وسيلة للتواصل بين الأشخاص ولمتابعة مستجدات الأخبار حول العالم، ويجب ألا نتخطاها إلى أي أمور قد تؤثر سلباً في المجتمع؛ لأن القانون الإماراتي يعاقب على الجرائم الإلكترونية والاستخدام الخاطئ لتلك الوسائل سواء في قضايا السب والقذف أو العنصرية وما شابه، وبصراحة لم نتوقع أبداً أن تصل الأمور إلى حد تدخل النيابة العامة، فالأمر مؤسف لأنه يتعلق بشخصيات مسؤولة ومهمة.وأشار الحارثي إلى أن القيادات في مختلف المؤسسات يمثلون "القدوة" للمنتمين للمؤسسة، ويجب أن يكونوا على قدر كبير من الانضباط والوعي لتعاملهم مع مختلف شرائح المجتمع من الصغار والناشئين والبراعم، موضحاً أن أغلب قاعدة المشجعين في الأندية ينتمون إلى فئة الشباب، الذين ينجرفون بسهولة خلف التصريحات المثيرة من قيادات النادي، وينظرون إليهم على أنهم نموذج يحتذى به، ولذا كل كلمة يتفوه بها المسؤول محسوبة عليه، فإذا كانت التعليقات أو التصريحات يشوبها نوع من التعصب، فالمتوقع أن يكون أثرها سلبياً وضاراً في المجتمع كله.وشدد الحارثي على أهمية نشر الوعي بين جميع الفئات، وقال: يجب أن تكون القيادات في مختلف الأندية قدوة ونموذجاً في تصريحاتها المنضبطة البعيدة عن كل أشكال التعصب والتجاوز، والحل الأمثل لتفادي مثل تلك المواقف، على عاتق الاتحادات والهيئات والأندية الرياضية، بأن يتم إبعاد الأشخاص غير الملتزمين بكل المثل والمبادئ المتعارف عليها، لأن الوسط الرياضي نظيف وراق ولا يقبل بوجود أشخاص تصدر عنهم ألفاظ خارجة عن القانون أو مسيئة، ولابد من موقف صارم من جانب الأندية على وجه التحديد لأنها تسعى باستمرار لزيادة قاعدتها الجماهيرية ونشر الوعي بينهم. إسماعيل راشد: أخبار مواقع التواصل تختفي بمرور الوقت دبي:أحمد مصطفى قال إسماعيل راشد نجم الوصل والمنتخب السابق والمحلل بقنوات دبي الرياضية إن ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي سواء من أخبار أو تراشقات بين البعض ما هي إلا مجرد تغريدات وأخبار تنتهي بمرور الوقت، وربما لا يلتفت إليها البعض لأنها في كثير من الأوقات، خاصة الأخبار لا تكون مؤثرة نظرا لأنها لم تصدر من جهات رسمية، ولا أحد ينكر دور وسائل التواصل في نشر الأخبار وسرعتها لكن يجب على المتلقي أن يكون حذرا في ما يتلقى من أخبار ولا يستجيب لأي خبر إلا إذا كان من مصدر رسمي أو حساب جهة إعلامية خاصة، لافتا إلى أن المجال الرياضي كونه مفتوحا ولديه جماهير بأعمار وفئات مختلفة وبالتالي سيكون هناك مزيد من الأخبار عنه وبالتالي لابد أن يكون مصدرها رسميا.وأضاف: هناك خطأ كبير تقع فيه بعض المراكز الإعلامية بالأندية بسبب عدم تواصلها مع الجمهور بالطريقة الصحيحة، ما يجعل أخبار النادي ولاعبيه عرضه للشائعات، وهو بكل تأكيد أمر غير مستحب في ظل ما تشهده مواقع التواصل من حسابات وهمية ليس لها مصداقية.وأكد راشد أن المشجع يرغب دائما في التعرف على اخبار ناديه بشكل مستمر وهذا ما تفتقده بعض الأندية في دورينا، لذا يلجأ لمتابعة الحسابات الأخرى التي تكون في بعض الأوقات أخبارها غير صحيحة كونها تبحث عن المزيد من المتابعين. وفي ما يتعلق بحالات التراشق بين الرياضيين سواء من اللاعبين أو الإداريين أو الإعلاميين قال راشد إن هذا الأمر طبيعي في مختلف دول العالم، ويحدث في العديد من الدول العربية في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يجعله أمرا عاديا، لكن لا بد من مراعاة الآداب العامة والأخلاقيات حتى لا تتحول إلى فوضى. يحيى عبدالكريم: موضوعات الغرف المغلقة أصبحت للملأ الشارقة:عصام هجو قال يحيى عبد الكريم رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة الأسبق إن مواقع السوشيال ميديا أصبحت أساسية في نقل الأخبار والمعلومات، حتى المؤسسات الرسمية صارت تبث أخبارها عبرها ، ولا نستطيع أن ننكر دورها أو تأثيرها في حياتنا جميعا، فلا يمكن لأي شخص في العصر الحالي ألا يتعاطى معها، وتأثيرها اصبح اكبر من وسائل الإعلام التقليدية كالصحافة والتلفزيون والإذاعة، والدليل على ذلك أن كل وسيلة إعلام اصبح لها موقع في السوشيال ميديا تبث من خلاله الاخبار، ولكن للأسف هناك سوء استخدام من بعض المؤسسات والأفراد، ويجب الحذر في نشر الأخبار واهم شيء التحقق من صحة الخبر وموضوعية الطرح ، لأن البعض يستخدمها لتصفية الحسابات، واخطر ما فيها أنها أحيانا تناقش موضوعات ليس مكانها السوشيال ميديا وإنما اجتماعات الغرف المغلقة.وأضاف : هناك مواقع غير معروفة وأشخاص غير معروفين يثيرون موضوعات مثيرة ويتعمدون الإساءة للآخرين، وهذه الحسابات الوهمية يطلق عليها «الذباب الالكتروني»، والخطأ الأكبر لا يقع على الذباب الالكتروني بقدر ما يقع على المتفاعلين مع هذه الحسابات، وللأسف البعض ينقل عنها والبعض يرد عليها، ومجرد انك تفاعلت مع حساب غير معروف أو حساب وهمي فهذا يعني انك سهلت مهمته وساعدته في توجهه، ويفرض الواقع علينا التعامل وفقا للمسؤولية المجتمعية، وكل شخص يجب ان يكون رقيبا على نفسه قبل ان يطلق لها العنان في التعاطي مع وسائل التواصل، وما لا ترضاه لنفسك يجب ألا ترضاه لغيرك، والفيصل في هذا الأمر هو ما يمليه الضمير اليقظ والسليم.وأضاف مسترسلا: للأسف هناك شخصيات استغلت السوشيال ميديا وبرزت عبر منابر معينة رغم ان مستواها الثقافي والاجتماعي والأخلاقي لا يؤهلها لذلك، وصار الناس يتداولون اخبار هذه الشخصيات التي بدأت بنشر الاكل ولكن مع مرور الوقت باتت تفتي في كل شيء في الرياضة وغيرها، وتعلق على قرارات مهمة والذين يتداخلون مع أمثال هؤلاء هم السبب في شهرتهم، وبالتالي نحن الذين سمحنا بذلك بطريقة غير مباشرة، وبدلا من أن تصبح وسائل التواصل تفيد أصبحت تسيء، وللأسف هناك شخصيات مريضة تستغل وسائل التواصل لأجل الشهرة وتسبب متابعوها في انتشارها وشهرتها بالتعليق والتجاوب معها فالواقع والمسؤولية يفرضان علينا تجاهلها، وفي النهاية علينا الاعتراف بأن وسائل التواصل الاجتماعي فيها الغث والسمين، وعلينا الفرز للتعامل مع المواضيع المفيدة وأن نغض الطرف عن كل ما دون ذلك.

مشاركة :